أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة عدد من المدنيين جراء إطلاق صواريخ مضادة للدبابات من جنوب لبنان، ظهر اليوم الأحد، استهدفت منطقة "دوفيف" الحدودية الشمالية بين إسرائيل ولبنان.
وقال الجيش، في بيان، إن مسلحين "أطلقوا صواريخ مضادة للدروع على منطقة دوفيف".
وأضاف الجيش "أصيب عدد من المدنيين نتيجة إطلاق النار، وتهاجم قوات الجيش الإسرائيلي مصادر النيران بالمدفعية".
وأشار الإسعاف الإسرائيلي إلى أن هناك 6 إصابات بينها حالة حرجة و5 آخرين بحالة خطيرة، فيما قالت شركة الكهرباء الإسرائيلية إن صاروخا مضادا للدروع أصاب عمّالا لها أثناء عملهم شمالي البلاد.
وفي حادث آخر، أفاد الجيش الإسرائيلي، أن قواته "هاجمت خلية كانت تخطط لإطلاق النار من منطقة مدنية في الأراضي اللبنانية".
كما سقط صاروخ أُطلق من جنوب لبنان، صباح اليوم الأحد، في منطقة مفتوحة في الجليل الغربي، دون معلومات عن خسائر بشرية ولا أضرار مادية، فيما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن صفارات الإنذار دوت في منطقة الجليل الغربي عند الحدود الإسرائيلية واللبنانية.
وأضافت أنه "تم رصد سقوط صاروخ في منطقة مفتوحة" .
والأحد، قصفت مدفعية الجيش الإسرائيلي بلدات حدودية جنوب لبنان، بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي على طول الحدود اللبنانية.
وأعلن "حزب الله" اللبناني، الأحد، استشهاد أحد عناصره في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي على حدود لبنان الجنوبية، ما رفع حصيلة شهدائه إلى 72، منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وكان قد أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس السبت، قصف مواقع وبنى تحتية لحزب الله جنوب لبنان وقصق مواقع في سورية، وذلك بعد أن تبنى حزب الله سلسلة من العمليات على الحدود الشمالية للبلاد مع جنوب لبنان، حيث قام مقاتلوه بتنفيذ عدة هجمات موجهة ضد أهداف إسرائيلية.
والسبت، قصف الجيش الإسرائيلي أطراف عدة بلدات في جنوبي لبنان، وقالت وكالة الأنباء اللبنانية إن "مُسيّرة معادية استهدف مركبة في أحد البساتين بمنطقة البراك في الزهراني جنوبي لبنان"، كما أفادت باستهداف عدة بلدات حدودية.
ويعتبر هذا الاستهداف الإسرائيلي تصعيدا في إطار قواعد الاشتباك الحالية بين حزب الله وجيش الإسرائيلي، الذي عمق حجم الاستهداف حيث تبعد منطقة البراك في الزهراني عن المناطق الحدودية جنوبي لبنان نحو 40 كيلومترا داخل العمق اللبناني.
وكانت قد ذكرت صحيفة "معاريف"، اليوم الأحد، أن الجيش الإسرائيلي يستعد إلى "رد كبير" موجه ضد "حزب الله" على خلفية التصعيد في هجماته ضد أهداف إسرائيلية على طول المناطق الحدودية شمالي البلاد، فيما أشار تقرير صحافي إلى "تقديرات إسرائيلية بأن حربا واسعة النطاق قد تنشب ضد ‘حزب الله‘ على الجبهة الشمالية".
وخلال الفترة الماضية، تباينت التقديرات الإسرائيلية بشأن احتمال نشوب حرب بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني، على الرغم من التصعيد الذي تشهده المناطق الحدودية جنوبي لبنان في الأيام الأخيرة.
وكانت العديد من التقديرات تشير إلى أن إسرائيل تفضّل عدم فتح جبهة حرب إضافية، والتركيز في حربها على قطاع غزة، كما أن "حزب الله" ليس معنيًا بدخول حرب في الوقت الراهن، غير أن سيناريو نشوب الحرب ظَلّ ماثلا.
ويبدو أن التقديرات التي أوردتها وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم، تشير إلى تغير في قراءة تل أبيب لعمليات حزب الله في المناطق الحدودية، بحيث صارت تعتبرها تصعيدا مقصودا وتدريجيا من جانب حزب الله.
وذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن التقديرات في تل أبيب باتت تشير إلى أن "الحرب قد تتسع شمالاً ضد حزب الله"، وأضافت أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ستواصل الاستعداد وتبقي على حالة الجاهزية القصوى لحرب متعددة الجبهات.
ووصفت صحيفة "معاريف" الأوضاع قرب المناطق الحدودية بأن "أي جندي أو مدني بات يتعرض لخط نيران حزب الله، فإن المقاتلين على الجانب اللبناني يستغلون ذلك لصالحهم".
ورغم الخسائر البشرية الكبيرة في صفوف حزب الله خلال التصعيد الجاري، إلا أن الجيش الإسرائيلي يرصد تحسنا تدريجيا في أداء المجموعات المسؤولة عن إطلاق الصواريخ المضادة للمدرعات التابعة لحزب الله.
وأشارت الصحيفة إلى مخاوف لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية في ظل الشعور بعدم السيطرة على الوضع على الجبهة الشمالية الذي يبدو أنه وصل إلى مرحلة "الغليان".
ووفقا للتقديرات الإسرائيلية، فإن أي حادثة على الحدود بات من الممكن أن تؤدي إلى "تدهور من قبل الطرفين إلى حرب واسعة النطاق خلال وقت قصير".
وتواجه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية معضلة، في ظل تزايد احتمالات التصعيد على الجبهة الشمالية وضرورة الاستعدادات لمثل هذه السيناريو من جهة، والرغبة في التركيز على سير العمليات العسكرية في قطاع غزة، من جهة أخرى.
ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي يبحث "مجموعة متنوعة من الخيارات لتوسيع الهجمات في لبنان دون التصعيد إلى حرب واسعة النطاق".
وأشارت الصحيفة إلى مداولات أمنية متواصلة حول ما إذا كان يتوجب على تل أبيب "تغيير أسلوب ومنطق العمل الحالي"، والهادف إلى استنفاد العملية البرية في قطاع غزة، ونقل ثقل عمليات الجيش الإسرائيلي للجبهة الشمالية.
وبحسب "معاريف"، فإن "هذه المعضلة تصبح أكثر إلحاحا مع تصعيد حزب الله عملياته العسكرية".
[email protected]