مُديرة مركز الطفولة - نبيلة اسبانيولي:
* هذه النصائح للكبار وللصغار على حدٍ سواء. مهم أن يكون البيت محلًا آمنًا ليعبّر فيه أطفالنا عن أنفسهم.
* نحن غير عاجزين، بل لدينا قدرات نتعامل بواسطتها مع هذه الحالات، ولا أحد يستطيع منعنا من تحويل البيت لمحل آمن ومريح لأطفالنا.
—————————————-
أصدر مركز الطفولة في الناصرة بالتعاون مع ائتلاف المجتمع المدني للطوارئ في المجتمع العربي، هذا الأسبوع خمس مطويات (كراسات) توعوية لأولياء الأمور والأهالي تساعدهم في التعامل مع ردود أفعال الأطفال وترشدهم على التعامل مع أطفالهم في الأزمات وحالات الطوارئ.
وجاءت المطوية الأولى بعنوان "ردود فعل الأطفال في وقت الأزمات والطوارئ"، والثانية بعنوان "التعبير عن المشاعر"، والثالثة بعنوان "البيت والعائلة وتعزيز الحصانة"، والرابعة بعنوان "الترتيب الذهني، طرح الأسئلة من قبل الأطفال وكيفية التعامل معها"، والخامسة بعنوان "التأقلم والعمل على الحفاظ على التوازن النفسي".
وقامت بإعداد هذه الكراسات التوعوية الهامة نهى حاج، بمراجعة وتدقيق كل من نبيلة اسبانيولي وسمر أبو الهيجاء، فيما قام مكتب "لمسة ميديا" بتصميم الكراسات، ونشرها عبر وسائط التواصل الاجتماعي المختلفة.
وأكدت اسبانيولي أن الهدف من الكراسات هو مساعدة الأهل وتعزيز معرفتهم إزاء كيفية التعامل مع الأطفال في حالات الطوارئ والأزمات. مُشيرة الى أن هذه المطويات انتشرت بشكل واسع في بلداتنا العربية وكذلك العالم العربي، اذ تم مشاركتها مع العديد من الجمعيات العاملة مع الأطفال في أرجاء العالم العربي.
وتُشير اسبانيولي إلى أن "دور الأهل في الفترة الحالية يكمن في إعادة التوازن والدعم النفسي للأطفال أساسي كي يتمكن أطفالنا من اجتياز هذه المرحلة بصحة نفسية وتوازن نفسي جيدين".
وأوضحت أن "جزء من الاطفال بالجنوب والشمال وفي غزة يتعرض بشكل مباشر للحالات الضاغطة والجزء الأكبر من الأطفال يتعرض لحالة أزمة ثانوية من خلال مشاهدته ومتابعته للتلفزيون ولقلق الأهل وللأوضاع التي يعيشها مجتمعنا ككل. هم ايضا بحاجة لدعم ومساندة من قبلنا، ويكمن دورنا كراشدين في مرافقهم بالأزمات والصعوبات ومساعدتهم على تخطي هذه المرحلة بأقل ضرر".
واستطردت قائلة "عمليًا، نتحدث عن ثلاث ردود أفعال:
أ- قد تكون سريعة ومباشرة – قريبة من لحظة وقوع الحدث.
ب- ردود فعل متأخرة – بعد فترة من الحدث، أي أنهم قد يتصرفون وكأنه الامر على ما يرام ولكنهم بعد فترة يعيشون الأزمة وكأنها تحدث مباشرة.
ت- وهناك أطفال لا رد فعل ظاهر لديهم، قد يقومون بالكبت والانكار الذي من شأنه أن يؤدي الى أزمة مستدامة لاحقا ، ما بعد الأزمة (بوست تراوما)".
وأكدت اسبانيولي على أهمية أن نتعامل مع ردود الفعل المتنوعة لدينا كراشدين ولدى أطفالنا، حتى أولئك الأطفال الذين يمتنعون عن الحديث والتعبير. وتوضح "يمكننا أن نعزز قدرتهم على الحكي والتعبير، بأن نقول مثلًا: "أنا بخاف، أنا موجود بنفس الوضع".. وما إلى ذلك. مهم أن تكون رسائلنا واقعية. فإذا شاهدنا طفلًا ما ينكر الأزمة، لا يتوجب بنا أن نعزز النكران. على سبيل المثال يمكن أن نقول "أنا لمن كنت صغيرة وكانت في خرب شعرت بخوف..” من المهم أن نشارك أطفالنا بتجاربنا من الماضي وأن نعزز قدرتهم على التعامل مع مشاعرهم، إما عن طريق الحوار المباشر أو عن طريق قصة".
وتؤكد اسبانيولي أن هذه النصائح هي للكبار وللصغار على حدٍ سواء. "لذلك، نقول دائمًا: دون أن تكون متوازنًا وقد تعاملت مع مشاعرك أنت، سيصعب عليك أن تقدم الدعم للأطفال. وعليه، فإن أحد الشروط الأساسية لحماية الطفل، هو توفر أجواء بيتية آمنة مريحة، حاضنة، ومتفهمة"!
وتأمل اسبانيولي أن تمر الأزمة بسرعة وألا تترك فينا آثارًا قوية. مؤكدة "هذه الأزمة فرصة لنحكي عن أشياء لا نحكي عنها بالعادة، فرصة لنعبّر عن مشاعرنا، ولنوّفر للطفل محلًا آمنًا ليحكي فيه". وتُضيف "هي فرصة أن نربي على قيم إنسانية، وأن نربي على التماثل مع الآخر".
وفي معرض ردها على الكثير من الرسائل المُحبطة تُشير اسبانيولي "أسمع كثيرًا من العجز. نحن غير عاجزين! لدينا قدرات نتعامل معها في ظل التضييقات الموجودة ضدنا كمجتمع عربي، لا أحد يمكنه أن يمنعنا من أن نوفر أجواء بيتية آمنة ومريحة لأطفالنا".
وتؤكد اسبنيولي، أن مركز الطفولة سيقوم بتوزيع 1000 حقيبة على العائلات في القرى منزوعة الاعتراف في النقب، تشمل هذه الكراسات وكراسات وأوراق عمل وأقلام ملوّنة غيرها من القرطاسية. قصص اطفال ملائمة والعاب للعائلة إذ ستقوم النساء من مجموعة النشميات في النقب، بتوزيع هذه الحقائب بالتعاون معنا على أهالي القرى غير المعترف بها أولًا وباقي البلدات العربية في النقب.
لمشاهدة المطويات كاملة:
bit.ly/altufula
[email protected]