بينما تحتفل إسرائيل اليوم "بعيد استقلالها" .. يحيي أبناء شعبنا الفلسطيني اليوم الذكرى الـ75 للنكبة، نكبة عام 1948 حين أعلن عن قيام دولة إسرائيل على أراضي فلسطين وبالمقابل تهجير القسم الأكبر من أبناء الشعب الفلسطيني وطرده من مدنه وقراه في الجليل والمثلث والنقب ليتشتت في كل بقاع الأرض، في دول الجوار، وفي مناطق أخرى من الوطن، تهجير تم بقوة السلاح الذي حملته العصابات الصهيونية مدعومة بالجيش البريطاني وقتها.
وتحت شعار "استقلالهم نكبتنا" تحيي الجماهير العربية مسيرة العودة السنوية هذا العام على أراضي قرية اللجون المهجرة، لتلقي الحشود عند الساعة الواحدة بعد الظهر، في مسيرة العودة المركزية الـ 26 بدعوة من لجنة الدفاع عن حقوق المهجّرين في وطنهم، وستكون هذا العام في قرية اللجون.
وحسب الترتيبات التي وضعتها اللجنة، فإن الملتقى سيكون في الساعة الواحدة بعد الظهر، عند مدخل قرية اللجون المهجرة، لتنطلق من هناك مسيرة نحو موقع المهرجان، الذي شهد تحضيرات واسعة من مجموعات شبابية وطنية، عملت طوال يوم أمس، على تجهيز المكان لاستقبال الحشود.
ويتزامن هذا مع اليوم الذي تحيي فيه إسرائيل يوم قيامها، أو حسب التسمية الصهيونية "يوم الاستقلال"، رغم أنه لم يكن قبل ذلك التاريخ 14 أيار، وفق التقويم العالمي "دولة إسرائيل"، لتعلن استقلالها.
وعلى مر العقود، منذ العام 1948، كان المهجّرون في وطنهم، يقصدون مواقع قراهم بالذات في مثل هذا اليوم، عدا أيام السنة على طولها، وفي العام 1998، قررت لجنة الدفاع عن حقوق المهجّرين في وطنهم، التي أقيمت في منتصف سنوات التسعين من القرن الماضي، لتجمع لجان المهجرين حسب كل قرية، لإقامة مسيرة العودة الأولى، التي كانت يومها الى أكبر قرى فلسطين المدمّرة، صفورية، ومنذ لك الحين استمرت المسيرات السنوية، تحت شعار "يوم استقلالهم يوم نكبتنا".
وتوجهت جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، ولجنة المتابعة، واللجنة الشعبية في أم الفحم إلى الفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم بأن يشاركوا في مسيرة العودة برفع أسماء قراهم ومدنهم التي هجروا منها قسرًا ورفع العلم الفلسطيني.
أعلنت جمعية الدفاع عن حقوق المهجّرين بالتنسيق مع لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد واللجنة الشعبية وأوساط شعبية في أم الفحم عن برنامج مسيرة العودة الـ26 التي تنطلق غدا في قرية اللجون المهجّرة، مشيرة إلى أن التجمع قبيل انطلاق المسيرة سيكون على أرض قرية اللجون المهجرة في المدخل الجنوبي المحاذي لشارع رقم 65، الساعة الواحدة ظهرًا.
وأكدت الجمعية على أن مسيرة العودة ستنطلق من أراضي قرية اللجون الساعة الثانية ظهرًا.
وقالت: “عام آخر يمر على نكبة شعبنا العربي الفلسطيني، حيث قامت المنظمات العسكرية الصهيونية ومن بعدها إسرائيل بطرد حوالي مليون فلسطيني إلى خارج الوطن وتنفيذ المجازر والتهجير القسري المبرمج ليصبح معظم أبناء شعبنا بين ليلة وضحاها يفترش الأرض ويلتحف السماء في مخيمات اللجوء، كما قامت بهدم وتدمير أكثر من 530 قرية ومدينة عربية عن بكرة أبيها ومصادرة كافة أملاكنا وأراضينا بموجب العشرات من القوانين التعسفية، معتبرة شعبنا غائبًا عن أرضه ووطنه وهو حي يرزق وهم يستبيحون مقدساتنا وما زالوا مستمرين في مخططاتهم الإجرامية حيث سنت العديد من القوانين المتعلقة بخصخصة أملاك اللاجئين والمهجرين وكذلك القانون سيئ الذكر والذي يتعلق بإحياء ذكرى النكبة وقوانين أخرى”.
