حذر مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلي "نسيم بن شطريت" عبر رسالة بعثها يوم أمس إلى وزيره "افيغدور ليبرمان" من أن إسرائيل ستدفع ثمنا باهظا وقاسيا إذا لم تسارع إلى ترميم علاقاتها مع الولايات المتحدة التي تضررت نتيجة الأزمة الحادة التي شهدتها هذه العلاقات مؤخرا.
ودعا "بن شطريت" في رسالته المكونة من صفحتين وتحمل العنوان "التحديات السياسية والاستعدادات الجديدة لوزارة الخارجية" ووصلت نسخة منها إلى صحيفة "هأرتس" التي نشرت النبأ اليوم "الخميس" إلى مبادرة إسرائيلية سريعة تهدف إلى ترميم منظومة العلاقات الإسرائيلية الأمريكية.
وفصل "شطريت" في رسالته موقف المستوى المهني في وزارة الخارجية من القضايا التي من المتوقع أن تواجهها إسرائيل خلال الأسابيع القادمة فور الانتهاء من تشكيل الحكومة الجديدة.
واحتلت الأزمة التي تشهدها علاقات نتنياهو مع إدارة الرئيس اوباما مكان الصدارة في رسالة "شطريت" الذي وصف هذه العلاقات والتنسيق الوثيق مع الإدارة الأمريكية بالمرتبط أساسا بقدرة إسرائيل على مواجهة بقية التحديات لذلك فان أزمة العلاقات ستؤثر سلبا على قدرات إسرائيل وإمكانياتها الخاصة بالتعامل مع التحديات القريبة.
وأوضح "شطريت" ان إسرائيل ستواجه حتى موعد توقيع الاتفاق النووي النهائي مع إيران نهاية حزيران الماضي عدة تحديات سياسية وأمنية أولها مشروع القانون الفرنسي المنوي تقديمه لمجلس الأمن والخاص بالاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية، كما من المتوقع أن يحدد المشروع الفرنسي قواعد ومبادئ حل قضايا الوضع النهائي العالقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين مثل ترسيم حدود الدولة الفلسطينية على أساس حدود 1967 مع تبادل متفق عليه للاراضي.
والقضية الثانية التي ستواجهها إسرائيل خلال الفترة المذكورة تتمثل بالقضايا التي سيقدمها الفلسطينيون أمام الجنائية الدولية.
أما ثالث القضايا فيتمثل بالضغط على إسرائيل فيما يتعلق ببرنامجها النووي في سياق لجنة البحث المنبثقة عن ميثاق منع انتشار الأسلحة النووية إضافة إلى مواجهة المبادرات "المعادية" لإسرائيل التي ستطرح أمام الوكالة الدولية للطاقة النووية.
ووصف "بن شطريت" في رسالته ما اسماه بأخطر التحديات والقضايا التي تواجه إسرائيل خلال الفترة القريبة والمتمثلة بتسلح حزب الله وضرورة اتخاذ وبلورة موقف واضح وقوي من هذه القضية وهذه القضية هي الأكثر إلحاحا وأهمية في الفترة القريبة ومواجهتها دون التنسيق مع الولايات المتحدة تعتبر مهمة مستحيلة حسب رسالة مدير عام الخارجية الإسرائيلية.
وانتقد "بن شطريت" بطريقة دبلوماسية ناعمة تصرفات نتنياهو الخاصة بمحاولات إسرائيل إدخال تغيرات جوهرية على الاتفاق النووي المتوقع نهاية حزيران القادم قائلا " ان الجدل العلني والعقيم مع الإدارة الأمريكية بهذا الشأن سيلحق إلى جانب أضرار أخرى ضررا كبيرا في قدرة إسرائيل على إقناع أمريكا بأهمية إدخال تغيرات هامة على الاتفاق النووي".
وخلص "بن شطريت" إلى القول ان المستوى المهني في الخارجية الإسرائيلية يرى بان أهم قضية تواجه إسرائيل حاليا هي ترميم العلاقات المتأزمة مع الولايات المتحدة لذلك ينظر بأهمية قصوى إلى ضرورة المبادرة لترميم هذه العلاقات بسرعة لمنع الإضرار بمصالح إسرائيلية كثيرة وحيوية في الساحة الدولية.
وقال موظف كبير في الخارجية الإسرائيلية ان رسالة "بن شطريت" جاءت على ضوء الإحساس والتقارير السيئة جدا التي تصل مقر الوزارة من ممثليات إسرائيل المنتشرة في أنحاء الولايات المتحدة حيث يصل الوزارة يوميا رسائل من قادة كبار في الجالية اليهودية وشخصيات مؤيدة لإسرائيل يعربون فيها عن عميق قلقهم من شدة وعمق الأزمة مع الإدارة الأمريكية وعدم النجاح في وقف تدهور العلاقات الإسرائيلية الأمريكية.
[email protected]