اقتحمت قوات الجيش الإسرائيلي فجر اليوم الاثنين غرب مدينة غزة وحاصرت مجمع الشفاء الطبي وسط قصف جوي ومدفعي واحزمة نارية وإطلاق نار كثيف.
وأفادت مصادر محلية أن آليات العسكرية توغلت فجأة تحت غطاء ناري كثيف محيط مجمع الشفاء غربي مدينة غزة.
ووفق المصادر؛ فإن قوات خاصة للجيش الاسرائيلي تسللت إلى المنطقة تحت غطاء من القصف الجوي والمدفعي العنيف بما في ذلك استهداف منازل محيطة، قبل أن تتوغل قوة من الدبابات مع استمرار القصف والاحزمة النارية.
وأطلقت طائرات مسيرة اسرائيلية من نوع "كواد كابتر" النار بكثافة في محيط مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، فيما أطلقت زوارق للجيش الاسرائيلي قذائف في محيط المجمع الطبي.
وأضافت المصادر أن قوات الجيش الاسرائيلي قصفت أجزاء من المجمع الطبي في مدينة غزة وحاصرته وسط إطلاق نار كثيف واستهداف للطوابق العليا.
وأعلن جيش الاسرائيلي أن قواته بدأت تنفيذ عملية مستهدفة في مستشفى الشفاء، زاعما وجود معلومات استخباراتية حول وجود مسؤولين كبار في حماس في المنطقة يستخدمون المستشفى لتنفيذ عمليات فيها.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عدم القدرة على إنقاذ أحد من المصابين في مجمع الشفاء، بسبب كثافة النيران واستهداف كل من يقترب من النوافذ. وأضافت في بيان أن حريقا نشب عند بوابة المجمع، مما أدى إلى حالات اختناق بين النساء والأطفال النازحين داخله.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن القوات نفذت عملية مخططا لها منذ أيام في مجمع الشفاء، وسيطرت اليوم الاثنين على المجمع، واعتقلت 80 شخصا وصفتهم بـ"المخربين"، وأشارت إلى إصدار "أوامر للمسلحين بالخروج من مختلف الأماكن بالمجمع والاستسلام"، وفق زعمها.
وتحدث الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في وقت سابق عن عمل من وصفهم "بقادة كبار في حماس" من داخل المجمع لمهاجمة إسرائيل، وفق تعبيره.
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة بأشد العبارات اقتحام الجيش الاسرائيلي مجمع الشفاء، ووصفه بأنه جريمة حرب صارخة، وقال المكتب إن الاعتداء يؤكد نية اسرائيل القضاء على القطاع الصحي.
من جهتها، حملت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إسرائيل مسؤولية حياة الطواقم الطبية والمرضى والنازحين داخل مجمع الشفاء الطبي، وأضافت أن ما تقوم به قوات الجيش الاسرائيلي في مجمع الشفاء الطبي انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة.
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي برفض ممارسات الجيش الإسرائيلي في مجمع الشفاء، ودعت المؤسسات الأممية للتوجه فورا إلى المجمع لحمايته وحماية كل من بداخله.
بدورها، أدانت الفصائل الفلسطينية في غزة بأشد العبارات استمرار استهداف المستشفيات، ووصفته بأنه "استكمال لحرب الإبادة التي يشنها الجيش الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وانتهاك صارخ لكافة المواثيق والقوانين الدولية".
وقال بيان من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن "العدوان الإسرائيلي على مجمع الشفاء وحرب الإبادة المتواصلة في غزة لن يصنعا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجيشه النازي أي انتصار".
وطالبت الحركة الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية وغيرهما من المؤسسات الأممية بضرورة حماية ما تبقى من منشآت طبية في قطاع غزة.
وهذه المرة الثانية التي تقتحم فيها القوات الإسرائيلية مجمع الشفاء الطبي منذ بداية العدوان على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث اقتحمته للمرة الأولى في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد أن حاصرته لمدة أسبوع على الأقل.
وحينها انسحبت القوات الإسرائيلية من المستشفى، بعد تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه وأجهزة ومعدات طبية إضافة لمولد الكهرباء بالمستشفى.
[email protected]