اعتبر البرفسور ناجي شراب الخبير و المحلل السياسي ان اعتراف دولة الفاتيكان بفلسطين بانه يحمل الطابع الديني، حيث قال خلال حديثه لـ"دنيا الوطن" : " اعتراف الفاتيكان بفلسطين قد يختلف عن الاعترافات التي جاءت من بعض البرلمانات الاوروبية لما للفاتيكان من مكانة دينية، و بالتالي هذا الاعتراف هو مهم بالنسبة للفلسطيينين باعتبار ان الفاتيكان رمزا دينيا لمئات الملايين المسيحيين".
و اضاف: " هذا الاعتراف قد يكون له دلالة عميقة في التأثير على البرلمانات الاخرى و الدول الاوروبية الاخرى".
واكد شراب ان الفاتيكان يلعب دورا مهما في مكون السلوك الديني لعدد كبيرمن الدول، معتقدا ان ذلك يشكل تحولا مهما في طريق الاعتراف بدولة فلسطين.
و بين ان هذه الاعترافات دلالاتها رمزية بمعنى انها غير ملزمة لحكومات الدول نفسها، مشيرا ان للفاتيكان وضع خاص في الامم المتحدة و بالتالي يبقى هذا الاعتراف له بعد ديني و رمزي اكثر منه بعدا سياسيا.
و قال في مسهل حديثه: "اعتقد ان اعتراف الفاتيكان يعطي دفعة لكثير من البرلمانات الاوروربية الاخرى لان تحذو حذو ههذ الخطوة، وتلي هذه الخطوة ان تحول هذه الاعترافات البرلمانية الرمزية الى اعترافات حكومية و هذا يحتاج الى دبلوماسية نشطة فاعلة و يحتاج الى التفاعل مع عناصر القوة في مجتمعات هذه الدول اما عن الخطة التالي هو ان يحول هذا الاعتراف الى سلوك لدى المواطن الاوروبي، و هذا يحتاج الى سياسية فلسطينية في التعامل مع كافة عناصر القوة في مثل هذه المجتمعات و بالتالي قد نحتاج الى وقت لكي يتبلور و يترجم هذا الاعتراف الى واقع ملموس و ملزم و الخطوة التي تلي ذلك ان يتحول هذا الاعتراف الى ضغط على اسرائيل الذي يعتبر مهم جدا في ادارة الصراع مع اسرائيل".
و اضاف: "على مدار اكثر من 60 سنة يجب ان نعرف ان اسرائيل لم تعامل كدولة تعاقب و بالتالي اذا نجحنا في الوصول الى هذه المرحلة بان اسرائيل يمكن ان يمارس عليها ضغط و ان يمارس عليها عزلة دولية من قبل هذه الدول وصولا الى الامم المتحدة".
و في السياق ذاته اشار شراب الى ان اعتراف الفاتيكان على وجه الخصوص بدولة فلسطين قد يشكل ورقة ضغط على اسرائيل و قد يتسبب ذلك حالة من التوتر في العلاقة بين الفاتيكان و اسرائيل.
ولفت الى ان اعتراف الفاتيكان بدولة فلسطين قد يعين قدر كبير من التوازن بان هناك شعب اسمه الشعب الفلسطيني له الحق الكامل، مبينا ان اعتراف الفاتكيان ايضا بدولة اسرائيل اصبح لا يعني ان له الحق الكامل في الارض الفسطيني ولا حق لها في التحكم في المناطق المقدسة.
و اوضح البروفسور شراب ان اسرائيل من خلال هذا الاعتراف بدأت تستيقظ خصوصا في ظل حكومة يمينية متشددة مثل الحكومة الحالية بان اسرائيل اذا ما استمر في هذه اليمينية و التشدد فان هناك مزيدا من التحول على مستوى الرأي العام الاوروبي و العالمي و هذا يضفي المزيد من الضغط على اسرائيل و عزلها سياسيا و اقتصاديا، مشيرا الى ان هذه المرحلة لم تتعود عليها اسرائيل على مدار 67 عاما حيث كانت معفاة من كل هذه الامور.
و في السياق بين الخبير و المحلل السياسي ان هناك حوالي 135 دولة في الامم المتحدة اعترفت بفلسطين كدولة مراقب لم تكتمل عضويتها بسبب الفيتو الامريكي، مشيرا الى انه اذا تزايد هذا العدد تصبح هناك ارادة دولية كاملة تقول ان هناك دولة اسمها فلسطين وان هناك شعب له حقوق، لافتا الى ان هذا الاعتراف يلزم الدول التي اعترفت بفلسطين بان تعيد تقييم و تقنين علاقاتها مع اسرائيل من خلال ادراكها بهذه الدولة الفلسطينية و بهذا الشعب الذي من حقه ان يمارس كافة حقوقه كاملة وفقا لقرارات الشرعية الدولية، على حد تعبيره.
من ناحية اخرى قال شراب: هذا الاعتراف يشكل قوة ضغط على امريكا ايضا و التي ستجد نفسها وحيدة في العالم، حيث ان العالم كله يعترف بفلسطين باستثنائها و انما تقف امام ذلك باستخدامها الفيتو، و بالتالي لن تكون امريكا بعيدا عن العزلة الدولية".
[email protected]