عقد المكتب القطري للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والمكتب السياسي للحزب الشيوعي، في نهاية الأسبوع، اجتماعا مشتركا ومطولا، لبدء تلخيص الانتخابات المحلية الأخيرة، والتي خاضت فيها الجبهة الانتخابات في أكثر من 40 بلدة عربية ومدينة مشتركة.
وراجع الاجتماع النتائج الانتخابية للقوائم الجبهوية والحليفة، التي أسفرت عن انتخاب المرشحين والنشطاء الجبهويين التالين لرئاسة السلطات المحلية في بلدانهم: عبد السلام دراوشة في اكسال، سمير أبو زيد في عيلبون، درويش رابي في جلجولية، محمد جلال اغبارية في طلعة عارة، نضال الحاج في كوكب أبو الهيجاء، علما أن الأخيرَين خاضا الانتخابات كمرشحين مستقلين.
وفي كفر ياسيف انتخب الزميل الجبهوي عصام شحادة، فيما تم انتخاب الحلفاء التالين: مأمون عبد الحي لرئاسة بلدية الطيرة، ناهض خازم في شفاعمرو، وشريف حيدر في عبلين.
فيما ينافس في الجولة الثانية الرفيقان عمر واكد نصار في عرابة، ورياض أسدي في دير الأسد وكذلك الحليف د. نزار ابو عقل في عارة-عرعرة.
كما تم انتخاب حوالي 70 عضوا جبهويا في أكثر نحو 35 سلطة محلية.
انجازات هامة في الناصرة والمدن المشتركة
وسجلت جبهة الناصرة إنجازا هاما حيث تمكنت من رفع تمثيلها بمقعدين لتحصل على 8 مقاعد، ولتقلص الفجوة بشكل كبير، بين مرشحها المهندس شريف الزعبي ورئيس البلدية الحالي، لتعزز مكانتها كالقوة السياسية الأكثر حضورا في المدينة وصاحبة الطرح البديل.
كما حصلت القائمة المشتركة في نوف هجليل برئاسة الرفيق د. شكري عواودة على أربعة مقاعد، رغم التحريض الفاشي في المدينة، فيما حصلت القوائم التحالفية للجبهة في المدن المشتركة على: 3 مقاعد في تل ابيب يافا، 3 مقاعد في عكا ومقعدين لكل من جبهة حيفا، وقائمة التطور والمساواة التي ضاعقت من قوتها في الرملة.
ولم تؤد إقامة قوائم مشتركة في بئر السبع وكرمئيل إلى دخال أعضاء إلى السلطات المحلية، الا أن هذه التجارب بما أحدثته من حراك وخطاب وتجنيد للنشطاء تعتبر هامة بشكل خاص.
النتائج للعضوية في البلدات العربية
ومن أبرز النتائج حصول جبهة يافة الناصرة وجبهة دير حنا على 4 مقاعد لكل منهما، بينما حصلت جبهة عرابة على 3 مقاعد، كما أن حصول جبهة اكسال على 3 مقاعد يعتبر ارتفاعا هاما.
وحصلت القوائم الجبهوية على مقعدين في أم الفحم وعيلبون حيث ضاعفت الجبهة في البلدتين من قوتها، وحافظت على قوتها بتمثيل مقعدين في كل من: جديدة المكر، دير الأسد، سخنين، طرعان، كفر ياسيف ومجد الكروم.
كما حصلت على تمثيل لعضو حبهوي واحد في: ابو سنان، عبلين، الطيرة، المزرعة، المغار، دبورية، رهط، شفاعمرو، طمرة, عارة-عرعرة، كفر كنا، يركا، وفي والمجلس الاقليمي البطوف.
ونحت قوائم الجبهة التحالفية بتسجيل انجازات هامة بعد غياب سنوات في كل من باقة الغربية وقلنسوة والجش، إلى جانب حصولها على مقعد بالتناوب في طلعة عارة.
وبالمقابل فقد أدت تحديات موضوعية وذاتية عدة إلى نتائج مؤلمة في عدد من المواقع التي تعمل الفروع على تلخيصها واستخلاص العبر منها.
تطوير الرؤية الاستراتيجية والأدوات المهنية للعمل البلدي
وتم في الاجتماع وضع تصور عام للشكل الذي يجب أن يتم فيه تلخيص الانتخابات على المستوى القطري وفي الفروع، إلى جانب تخويل لجنة العمل البلدي بوضع البرامج والأيام الدراسية لتطوير الرؤية الاستراتيجية والأدوات المهنية للعمل البلدي ولتزويد ممثلي الجمهور الجبهويين بالمعرفة اللازمة لتأدية واجبهم على أكمل وجه في مواجهة التحديات وعلى رأسها سياسة التمييز السلطوي، وتواطؤ الحكم المركزي مع محاولات عصابات الاجرام بالسيطرة على الحكم المحلي في بعض السلطات المحلية العربية.
وبنظرة عامة الى نتائج الانتخابات ينظر المكتبان بعين من الخطورة الى تكالب قوى اليمين المتطرف ومحاولاتها السيطرة على مقاليد الحكم المركزي في البلاد، وهو ما لم تنجح به الاحزاب اليمينية المتطرفة بالشكل الذي صبت إليه لكن انجازاتها حتى وإن كانت جزئية تحتم العمل بشكل اوسع، والتنسيق ما بين كافة القوى العقلانية والديمقراطية لتعزيز مكانة وموقع الحكم المحلي كأداة لمواجهة الحكم المركزي، بفاشيته وعنصريته ومعاداته للديمقراطية وللشرائح المستضعفة.
تحية إلى النشطاء ودعوة إلى الشراكات الواسعة
وتم التوقف عند الأجواء الخاصة التي تعقد فيها هذه الانتخابات في ظل الحرب العدوانية عل قطاع غزة والهجمة الفاشية على الديمقراطية والملاحقات الترهيبية التي يتعرض لها المواطنون العرب وكل من يناهض الحرب العدوانية، والتأكيد على ضرورة تعزيز الحكم المحلي في المجتمعين العربي واليهودي ليكون أداة في وجه الحكم المركزي العنصري والمعادن للديمقراطية والشرائح المستضعفة.
كما تم توجيه أحر التحية إلى ألوف النشطاء والكوادر التي عملت في هذه الظروف الاستثنائية لخوض الانتخابات بخطاب مسؤول يراعي الظروف الراهنة، وخاطبت الجمهور بما يحترم عقله وتمت الدعوة إلى أوسع تحالفات بلدية على أسس سياسية كفاحية ومهنية سليمة للرقي بأداء السلطات المحلية بعيدا عن الحسابات الفئوية الضيقة.
وفي سياق آخر، تجدر الإشارة إلى أن الاجتماع أفرد حيزا للنقاش بالخطوات النضالية ضد الحرب على قطاع غزة والتي سيعلن عنها بشكل منفصل لأهميتها.
[email protected]