"من بين رمش العين الغرّة ميّالة"
“يا ظريف الطّول”
"احلق يا حلّاق"
"تستاهلي يا امّ العريس الفرح"
أهازيج وأغان من تراثنا المحليّ كانت تصدح على ملئها يوم السّبت الفائت في مدرسة الرّامة الشّاملة على اسم "حنّا مويس"، ونحن طلابًا ومعلّمين وعاملين في المدرسة نستحقّ وبجدارة هذا الفرح، والّذي صداه كان حاضرًا في نفوس من حضر وشارك في هذا اليوم المميّز الاستثنائيّ.
بمناسبة موسم الزّيت والزّيتون، احتفت مدرستنا به بشكل خاصّ ، حيث أنّ هذا الإرث من تراثنا وجذورنا، فارتأت المدرسة أن تحييه بيوم تراث شارك فيه طلّابنا ومعلّمونا وأهالي بلدتنا الحبيبة.
افتتاحيّة اليوم كانت بين مربّي الصّفوف والطلّاب، حيث قام كلّ مربٍّ باعطاء لمحة عن معنى كلمة تراث من خلال فعّاليّة أو محادثة، بعدها انتقل الطّلّاب إلى ساحة المدرسة وتنقّلوا بين محطّات مختلفة. كلّ محطّة تحكي حكاية شعب وتروي الكثير عن ماضينا الّذي نستمدّ منه حاضرنا.
الخيمة كانت حاضرة بأدواتها الشّعبيّة الّتي كانت في زمن سالف رمزًا لحياة أجدادنا وسابقينا، رائحة الأعشاب الطّبيعيّة تجعلنا أكثر ارتباطًا بالأرض والوطن، خبز الصّاج، صنع الصّابون، أكلاتنا الشّعبيّة الأصيلة، وصنع نساء نادي الجيل الذّهبّي للكعك الأصفر والملاتيت. كلّ ذلك يروي حكايتنا وماضينا بأصالة وفرح وألفة، طغت على المكان. ولقد كان للباسنا الفلسطينيّ نكهة خاصّة في احتفالاتنا: العباي والحطّة والثّوب الخاصّ، مشهد أعاد إلى الذّاكرة الكثير الكثير. وكانت الأغاني الشّعبيّة مرافقة من خلال خرّيجنا الدّي جي "بشّار ضوّ".
القلوب تخفق بقوة حيث أنّ ختام البرنامج كان بإحياء عرس فلسطينيّ شعبيّ بمشاركة فرقة "مزمار"الشّعبيّة. عاداتنا الأصيلة في الأعراس: طلب العروس وجلبها بسيّارة مزيّنة. ومن ثمّ بدء الاحتفال بالعرس: أغاني الأعراس والآويها، رقصات دبكة وزفّة العريس، الحنّاء ولزق العجينة. وقد شارك الجميع بالاحتفال بالعرس. وكان الفرح والأمل حاضرَين: فرحٌ بهذا الاحتفال المهيب وأملٌ بجعل طلّابنا جزءًا من هذا الحدث، وأنّهم عاشوا هذه الأجواء ، وباتوا على اطّلاع ودراية بتاريخ شعبهم الأصيل.
التّربية الاجتماعيّة في المدرسة بمركّزتيها "سهاد الياس"و"هديل أسدي"، هما مصدر هذا الفرح من خلال التّنظيم وجعل الحلم حقيقة. مجلس الطّلّاب برئيسته "ميس مراد"، ساهم أيضًا في هذا الحدث الهامّ. الطّاقم التّدريسي والعاملين في المدرسة لهم دورٌ كبير في التّحضيرات لهذا اليوم.
شكرًا جزيلًا لمجلس الرّامة المحليّ، وقسم الشّؤون الاجتماعيّة، ونادي الجيل الذّهبيّ والأخت شادية حنّا مسؤولة النّادي، على المشاركة المميّزة. الأخ مجدي فرّاج مسؤول في الوزارة لتشجيع السّياحة، لتبرّعه السّخيّ بتغطية تكاليف فرقة مزمار. لحنان أسعد على الخيمة الرّائعة.لفرقة مزمار بقيادة ألفرد حجّار. لخرّيجنا بشّار ضوّ. للمربيّة تحرير سواعد على زاوية الصّابون. وأخيرًا مديرة المدرسة الشّاملة المربّية "ناديا فرّاج" ومديرة المرحلة الاعداديّة المربّية "هناء القاسم " هما الدّاعم الحقيقيّ، فبتوجيهاتهما ومساعدتهما استطاعت المدرسة جعل هذا اليوم محفورًا في الذّاكرة.
مدرسة الرّامة الشّاملة
مدرسة البلد من الجدّ للولد
[email protected]