شموع عيد الميلاد المجيد، المقبل علينا بعد ايام معدودة، تذرف دموع سكابا ممزوجة بالفرح واللّوعة، والآهات، واحتراقها، وذوبانها. تحرق قلوبنا وتشوه عقولنا لما يشهده مجتمعنا ومنطقتنا من مشاهد القتل، ومظاهر العنف والتعصُّب وسيطرة ظاهرة الاتاوات من جهة، والحرب الدّامية التي حرقت الأخضر واليابس والتي للأسف الشديد لا نرى بوادر تبشر بقرب نهايتها، والأوضاع تزداد تعقيدًا والمخفي أعظم.
رغم ما تقدم، سأسطر كلمة تفاؤل، واحاول ان اختار كلمات وردية حروفها مضيئة، احتراما وتقديرا للمحتفلين بهذه المناسبة العزيزة وابعادها الدينية والاجتماعية، ليجعل شموع الميلاد شموع فرح ودموع تفاؤل، والانوار بألوانها تضيء ليس فقط ساحاتنا وشوارعنا، محلاتنا التجارية والأشجار الغضة لون الحياة والتجدد، وانّما قلوبنا وعقولنا ورمز العيد بابا نويل بلحيته الثلجية، يقرع الجرس ويدق الأبواب ليخرج الأطفال يركضون وراءه ليحصلوا على الحلوة، يداعبهم بكل عطف ومحبة ويلتقطون الصور التذكارية.
كل مناسبة عيد ليست مجرد محطة عابرة، انها محطة مميزة لها ابعادها وقيمتها علينا المكوث بها مطولا.
ادعوا لنعمل معًا لنجعلها محطة للتأمل، نلونها بألوان الحياة و تحقيق العدل والعدالة، ومساندة المظلوم والضعيف، أصحاب الحالات الخاصّة، محاربة كل السلبيات ومظاهر العنف والتعصب والخطاب الطائفي لننعم بغدٍ افضل يحدوه الامل.
[email protected]