على خطى السيد المسيح الذي غسل ارجل تلاميذه في خميس الاسرار معطيا مثالا في التواضع والتقوى، سار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اليوم حيث خصّ مساجين لبنان بالتفاتة نوعية من خلال ترؤسه رتبة الغسل في باحة سجن رومية، فانحنى امام 12 من بينهم غاسلا ارجلهم مطبقا مقولة المسيح «كبير القوم خادمهم».
وخلال الحفل غسل الراعي أرجل عدد من السجناء وقبلها، على وقع تراتيل دينية والقى عظة اعرب في مستهلها عن سعادته لوجوده في سجن رومية، ومن خلاله في كل سجون لبنان والشرق (....) للاحتفال بعيد خميس الاسرار عيد المحبة والخدمة، لنحمل اليكم ايها السجناء والموقوفون والسجينات والموقوفات وانتم الذين تعتنون بهم، نحمل اليكم محبة المسيح، وغفرانه ورحمته الفائضين من ذبيحة الفداء وقال: نأمل ان يكتمل تحريركم بالعبور من وراء قضبان السجن الى رحاب الحياة الحرة والمفرحة، واننا في المناسبة نحيي الذين يعتنون بكم بدءا من عائلاتكم وصولا الى السلطات الامنية والعسكرية والقضائية والادارية التي تسهر عليكم وعلى سلامتكم، واحيي بنوع خاص اللواء ابراهيم بصبوص المدير العام لقوى الامن الداخلي ممثلا وزير الداخلية، والعميد الياس سعادة قائد الدرك، وكل الذين هنا يسهرون عليكم، والذين يواكبونكم، ويحملون معكم كل متاعبكم (...).
وقال متوجها الى السجناء بالقول: ايها الاخوة والاخوات الموجودون هنا، نعم اخطأتم لكن فكروا ان قيمة حياتكم اكبر وثقوا ان الرب معكم لكي يساعدكم لاجراء هذا العبور وتستعيدوا كرامتكم الانانية ويستريح الله فيكم (...). ان الاحتفال بهذه الليتورجية الالهية المغنية بالمعاني يلقي اضواء الهية على وضعكم وواقعكم، عدالة الدولة أوقفتكم وتنظر في بت دعاويكم، ونأمل ان تكون احكامها سريعة عادلة منصفة (...) ونرجو منكم ايها الاحباء وراء القضبان في السجون او في النظارة ان تقبلوا هذا الواقع بارادتكم لانها تحمل ميزة التكفير وتساهم في اصلاح المرتكب وتحمي الانتظام العام وتحافظ على امن الاشخاص والاستقرار(...)
واذ طالب الراعي الدولة ان تتحمل مسؤوليتها كاملة تجاهكم، اوصي بـ»تعديل بعض المواد من نظام السجون بما يتناسب مع حقوق الانسان للانتقال من مفهوم العقاب إلى مفهوم الاصلاح والتأهيل وعدم تدوين حكم «حكم عليه» في السجل العدلي للسجين غير المكرر لمنحه فرصة جديدة في الانخراط في المجتمع»، مشددا على «ضرورة تحسين الاوضاع الطبية والصحية والغذائية في السجن والحد من اكتظاظ السجون وتفعيل دور الوزارات المعنية والحد من الانتهاكات والتعذيب في بعض أماكن التوقيف». ودعا إلى «اصدار عفو عن المسنين والمصابين بأي مرض يجعلهم غير قادرين على تحمل السجن»، طالبا «تأسيس هيئة مشتركة من الوزارات المختصة باشراف وزارة العدل لتشرف على السجون وتنظمها، وايجاد حل جذري للسجناء الاجانب، وفصل السجناء الاحداث في مبنى مستقل خارج هذا السجن، والطلب من القضاء الاسراع في محاكمة الموقوفين والمتهمين واعتبار كل متهم بريئاً حتى اثبات ادانته، لا سيما ان قاعة المحاكمات مجهزة كل تجهيز لجلسات القضاة اليومية، وهكذا يعمل قضاتنا في القاعدة الذهبية العدل اساس الملك. وأكد الراعي «ضرورة تصنيف السجناء حسب جرائمهم وجعل السلطة في يد الدولة لا في يد الجماعات والتكتلات التي تستقوي على الضعفاء»، وايجاد مصادر تمويل للسجناء، داعيا إلى «تعديل قانون المخدرات والتمييز بين عقوبة المروّج والتاجر». والسهر على منع ادخال المخدرات الى السجون.
في نهاية الرتبة، سلم الراعي البركة الرسولية الى كل من مديرعام قوى الامن الداخلي ابراهيم بصبوص وقائد الدرك الياس سعادة، ومديري وقادة الوحدات في قوى الامن الداخلي والمرشد العام للسجون الاب جوزيف عنداري.
من جهتهما سلم كل من بصبوص وسعادة درعين تقديرتين الى الراعي، كما تسلم الراعي هدايا من المساجين.
وترأس الراعي رتبة ثانية في الخامسة مساء امس في الصرح البطريركي في بكركي. واليوم من الجمعة العظيمة يرأس رتبة سجدة الصليب في الحادية عشرة صباحا، ومسيرة درب الصليب في باحة الصرح البطريركي ثم طلبة الآلام في كنيسة الصرح في الخامسة والنصف مساء. ويوم غد السبت يوجه رسالة الفصح في التاسعة صباحا ويرأس صلاة الغفران في الحادية عشرة والنصف قبل الظهر. ويرأس البطريرك الراعي قداس عيد القيامة المجيدة في العاشرة من صباح الاحد.
[email protected]