اقتحمت قوات الشرطة الاسرائيلية بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء، المصلى القبلي في المسجد الأقصى واعتدت على المصلّين المعتكفين في المسجد لإفراغه، وتم تسجيل إصابات متفاوتة بين خطيرة ومتوسطة وطفيفة.
واطلقت قوات الشرطة قنابل الدخان والصوت اتجاههم لإجبارهم على الخروج من المصلى.
وقال شهود عيان أن قوات الشرطة حطمت أحد نوافذ المسجد، وأطلقت من خلاله قنابل الغاز السام، والصوت، صوب المعتكفين، قبل أن تقتحم المصلى القبلي من جهة العيادة، وتعتدي على المعتكفين.
ويأتي اقتحام قوات الشرطة الإسرائيلية، باحات المسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المصلين، في ظل دعوات المنظمات الاستيطانية لتنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى، الأربعاء، وذبح قرابين الفصح.
ودوت صافرات الإنذار في منطقة مستوطنات ما يسمى بغلاف غزّة، وقال سكان منطقة جنوبي البلاد إن دوي انفجارات قوية سُمعت. ووفقا للمشاهد الموثّقة فإن بضعة صواريخ أُطلقت من قطاع غزّة نحو المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع المحاصر حاولت صواريخ القبة الحديدية التصدي لها، وذلك بعد ساعات قليلة على اقتحام قوات الشرطة للمسجد الأقصى والاعتداء على المعتكفين فيه.
وبفارق 20 دقيقة على الأكثر، دوت صافرات الإنذار مرة أخرى بمحيط غلاف غزة الشمالي، إثر إطلاق صاروخين على الأقل من قطاع غزة.
وقال نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، ناجح بكيرات، بتصريح للتلفزيون العربي إن هناك "أكثر من 200 مصاب جراء اعتداءات الاحتلال في المسجد الأقصى".
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، إن "ما يجري الآن في المسجد الأقصى المبارك جريمة غير مسبوقة ولها ما بعدها".
ودعا هنية "جماهير شعبنا في الضفة وأراضي 48 (فلسطينيو الداخل) التوجه للمسجد الأقصى وحمايته".
وصرّح الناطق باسم "حماس"، حازم قاسم قائلا إن "ما قامت به سلطات الاحتلال في المسجد الأقصى من عدوان على المعتكفين في المسجد الاقصى جريمة نكراء، وجزء من حربها الدينية على المسجد الأقصى".
وفي بيان صدر عن وزارة الخارجية الأردنية قالت فيه إن "اقتحام إسرائيل للمسجد الأقصى والاعتداء عليه وعلى المصلين انتهاك صارخ وتصرف مدان ومرفوض".
وأضافت الخارجية الأردنية: "نحذر إسرائيل من مغبة التصعيد الخطير ونحملها مسؤولية ما يلحق بالمسجد الأقصى المبارك، وإسرائيل تتحمل مسؤولية التبعات الخطيرة للتصعيد الذي قد يقوض جهود تحقيق التهدئة ووقف العنف".
وطالبت الخارجية الأردنية "إسرائيل بوقف انتهاكاتها للقانون الدولي وإجراءات تغيير الوضع التاريخي والقانوني للقدس".
وفي بيان صدر عن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة قال إن "ما يجري في المسجد الأقصى المبارك يشكل تهديدا جديّا على مقدساتنا، وعلى الشعب الفلسطيني أن يكون حاضرا بكل مكوناته للمواجهة الحتمية في الأيام القادمة".
وفي بيان صادر عن المتحدّث باسم شرطة إسرائيل للإعلام العربيّ:"الليلة، بينما قامت قوات الشرطة كالمعتاد في المساء للسماح للعديد من المسلمين بإحياء شهر رمضان والوصول بأمان إلى البلدة القديمة في أورشليم القدس والحرم القدسي الشريف لأداء صلاة العشاء وضع العشرات من الشباب المخالفين للقانون والملثمين، المفرقعات النارية والعصي والحجارة داخل المسجد واعتكفوا بداخله بشكل اليم بعد ساعات من صلاة التراويح بهدف الإخلال بالنظام داخل المسجد وتدنيسه. كما قاموا في ترديد هتافات التحريض والشغب داخل المسجد، وأغلقوا أبوابه من الداخل بالعوائق والتحصينات في المداخل.بعد محاولات كثيرة وطويلة لإخراجهم عن طريق الحديث اليهم دون جدوى، اضطرت قوات الشرطة إلى دخول المنطقة لإخراجهم، للسماح بالقيام بصلاة الفجر كالمعتاد ولمنع حدوث اعمال شغب عنيفة.أثناء دخول القوات تمّ رشقهم بالحجارة وأطلق العشرات من المخالفين والمشاغبين العديد من المفرقعات النارية داخل المسجد. الشرطة القت القبض على عشرات المشتبه بهم الذين حصنوا أنفسهم وقاموا بأعمال شغب ورشقوا الحجارة وأطلقوا المفرقعات النارية ودنسوا المسجد.
أصيب شرطي في ساقه من رمي الحجارة.تسبب المشاغبون في اضرار للمسجد وتدنيسه.لسوء الحظ، في الوقت الذي يعمل فيه العديد من أفراد الشرطة للسماح بحرية العبادة مع الحفاظ على الأمن والقانون والنظام في الأماكن المقدسة وفي جميع أنحاء مدينة أورشليم القدس، هناك من يختار طريق الشغب والإخلال بالنظام العام. هؤلاء المشاغبين يضرون أولاً وقبل كل شيء بجمهور المسلمين الذين يأتون للصلاة في المسجد. سنواصل العمل بحزم ضد مثيري الشغب ومخالفي القانون من أجل الحفاظ على أمن وسلامة الجمهور".
[email protected]