وأضافت: “نحن المهجرين معًا مع أبناء شعبنا في الداخل إذ نحيي الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة الفلسطينية فإننا نؤكد أنه مهما شرعت المؤسسة الإسرائيلية من قوانين لتكميم الأفواه والمس بحرية التعبير فإننا مصرين على إحياء ذكرى النكبة التي حلت بشعبنا ونحن الذين على مرمى حجر من قرانا ومدننا المنكوبة وننظر بحسرة لصمت مآذن المساجد وأجراس الكنائس يوم أسكتت لتتحول زرائب لأبقار المستوطنين وخمارات وبؤر للدعارة وتعاطي المخدرات، ومقابر أجدادنا تدنس وهي تستصرخ الضمير الإنساني منذ أكثر من خمسة وسبعين عاما مضت”.
وأكدت جمعية المهجرين أنه “إيمانًا منا بانتمائنا الفلسطيني وتجديدًا للقسم والعهد اللذين قطعناهما على أنفسنا بالعودة ورفض كل البدائل، من تعويض وتبديل وتوطين، فإننا نتوجه إلى أبناء شعبنا، وهيئاته الاجتماعية والسياسية للمشاركة الفعالة في مسيرة العودة التي نظمتها جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين بدعم ومشاركة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية واللجنة الشعبية التي أقرت وتبنت هذه الفعاليات النضالية”.
وأشارت إلى أن فعاليات مسيرة ستكون على النحو التالي، “أولا – تنظم اللجان والجمعيات المحلية للمهجرين زيارات للقرى المهجرة صباح يوم الأربعاء الموافق 26.04.2023، ثانيًا تقام فعاليات وبرامج فنية وتراثية على أرض اللجون”.
وشددت في بيانها على أنه “في ظل الظروف القاسية التي يمر بها أبناء شعبنا الفلسطيني في الشتات، والداخل الفلسطيني وقطاع غزة والضفة الغربية المحتلتين، من الاعتداء على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، المسجد الأقصى وكنيسة المهد، وعلى المقابر وما تبقى من معالم قرانا المهجرة وبدعم لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، أحزاب وهيئات شعبية، جمعيات أهلية بمركباتها والقاعدة الشعبية حيث باركوا هذه الخطوة وهم لها داعمون. تقرر أن تقام مسيرة العودة الـ26 هذا العام على أراضي قرية اللجون المهجرة الفلسطينية التي هجر أهلها منها قسرًا عام 1948، يوم الأربعاء الموافق 26/4/ 2023 الساعة الثالثة عصرًا الذي يصادف يوم احتفال دولة إسرائيل بعيد استقلالها الخامس والسبعين”.
وتوجهت جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، ولجنة المتابعة، واللجنة الشعبية في أم الفحم إلى الفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم بأن يشاركوا في مسيرة العودة برفع أسماء قراهم ومدنهم التي هجروا منها قسرًا ورفع العلم الفلسطيني.
وأضافت أنه “كما نطلب أيضًا رفع اسم القرية والعلم على أسطح المنازل والشرفات، وذلك لنؤكد للقاصي والداني بأن لا بديل عن حق العودة، الشرعي، الإنساني والقانوني غير القابل للتصرف، الذي ضمنته الهيئات الشرعية عالميًا خاصة قرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة ولنثبت للعالم أجمع بأن شعب الجبارين يأبى النسيان ويأبى التنازل عن حق العودة. جماهير شعبنا الفلسطيني لن تنسى أسرانا وأسيراتنا القابعين خلف قضبان السجون الإسرائيلية وتبعث لهم تحية الصمود والثبات إلى حين تحريرهم، وجماهير شعبنا تتوجه بالدعاء لله العلي بالشفاء الأسير وليد دقة ابن فلسطين الأبية ولكافة أسرانا وأسيراتنا”.
وختمت جمعية المهجرين بالقول إنه “نناشدكم جميعًا المشاركة في مسيرة العودة الـ26 كما عهدناكم في المسيرات السابقة التي شاركتم بها بعشرات الآلاف على أراضي القرى المهجرة”.
[email protected]