مع اقتراب يوم الخامس والعشرين من نيسان، يَسطر قلمي كلمة خاصّة بمناسبة زيارة مقام النّبي شُعيب عليه السلام. هذه المناسبة العزيزة على قلوب الطّائفة ألمعروفيّة في البلاد والمهجر لما لها من أهميّة ذات طابع، نعجز عن وصفه بأية كلمات وعبارات، لأنه فوق كل العبارات والاعتبارات حيث ينتابني الشعور بالكرامة والافتخار.
وفي هذا الموقف، أنا لست بصدد وصف جمال، روعة وهيبة المكان وقدسيته ومنطقته الخلابة، التي لا شك أنها تزرع الاطمئنان والرّاحة، وتدب في النفوس الأمل ،الأمن والأمان في نفس كل من يقصد هذه ألبقعه ألشّريفه محاولاً الابتعاد بقدر الإمكان عن الروتين، والتقليد في مثل هذه المناسبة لكن ما يجري ويدور من صراعات دموية، واعتداءات تجاوزت كل الحدود والخطوط في سوريا، والتي وصلت القرى الدرزيّة وهدّدت أمنهم واستقرارهم أثار استياء مشاعر وقلق الطائفة الدرزية في البلاد تحديدًا وبقيّة البلدان والمناطق في العالم الّذين يتابعون عن كثب هذه التطورات بترقبٍ وحذرً شديد.
ولكن حمدًا لله، في هذه ألسّنه حدث ايجابي أثلج القلوب، وزادها بهجة وعزّة وافتخار وهو عرض سلطة الآثار لقسم من الكنز الفاطمي، الذي تم العثور عليه مؤخرًا قبالة مدينة قيساريا التاريخية خلال زيارة عيد النّبي شعيب بناءً على طلب الرئاسة الروحية، وتجدر الإشارة أن زاويتي رماح، كانت قد تطرقت إلى هذا الموضوع بمقالة خاصّة تحت عنوان : " شكرا لك أيها البحر الكنز كنزنا" .
اختار منها هذه ألفقرة نظرًا لأهمية وأبعاد هذا الحدث تاريخيًا، تربويًّا ودينيًا، حمدًا لك يا ربي لا تضيع لأحد حق مهما أكل الدهر وشرب عليه. وألف ألف همسة شكر وعرفان لك يا بحر، يا أب الكون وكنونه يا من وصفوك بالغدار، الأناني الجبار، العتيد القهار.
الطائفة ألمعروفيّة، ألمعروفة التي ترد الجميل،ترى فيك الصديق الوفي، الحميم المحافظ على الأمانة، فما أروعك يا رمز العطاء يا مداوي الهموم والجراح في أعماقك، وعلى شاطئ رمالك السّاحرة تُخفي وتدفن رموز وأسرار الكون، وتحافظ عليها إلى يوم الدين. بالأمس القريب أرسلت بإرادتك الجبّارة رسولا لترجع الأمانة إلى أصحابها، لعثوره حوالي ألفين قطعة ذهبية قديمة نادرة الوجود، لا تُقدر بثمن تعود إلى الخليفة الفاطمي في مصر الحاكم بأمر الله، وعليه تعود ملكية هذا الكنز إلى الطائفة ألمعروفيه، لأنهم سلالة ألدوله الفاطمية تم انتشالها من قاع البحر قبالة مدينة قيساريا التاريخية في حالة ممتازة وعمرها حوالي ألف سنة.
صرخة من الصميم
أنتهزُ هذه الفرصة لأوجه نداء مباشر وصريح إلى طائفتنا ألمعروفية قيادة وشعبًا، مناشدًا ان نعمل معًا قلبًا وقالبًا على توحيد الصفوف، وتجنيد كل الطاقات الفكريّة، العلمية، الدينية، الاجتماعية والسياسية، والعمل بكل مصداقيّة وشفافيّة، وبانفتاح بعيدًا عن المآرب الشخصية واللجوء إلى لغة الحوار، ونبني نهج وجسور التآخي والمحبة بيننا لنهيأ الأجواء لننطلق حتى الوصول إلى الأفضل ونحارب الظواهر والمظاهر السلبيّة، وعدم الاكتفاء بالتصريحات والشعارات الرنّانة والمجاملات، وتنميق العبارات الخالية من المضمون، وان نقف وقفة الأخوة بمعناها الحقيقي أمام المؤسسات الحكوميّة، الّتي تتهرب كعادتها من مسؤوليتها اتجاه حقوق الطّائفة عامّة، وشبابها خاصّة، الذين يُعانون من عدم المُساواة رغم ولائهم وخدمة العلم بكل تفاني وإخلاص وبما يسمى رباط الدّم، راجيًا وآملا أن يلقي ندائي آذانا صاغية متمنيّا زيارة مقبولة وعيدًا سعيدًا ...
[email protected]