تم تقديم التقرير عن التدخين في إسرائيل لعام 2022 إلى الكنيست وفقًا لقانون الإبلاغ الإلزامي فيما يتعلّق بالأضرار الصحيّة الناجمة عن تدخين منتجات التبغ، ويقدّم التقرير صورة عن وباء التدخين في إسرائيل. يهدف التقرير إلى طرح الموضوع على الجمهور والتأكيد على ضرورة مكافحة ظاهرة التدخين وأضراره الجسيمة.
تقليص ظاهرة التدخين وأضرارها هو واحدة من أهم المهام القومية في مجال الصحّة العامّة، حيث تلتزم وزارة الصحّة بمكافحة التدخين وتبعيّاته. ويقدّر عدد المدخّنين في البلاد بأكثر من 20% من السكان البالغين، وأن التدخين هو المسبّب لـ 8000 حالة وفاة في العام الواحد، وتقريبًا 10% منهم من شريحة المدخّنين السلبيين، نتيجة أمراض الأورام الخبيثة، أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك الجلطات الدماغية، أمراض الجهاز التنفسي، السكّري وغيرها. هنالك تقريبًا 8 ملايين حالة وفاة حول العالم نتيجة التدخين، ونصف عدد المدخّنين معرّضون للمرض والوفاة من الإصابة بالأمراض التي يسبّبها التدخين. وتذكّر وزارة الصحة بأن الطريقة الأفضل للإقلاع عن التدخين هي ألّا نبدأ بالتدخين أساسًا.
وكانت وزارة الصحّة قد نشرت، قبل عدّة أسابيع، مخطّطًا للتعامل مع منتجات التبغ والتدخين، ومن بينها السّجائر والسّجائر الإلكترونية. وطلبت الوزارة من الجمهور إبداء ملاحظاته على المخطّط، الذي يرتكز على توصيات طاقم عمل وطني بادرت إليه وقادته وزارة الصحّة وعدد من الشركاء، من بينهم وزارات حكومية، جمعيّات، سلطات محليّة، ممثلّون عن أهالي الشّباب والشّابات. وعمل هذا الطاقم في 4 طواقم فرعية تخصّصت بمواضيع عدّة - السياسة، الإنفاذ، التوعية والإرشاد، التأهيل والتأثير، وذلك بهدف بلورة خطّة عمل وطنية للقضاء على ظاهرة التدخين وتحديدًا السّجائر الالكترونية.
هذا المخطّط شامل ويحتوي على نصائح لإجراء تغييرات تنظيمية واسعة بما يتعلّق بمحتويات منتجات التبغ، شكلها، بيعها وفرض الضريبة عليها: تحديد منع الطعمات، تخويل وزارة الصحّة صلاحيات لتقييد تركيز النيكوتين القائم اليوم في القانون وتحديد حجم سائل التعبئة المسموح بالاستيراد، التسويق والبيع، فرض تحذيرات خطّية على جميع منتجات التبغ والتدخين وتغليف موحّد لمنتجات التدخين ومنتجات التبخير، منع بيع السجائر الإلكترونية أحادية الاستعمال، وبيع منتجات التبغ والتدخين في حوانيت مخصّصة لذلك فقط، تقليص عدد نقاط البيع، رفع العمر المسموح لشراء منتجات التّبغ إلى 21 عامًا ومنح وزارة الصحّة صلاحيات لتنفيذ منع الدعايات في الإنترنت، مساواة الضرائب المفروضة على السجائر الالكترونية لتلك المفروضة على بقيّة منتجات التبغ، فرض الضرائب على النيكوتين المعدّ للاستخدام غير الطبي وفرض ضرائب على الجهاز نفسه. تمّ نشر المخطّط الكامل في موقع وزارة الصحّة.
