اعتبر مسؤول أمني إسرائيلي رفيع اليوم، الخميس، أن رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، "يعرقل المفاوضات (حول تبادل أسرى) في أعقاب العملية العسكرية (التي نفذها أمس الجيش الاسرائيلي في مستشفى) الشفاء، وهذه حقيقة تدل على أن هذه نقطة حساسة جدا بالنسبة له، ومن الجائز أنها تؤثر على قدرته في اتخاذ قرارات عقلانية، وهذا قد يؤثر على المفاوضات. والجيش الإسرائيلي لن ينسحب من الشفاء طالما لم يجد جميع الأهداف التي وضعناها هناك. والعملية العسكرية في المكان مستمرة. وما زلنا نجمع قرائن"، حسبما نقلت عنه وسائل إعلام إسرائيلية.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه "ببساطة، السنوار اختفى في اليوم الأخير عن الوسطاء القطريين، وادعى أنه طالما الجيش الإسرائيلي يعمل في مستشفى الشفاء، فإنه لا يمكنه إجراء مفاوضات مع إسرائيل، ولذلك لم يحدث أي تقدم منذ أمس".
ومن الجهة الأخرى، ذكرت الصحيفة أيضا أنه كان من المقرر بحث صفقة تبادل الأسرى المطروحة خلال اجتماع تعقده الحكومة الإسرائيلية، أمس، لكن اجتماعا كهذا لم يُعقد. كما أن اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) الذي اجتمع، لم يتخذ قرارا بشأن الصفقة.
يشار إلى أن ما رشح عن هذه الصفقة هو أنها ستشمل 50 أسيرا إسرائيليا في غزة، من النساء والأطفال والمسنين، مقابل أسيرات وأطفال فلسطينيين. وتطالب حماس بأن يتم الإفراج عن الأسرى لديها على خمس مراحل، بحيث يسود خلال خمسة أيام وقف إطلاق نار.
وأفاد مدير مستشفى الشفاء بغزة محمد أبو سلمية، اليوم الخميس، إن الجنود الإسرائيليين لا يزالون داخل المستشفى، وأخذوا الجثث وفجروا خط المياه.
وأكد في تصريحات لقناة (الجزيرة)، بأن الماء نفد تماماً من المستشفى، والدبابات الإسرائيلية لا تزال تحاصره، ولا يوجد أي مقومات للحياة داخل مجمع الشفاء.
وتابع مدير مجمع الشفاء، بأن إدارة المستشفى لا تستطيع إخراج الجثث من خارج الأقسام، لافتاً إلى أن "لدينا أكثر من 650 مريضاً و500 من الأطقم الطبية وأكثر من 5000 نازح.
وقال أبو سلمية: إن المستشفى محاصر تماما والغذاء والماء نفدا والجيش الاسرائيلي ضرب الخط الرئيسي للمياه، مؤكداً بأن الأوضاع مأساوية والموجودون بالمستشفى يصرخون من العطش.
وأوضح بـ "أننا لا نستطيع إخراج حتى القمامة من خارج المستشفى، خاصة وأن عمليات القنص مستمرة ولا يستطيع أحد التنقل من مبنى لآخر وفقدنا التواصل مع زملائنا".
وأكد مدير مستشفى الشفاء، بأن هناك مجندين إسرائيليين يتجولون داخل الأقسام خصوصا في قسم الطوارئ وقاموا بسحب الجثث، مشيراً إلى أنه تم دفن حوالي 80 جثة وباقي الجثث التي كانت في الطرقات أو الثلاجات سحبها الجيش الاسرائيلي .
وقال أبو سلمية: إن هناك جثثاً لا تزال داخل الأقسام ونريد إخراجها تجنبا لوقوع كارثة صحية داخل المستشفى، فيما هناك أربعة من مرضى غسيل الكلى في النزع الأخير الآن بسبب عدم توفر الخدمات.
ولفت إلى أن الأكسجين نفد تماما من المستشفى والأوضاع صعبة جدا وكارثية.
[email protected]