نزلات البرد والإنفلونزا وغيرها من أمراض الشتاء-جميعها أمراض نفضل تجنّبها، وحتى إذا أصبنا بالإنفلونزا، لا سمح الله، فسنعمل كل ما بوسعنا لتقصير مدة المرض، قدر الإمكان.
يحارب جهاز مناعتنا عوامل ومسببات الأمراض بشكل يومي وليس فقط في الشتاء، ولهذا ينصح بالعناية به بشكل طبيعي كي يقوم بعمله على أكمل وجه.
في المقالة التالية تجدون كل ما يجب معرفته لعبور الشتاء بسلام.
ما هو جهاز المناعة؟
هو كلّ آليات الدفاع التي يمتلكها الجسم ضد الأجسام الغريبة، مسبّبات الأمراض وحتى ضد العوامل الذاتية كالخلايا السرطانية.
تتمحور وظيفة جهاز المناعة أساسًا بالتعرّف على الجسم الغريب الذي يدخل إلى الجسم، ثم لاحقًا مهاجمته وطرده من الجسم.
يتكوّن جهاز المناعة من عدّة مركّبات وخلايا مختلفة تعمل في مجالات ومستويات متنوعة، ابتداء من الجلد نفسه، من الأنسجة وحتى طبقة الجينوم-لإنتاج مركبات الجهاز المناعي.
وهكذا فإن مجمل الأنسجة والخلايا تشكل حماية مناعية.
هناك أهمية لقوّة استجابة الجهاز المناعي أيضًا. من جهة، حالة من النشاط المفرط قد تؤدّي إلى هجوم من الجسم نفسه أو أجسام غير مسبّبة للأمراض (الحساسية وأمراض المناعة الذاتية)، ومن جهة أخرى، قلّة نشاط الجهاز المناعي قد تجعل الجسم غير قادر على محاربة مسبّبات الأمراض.
لذا من الضروري الحفاظ على جهاز مناعة ثابت ومتوازن.
تأثير مركّبات مختلفة على جهازنا المناعي:
جهاز المناعة هو جهاز مركّب وكبير، وهناك العديد من العوامل المؤثرة على أدائه السليم.
فيتامين C
يُعرف أيضًا باسم "حمض الأسكوربيك"، له عدة وظائف في الجسم من بينها أداء جهاز المناعة السليم.
وقد دلّت مجموعة من التحليلات على أن إضافة فيتامين C للأشخاص الذين يعانون من نزلات البرد قد قصّرت مدة مرضهم بيوم واحد لدى البالغين، وبيوم ونصف لدى الشباب. كما لوحظ تحسّن ملموس في أعراض نزلة البرد.
فيتامين D
يُعرف أيضًا بـ "فيتامين الشمس"، هو أيضًا فيتامين ضروري للغاية لعمل الجهاز المناعي وينتج بمعظمه في الجسم بعد تعرّضه لأشعة الشمس (أشعة UV).
رغم أن بلادنا تنعم بالشمس غالبية أيام السنة، الا أن هناك نقصا كبيرا في فيتامين D لدى السكان. هذا النقص قد يتفاقم في الشتاء خاصة، حيث تختفي الشمس وملابسنا الطويلة تمنع التقاء أشعة الشمس مع الجلد، وبالتالي تمنع عملية إنتاج الفيتامين.
وفي دراسة إسرائيلية أجريت خلال فترة الكورونا وجد أن الأشخاص الذين يعانون من نقص بفيتامينD كانوا معرّضين أكثر من غيرهم للإصابة بالكورونا وبخطر مضاعف للمكوث في المستشفى مقارنة بأشخاص لديهم نسبة سليمة من فيتامين D.
الزنك
هو معدن شائع وضروري، يتواجد في كل خلايا الجسم. وهو ضروري لتركيب الـ DNA وعمليات تمايز وتطوّر الخلايا.
وقد وجدت الأبحاث أن الزنك وسيلة فعّالة لمنع نزلات البرد وعلاجها.
ووجد أن تناول 24-9 ملغم من الزنك قصّر من مدّة نزلة البرد بـ1.6 أيام وتخفيف أعراضها كذلك.
جدير بالذكر أن دمج المركبات الثلاثة التي ذكرت أعلاه يمكنه أن يدعم جهاز المناعة.
الجهاز المناعي الذي يقوم بعمله بشكل سليم له حصّة الأسد في الحماية من الأمراض، إضافة إلى دوره في تقصير مدة المرض وتخفيف الأعراض.
[email protected]