قال تعالى: "مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً". صدق الله العظيم
غضبٌ عارم وحالة من الغليان يشهدها الشارع القرعاوي والعربي في البلاد في اعقاب جريمة الاغتيال البشعة التي راح ضحيتها الطالب ابن ١٤ عام محمد مصطفى سعيد والداعية والشيخ الغالي على بلده ودينه ومجتمعه وعائلته، حبيب بلده وعزيزها، المغدور والمغفور له الشيخ سامي عبد اللطيف مصري، الذي نالت منه رصاصات الغدر تُصوبها يد الجبناء الأنذال بعد صلاة الظهر وهو يخرج من بيت الضيافة القرعاوي مؤدياً واجب العزاء فور انتهاء صلاة الظهر في مسجد قباء.
هنيئاً لك هذه الشهادة شيخنا الجليل وهنيئا لك لقاء وجه ربك ذو الجلال والاكرام وأنت في أطهر ساعات اللقاء والقبول، ولعنة الله ألف لعنة على المجرمين الظالمين الى يوم الدين.
ابناء شعبنا الفلسطيني الافاضل، ابناء بلدتنا كفر قرع التي تنزف دماً بعد هذه الجرائم النكراء، هيئة ائمة المساجد المحلية والقطرية، اسرة الفقيد، فقيد بلده ومساجد بلده، فقيد المجتمع العربي كله، بقلوب تصرخ قهراً وغضباً وملاذاً الى رحمة الله عز وجل، فإننا ننعى الى ابناء شعبنا الفلسطيني والامة الاسلامية برُمتها رحيل وإغتيال الداعية الفضيل الشيخ سامي مصري رحمه الله، الشيخ الجليل الذي كرّس عمره لرأب الصدع بين الناس وفض النزاعات واصلاح ذات البين ونشر الخير ورايات التصالح والصلح وغرس بذور الخير وأسس الحوار والمحبة والتآخي ومعالم ديننا الاسلامي الحنيف، الشيخ الذي أحبه الناس وأحبهم هو لله، وصرخوا وجعاً بعد مقتله بهذه الجريمة الجبانة التي نالت منه برصاصات الغدر وهو خارج من بيت العزاء فور أدائه صلاة الظهر إماماً جليلاً في مسجد قباء، تلك الرصاصات التي دوّت في كل بيت قرعاوي ومزّقت قلوب كل قرعاي وكل إنسان وكل مسلم في هذا النهار الاسود الحزين. هذا الرحيل الصاعق الذي يُمزق نياط القلب سيكون علامة فارقة في اجندة الجرائم والقوائم السوداء ولن نصمت حيال هذه الجريمة.
قُلناها ونعود ونكررها، بلغ السيل الزبى وطفح الكيل وبات الامر لا يطاق، وتم اغتيال كل الخطوط الحمراء، بات مشهد العنف والجريمة ملازماً يومياً لحياة اطفالنا وامهاتنا ونساءنا وشبابنا وائمتنا منذ اليوم للأسف، جميعنا يدفع ثمن تقاعس الشرطة وتواطؤها اللعين في لجم ظاهرة السلاح غير المرخص واستفحال قوة عناصر وعصابات الاجرام التي باتت تفتك فينا بكل خناجر الغدر والقتل من خلال سيناريوهات سافرة وقحة لا حدود لهَيجانها، والشرطة تصفق بيد اللا مبالاة، باتت الجرائم تزرع الاسود والحزن في بلداننا، وها هي كفر قرع تبكيك شيخنا الجليل بكل ما فيها وبكل من فيها يا حبيب بلدك واهلك، نبكيك دماً بقلوب يعتصرها الحزن وقلة الحيلة والغضب.
من هنا فإننا نشاطر ابناء الفقيد، اخوته واسرته الحبيبة وكل قرعاوي هذا المصاب الجلل والفاجعة المقيتة الاليمة اللئيمة التي راح ضحيتها الطالب محمد مصطفى سعيد والشيخ سامي عيد اللطيف مصري، هذه الجريمة التي مزّقت طمأنينة هذا البلد وزرعت السواد بين اهله حزنا وحسرة.
لقد اشغل شيخنا الفاضل رحمه الله حيزاً دينياً ومجتمعياً وانسانياً عظيما تعجز الكلمات عن تجسيده، وترك برحيله واغتياله أمام مسجد الحوارنة بيت من بيوت الله المقدسة فراغا مقيتاً على يد ثُلة من الملعونين في الارض والسماء المجرمين القَتَله، تم الاغتيال في وضح النهار بعد جريمة مُزدوجة كان المفروض ان تكون بعدها حالة استنفار شُرطوي، الا ان حالة من فوضى الامن والامان تسود بلداتنا تقف وراءها السلطة الشُرطوية المتقاعسة التي تعد الجرائم وتتعامل مع ضحايانا كالأرقام في سجلاتها.