يقدّم التقرير السنوي معطيات عن وباء التدخين بين السّكان البالغين في إسرائيل، ومعطيات عن التدخين بين الشباب وجنود الجيش الإسرائيلي، كما يقدّم استعراضًا شاملًا عن أنشطة الوقاية والجهود الكثيرة المستثمرة فيها، التي تشارك فيها وزارات الصحة والتعليم والمالية، وجيش الدفاع الإسرائيلي، وصناديق التأمين الصحّي، ومنظمات المجتمع المدني وغيرها الكثير. بالإضافة إلى ذلك، يستعرض التقرير النشاط التشريعي والتنفيذي في مجال التدخين، والإقلاع عن التدخين في إسرائيل، ومعطيات اقتصادية مختلفة تتعلّق بالتدخين، بما في ذلك مدخولات الدولة من الضرائب على التبغ وغيرها.
تقود وزارة الصحّة مجال مكافحة التدخين وأضراره، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية، المالية والداخلية، السلطات المحلية، جيش الدفاع الإسرائيلي، المجتمع المدني والهيئات الأكاديمية، التي تعمل جميعًا على مكافحة التدخين في إسرائيل، خاصةً في مجال تقييد الدعاية والتسويق، ترخيص المصالح التجارية وسياسة فرض الضرائب، تجميع المعلومات، الأبحاث والجهود للتعامل مع انتشار السجائر الالكترونية بين الشّباب والشابّات.
وقال موشيه أربيل، وزير الصحّة: "اهتمامنا بصحّة الجمهور يتصدّر سلّم أولويّاتنا، حيث نعمل بطرق مختلفة لمواجهة ظاهرة التدخين وأضراره. بمقدورنا فعل الكثير لخفض عدد المدخّنين في المجتمع من جهة واحدة، ومنع انضمام مدخّنين جدد إلى دائرة التدخين من جهة أخرى. مكافحة التدخين تتطلّب مجهودًا مركّبًا ومشتركًا، ونحن نلتزم بتنفيذ السياسات المتعلقة بمنع التدخين والإقلاع عنه بغية تعزيز وحماية صحّة السكّان، صغارًا وكبارًا، من التدخين وأضراره. المعطيات الواردة في تقرير التدخين تشكّل بوصلة هامّة لتصليح وتحسين ورفع الوعي حول ظاهرة التدخين. نسبة الأولاد، الشبان والشابات والبالغين الذين ينكشفون على تدخين الآخرين في محيطهم مرتفعة جدًا ويجب الاستمرار بالإجراءات للقضاء على هذه الظاهرة".
المدير العام لوزارة الصحّة، موشيه بار سيمان طوف، قال: "جميع منتجات التدخين ومن بينها السجائر الإلكترونية هي تهديد ملموس لصحّة الأولاد، الشباب والبالغين على حدٍ سواء. في المخطّط الذي قمنا بنشره نصحنا باتّباع سياسات متشدّدة واتّخاذ خطوات هامّة وضرورية تهدف إلى إقناع الجميع بعدم البدء بالتدخين، وهو أفضل طريقة للإقلاع عنه. نناشد الأهالي بالتعرّف على أضرار التدخين وأخطاره والتحدّث مع أولادهم عن الأمر من أجل تقليص الضرر المستقبلي الذي قد يصيبهم".
وأكّدت رئيسة قسم صحّة الجمهور، د. شارون الرعي برايس: "وباء التدخين هو أحد التهديدات الكبيرة على صحّة السكّان. التدخين هو سبب الوفاة الأكثر انتشارًا الذي يمكن منعه. دخول السجائر الإلكترونية للسوق فاقم المشكلة بشكل كبير. هذه المنتجات خطيرة للصّحة وأوقعت ضحايا في البلاد والعالم، ومع ذلك فهي بمثابة "بطاقة" دخول إلى عالم تدخين السجائر العادية. إن توفّر وسهولة استخدام السجائر الإلكترونية جعلت منها مغرية للأولاد والشباب، والنتيجة: ازدياد كبير في عدد مستخدميهم صغار السن. عدا عن ظاهرة التدخين المتزايدة لدى صغار السن، نحن قلقون من ظاهرة التدخين السلبي في الحيّز العامّ. ويقول مركز رقابة الأمراض الأمريكي إنه لا يوجد مرحلة تخلو من خطر التدخين السلبي وحتى إن الانكشاف على التدخين لوقت قصير قد يسبّب مشاكل صحيّة خطيرة لدى غير المدخّنين. إن المسؤولية لمواجهة هذه الظاهرة هي مشتركة، وعلى ضوء ازدياد استخدام السجائر الإلكترونية لدى الشباب من المهم أن نقول بشكل واضح - لا يوجد تدخين آمن، علينا أن نحافظ على أولادنا ونحميهم من الدخول إلى عالم الإدمان الذي قد يضرّ بهم وبمن حولهم".
