وقع الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ بيانا مشتركا حول تعميق العلاقات، عقب محادثات جرت في قصر الكرملين الكبير في العاصمة الروسية اليوم.
ويعد التعاون التجاري والاقتصادي أولوية بين موسكو وبكين، وفي هذا الإطار تم توقيع خطة لتطوير التعاون الاقتصادي في المجالات الرئيسية بين البلدين حتى العام 2030.
ووفقا للرئيس الروسي فإن الوثائق الموقعة تعكس بشكل كامل مستوى العلاقات بين روسيا والصين، والتي هي عند أعلى مستوى في التاريخ. وشدد بوتين على أن الدولتين تربطهما علاقات قوية واستراتيجية.
ودعا بوتين لزيادة التسويات التجارية بين البلدين بالعملات الوطنية، كما أشار إلى أنه ينبغي استخدام العملة الصينية اليوان في التجارة بين آسيا وأمريكا اللاتينية.
وقال الرئيس الروسي: "نحن مع استخدام اليوان الصيني في التسويات بين روسيا ودول آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. أنا متأكد من أن هذه النوع من التسويات (باليوان الصيني) سيتم تطويرها بين روسيا ودول ثالثة".
وأضاف أن ثلثي حجم التجارة بين روسيا والصين يتم اليوم بالروبل واليوان، كما أنه من المتوقع أن يتجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين بحلول نهاية هذا العام 200 مليار دولار، وأشار الرئيس الروسي إلى أن الوثائق الموقعة مع الصين اليوم تتضمن هدفا بمضاعفة حجم التجارة معها.
بدوره أعرب الرئيس الصيني عن استعداده مع الرئيس الروسي لوضع الخطوط العريضة لخطة تهدف لتنمية العلاقات الثنائية وتعزيز التنسيق بين البلدين. وأشار إلى أن روسيا والصين ستعززان التعاون في إطار منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة "بريكس" ومجموعة العشرين.
الطاقة
حظي ملف الطاقة باهتمام كبير من رئيسي البلدين، وقال الرئيس بوتين: "تعتبر روسيا موردا استراتيجيا لموارد الطاقة، بما في ذلك النفط والغاز الطبيعي والفحم والكهرباء، إلى الصين. يتم تنفيذ بناء منشآت الطاقة النووية حسب الجدول الزمني. الأعمال الروسية قادرة على تلبية الطلب المتزايد من الاقتصاد الصيني على موارد الطاقة سواء في إطار المشاريع الحالية أو تلك التي هي في طور التنسيق حاليا".
وأكد الرئيس الروسي استعداد بلاده لتزويد الصين دون انقطاع بالنفط والغاز بموجب العقود المبرمة، إلى جانب استعدادها لتقديم كميات إضافية من المادتين.
كذلك أشار بوتين إلى أن المحادثات الروسية الصينية ناقشت بالتفصيل مشروع "قوة سيبيريا-2" (أنبوب لضخ الغاز من روسيا إلى الصين عبر منغوليا)، وقال: "تم الاتفاق تقريبا على جميع معايير مشروع (قوة سيبيريا-2)"، مشيرا إلى أن "المشروع سيوفر 50 مليار متر مكعب من الغاز من الإمدادات الموثوقة والمستقرة من روسيا".
استبدال الشركات الغربية المنسحبة من روسيا
كما أعرب الرئيس بوتين عن استعداد بلاده لدعم الأعمال التجارية الصينية في استبدال الشركات الغربية التي غادرت روسيا، وأشار إلى أن روسيا تعول على زيادة الصادرات الغذائية إلى السوق الصينية، وقال: "هناك فرص لزيادة كبيرة في المعروض من اللحوم والحبوب".
وفيما يتعلق بممر الملاحة الشمالي، أفاد الرئيس الروسي بأن "روسيا والصين ستنشئان هيئة عمل لهذا المشروع .. البلدان لديهما إمكانية للتعاون (في هذا المجال).
كما أكد بوتين، أن روسيا والصين يمكنهما أن تصبحا رائدتين في مجال الذكاء الاصطناعي والتطوير المعلوماتي من خلال تعاونهما، وقال: "نقترح اتباع مسار تحسين الشراكات الصناعية الاستراتيجية. من خلال الجمع بين إمكاناتنا العلمية الغنية وقدراتنا الإنتاجية، يمكن لروسيا والصين أن تصبحا رائدتين عالميا في مجال تكنولوجيا المعلومات وأمن الشبكات والذكاء الاصطناعي".
[email protected]