هذا المرُ لن يمر كسائر الجرائم، اغتيال القيادي الرمز الشيخ سامي مصري يعتبر ضربة لكل قرعاوي ولكل عربي ولكل مسلم مؤمن يعتز بكرامته، ان استهداف الشخصيات الدينية لتكون فريسة بيد عصابات الاجرام في ملعبها اللعين لهُو فاتحة لنار جهنم مستقبلة سوف تأكل ما تبقى من القليل الاخضر الباقي فينا، ونحن لن نسمح بذلك ونأبى ان نتجند لهذه المؤامرة التي تلبس زي اليأس والخذلان ونحن لهم بالمرصاد ولن ينالوا من عزيمتنا التي نُسلحها بالوحدة الابدية التي ارادها شيخنا، سنبقى مُتراصين مُتحدين في وجه الفاجعة كما علمنا الشيخ المغدور المغفور له الشيخ سامي مصري، وسنعمل جاهدين لاجتثاث بُؤر الفساد والاجرام هذه من بين ظهرانينا.
قلوبنا مع كل عائلات ضحايا الجريمة والعنف التي ثكلت عزيزاً في معارك الدم والجريمة المٌستفحلة التي تضربُ ارواحنا جميعاً دون إستثناء. نُطأطئ رؤوسنا وجعاً وقهراً ونعوذُ برب العالمين من وجع قلة الحيلة والضعف والهوان على الذات. نقولها بقلبٍ مكسور، لم يبق عندنا ما يبتره الألم ولا ما يبتزه الوجع، فقد بلغنا ذروة القذارة من خلال سيناريوهات الجرائم ووجع فراق الغوالي والزَج بالأبرياء في ساحات نزاع عصابات الاجرام دون ذنب اقترفوه.
وعليه، فإننا نعلن من هنا الاضراب والحداد، ونعلن بأن بوابات المؤسسات التربوية القرعاوية وبنايات البلدية لن تفتح ابوابها غداً حداداً على ارواح ضحايا العنف والجريمه وروح عزيز بلده الشيخ سامي مصري رحمه الله، وتتشحُ بلدنا بالسواد على فراق الطالب والقيادي الكبير الذي حمل على ظهره هموم شعبه وقضاياه المؤلمة التي تقُض مضاجعه، وفاءً منا لشخصه الكريم المعطاء السخي بعلمه وعمله وسعيه لإحقاق كلمة الحق بين الناس، وندعو كل اصحاب المرافق التجارية في كل ارجاء كفر قرع الوفية لإحترام قرار الاضراب وإغلاق كل المتاجر طيلة يوم غد الاحد الموافق الثالث من ايلول. كما وقد تقرر عقد جلسه للجنة المتابعه واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية الساعه العاشره صباحاً من يوم غد الاحد، لاتخاذ قرارات وخطوات جريئه ضد تقاعس الشرطه واستفحال الجريمه بالمجتمع العربي بوتيرة غير مسبوقة على مستوى العالم.
وعلى رأس الخطوات سوف تتناول الجلسة قرار تنظيم مظاهرة ومسيرة قطرية حاشدة توحد ابناء شعبنا سيعلن عن موعدها لاحقا.
وللقاتل وأعوانه نقول، ألا لعنة الله عليكم وعلى من يَشد على أياديكم لعنة الشياطين الى يوم الدين.
قلوبنا مع عائلات الضحايا في مجتمعنا العربي الذي ينزف، وندعو للضحايا بالرحمة والمغفرة ونور الاخرة.
ربنا إنا نشكو اليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس والدنيا، اللهم الطف بنا وبمصير اولادنا يا رب العالمين.
ان العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك شيخنا العزيز إمام مسجد قباء وداعية الخير والسلام لمحزونون، ولا نرضى الا ما كتب الله لنا. حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
اللَّهُمَّ، اغْفِرْ لهم وَارْحَمْهُم، وَاعْفُ عنْهم وَعَافِهِم، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُم، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُم، وَاغْسِلْهُم بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِم مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُم دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِم، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِم، وَقِهِم فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ.
وفي الختام لا يسعنا الا ان نقول.....
وعند الله تجتمع الخصوم.
[email protected]