فيما يلي النقاط الرئيسية في التقرير:
• 64.5% من البالغين و 33% من الأولاد غير المدخّنين يتعرّضون لدخان التبغ من حولهم، أي "مدخّنين سلبيّين"، كما يتّضح من فحص مراقبة التعرّض للتدخين بين الأطفال والبالغين.
• ارتفاع نسبة الطلّاب الذين يدخّنون سجائر مرّة واحدة في الأسبوع، على الأقل: 3% من الأولاد في صفوف الخامس والسادس، 10% من طلّاب صفوف العاشر أفادوا بأنهم دخّنوا سجائر الكترونية خلال 6 أيام على الأقل من آخر 30 يومًا. هكذا يتّضح من معطيات الاستطلاع المخصّص للشباب "HBSC" بالتعاون مع وزارتي الصحّة والتربية وجامعة بار إيلان، والاستطلاع الوطني (KAP). بالإضافة، بحسب المعطيات المرحلية لنتائج استطلاع "HBSC"، فإن استخدام السجائر لمرّة واحدة على الأقل في اليوم ازداد بضعفين خلال 3 سنوات: من 4.8% عام 2019 إلى 9% عام 2022.
• عام 2022 تم تسجيل 10,115 مخالفة وغرامة على التدخين في الأماكن العامّة، مقابل 8,189 مخالفة وغرامة عام 2021. أفادت 81 سلطة محليّة عن حجم إنفاذ قانون منع التدخين في الحيّز العام، وكانت السلطات المحلية الرائدة في تسجيل الغرامات في عام 2022: بلديات القدس (2,907)، تل أبيب-يافا (2,007)، بئر السبع (1,438)، رمات غان (868) وبيتاح تيكفا (786).
• بلغت عائدات الدولة من ضرائب الشراء على جميع منتجات التبغ عام 2022 حوالي 7.5 مليار شيكل. وبلغت إيرادات الدولة من ضرائب الشراء على السجائر المستوردة نحو 6.348 مليار شيكل، ونحو 448 مليون شيكل على السجائر التي يتمّ إنتاجها محلّيًا. ضرائب الشراء على منتجات التبغ الأخرى (تبغ التدخين، تبغ الأرجيلة، تبغ الغليون، السيجار، وحدات تبغ التسخين) أضافت مبلغ 727.5 مليون شيكل، وفقًا لبيانات سلطة الضرائب. وفي أيار 2022، صادقت الهيئة العامة للكنيست على اقتراح قانون لحظر الدّعاية وتقييد تسويق منتجات التبغ والتدخين، بحيث سيتمّ منع نشر الدعايات والإعلانات عن منتجات التبغ والتدخين في الصحافة المطبوعة.
• تقدّم حوالي 330 ألف مدخّن ومدخّنة بطلب المساعدة للإقلاع عن التدخين، وذلك منذ إدخال ورشات الإقلاع والاستجابة الطبية للإقلاع عن التدخين في سلّة الخدمات الصحّية عام 2010 وحتى نهاية عام 2022. عدد المتوجّهين سنويًّا لطلب المساعدة للإقلاع عن التدخين في صناديق المرضى يبلغ حوالي 2.5% فقط من إجمالي عدد المدخّنين النشطين.
[email protected]