قام مراسل الحمرا ايهاب حنا بإجراء مقابلة هاتفية مع عضو الكنيست السابق الاثيوبي شلومو ملا في أعقاب مظاهرة آلاف الأثيوبيين اليهود في تل أبيب بعد ظهر اليوم احتجاجاً على عنصرية وعنف الشرطة تجاههم والاشتباكات العنيفة بين المتظاهرين وأفراد الشرطة لدى وصول المتظاهرين لميدان رابين في تل أبيب مما أدى اصابة 15 شخص واعتقال 11 متظاهراً.
فسأله ما هي أهداف هذه المظاهرة ولماذا كل هذه الفوضى والعنف والاشتباكات في "ميدان رابين"؟
فقال: "المظاهرة العفوية هذه جاءت نتيجة لشعور الاثيوبيون بالتمييز والعنصرية المتفشية في المجتمع الاسرائيلي وخاصة مؤسسات الدولة مثل الشرطة وتعاملها العنصري مع الاثيوبيون بسبب لون بشرتهم ووزارة الصحة التي منعت الاثيوبيون من التبرع بالدم خوفاً من الامراض حيث يقوم كبار الدولة بزيادة هذه العنصرية بدلا من العمل على القضاء على هذه الظاهرة في دولة ديمقراطية مثل اسرائيل فأنا لا افهم كيف يقوم رئيس حكومة على قول "ان العرب يخرجون للتصويت بالآلاف وسيحتلون دولتنا" فهذه قمة العنصرية والتمييز الموجودة في مؤسسات الدولة.
فالأثيوبيون هم ضحية اخرى بعد العرب لعنصرية الدولة فعندما ترى جندي اسرائيلي بزي الجيش يهاجم من قبل شرطي فقط بسبب لون بشرته ولكونه اثيوبياً هذا دليل على ان وحشية وعنصرية مؤسسات الدولة اصبح روتين يومي فالعرب والاثيوبيون اصبحوا مثل "كيس الملاكمة" يضربونهم بدون سبب.
لكن الاثيوبيون اليوم ينتفضون ليقولوا لن نبقى صامتين عن هذا التمييز كما فعل ابائنا من قبل فلا نملك القدرة على التحمل كما فعل الجيل السابق وسننتفض حتى نحصل على مساواتنا ككل مواطن بهذه الدولة الت هي دولتنا وليس لدينا دولة اخرى فنحن ولدنا هنا ولن نكون ضحية عنصريتكم ونريد العيش بكرامة واحترام ومساواة.
وانا برأيي ان العرب والاثيوبيون هم ضحية العنصرية والتمييز وعليهم الاتحاد للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة في الدولة.
وأضاف قائلاً: "انا سعيد ان شبابنا بدأوا بالتحرك لتغيير واقع عملت كثيراً خلال فترة وجودي بالكنيست على تغييره حيث قمت انا والنائب عفو اغبارية بحراك للتصدي للعنصرية ولكن كان الجميع يقول لنا: عن اي عنصرية تتكلمون فلا يوجد عنصرية في دولتنا."
ومن خلال مظاهرة "الفلاشا" الليلة في ميدان رابين يجب ان يفهم كل مواطني الدولة ان هنالك ظاهرة خطيرة في الدولة اسمها عنصرية وتمييز يجب القضاء عليها.
وعندما سأله مراسلنا ان كان بكلامه يقترح ان يتوحد العرب والاثيوبيون في الانتفاض ضد الدولة للمطالبة بالمساواة؟
قال: "طبعاً, انا اشجع خطوة كهذه فانا كنت في الكنيست اعرض على اصدقائي امثال احمد طيبي , عفو اغبارية ومحمد بركة ان نتعاون ضد السرطان الذي يسمى "عنصرية" والذي لا يميز بين عربي واثيوبي وبين اسود وابيض.
فكل من يشعر بانه مظلوم ويمارس ضده اي نوع من انواع العنصرية عليهم الائتلاف للمطالبة بحقوقهم في المساواة واحترام هويتهم في الدولة التي يعيشون بها.
وأضاف قائلاً: "العرب يعيشون هنا قبلي والاثيوبيون أتوا للبلاد ولن يعودوا الى اثيوبيا وبما اننا نعيش جميعنا هنا ونعاني من نفس سياسة التمييز علينا ان نشكل ائتلاف معين لنغير تعامل الدولة ومؤسساتها معنا كأقليات لتكون دولة لكل مواطنيها.
وعندما سألناه عن نسبة الاثيوبيون الذين يشغلون مناصب حكومية
قال: " لا اعرف ولا حتى اثيوبي واحد يعمل بمنصب حكومي مرموق لا وزراء, لا رؤساء أقسام, لا مدراء مؤسسات"
سألناه عن رده حول ما تناقلته وسائل الاعلام قبل قليل بأن الشرطة تستعمل العنف لتفريق المتظاهرين
قال: "لا يفاجئني الأمر فهي نفس الشرطة التي تمارس التمييز والعنصرية ضدنا في حياتنا اليومية والتي تحاول قمع اي احتجاج او محاولة تعبير عن الرأي نقوم به, لا افهم ما المشكلة ان وقف الناس في ميدان رابين للتظاهر حتى ولو صرخوا واحتجوا فلا اجد انهم يشكلون خطر على امن احد حتى يتعاملون معهم بكل هذا العنف ".
واحب ان انوه انني جداً سعيد لاشتراك ايمن عودة اليوم في المظاهرة الاحتجاجية فمعاناتنا واحدة وأنا أنوي قريباً العودة الى الحياة السياسية حتى استطيع ان اجد الطريق المشتركة مع اعضاء الكنيست العرب للمطالبة بحقوقنا في المساواة.
واخيراً سألنا: اذا طلب منك كعضو كنيست سابق ان توجه كلمة الان لرئيس الحكومة بالنسبة للمظاهرة فماذا كنت ستقول له؟
فقال: " انا اطالب رئيس الحكومة بإعطاء الاوامر للشرطة حالاً بوقف العنف ضد المتظاهرين وأقول له: كفاك تحريضاً ضد الاقليات في الدولة وقد كان امامك عدة ايام لتستنكر تهجم الشرطة على الجندي الاثيوبي فكفاك نفاقاً وعليك ان تكون رئيس حكومة لكل المواطنين وليس فقط للمتدينين والمستوطنين من اجل مصالحك.
[email protected]