عملية زراعة فريدة من نوعها للغدد اللمفاوية في المركز الطبي بوريا بإشراف الطبيبين الجرّاحين د.معاذ فرّاج ود. آسي دروبوت
شهد المركز الطبي بوريا عملية جراحية معقدة فريدة من نوعها وهي الأولى في البلاد، حيث بادر طاقم الجراحين في المركز الطبي بقيادة الطبيب الجراح معاذ فراج مدير قسم الجراحة في المركز الطبي، ود. آسي دروبوت مدير قسم جراحة الثدي والغدد اللمفاوية، بادرا الى زراعة الغدد اللمفاوية التي تم استخراجها من بطن احدى المريضات، التي تبلغ من العمر 34 عاما والتي تعاني من نقص في غدد الجهاز اللمفاوي في الرجل.
وقبل خمس سنوات، كانت المريضة وهي شابة عربية من الشمال واثناء صعودها الدرج، قد شعرت بوجع وانتفاخ برجلها اليمنى حيث قالت:" فاجأني هذا الامر وعانيت منه طيلة سنوات عديدة، عانيت من الوجع المستمر في الرجل وشعور بتنميل في كفة الرجل وانتفاخ جراء تراكم السوائل من كفة الرجل حتى الركبة. كنت ابكي من الوجع في ساعات الليل، حتى وصل بي الامر لعدم الخروج من المنزل، توقفت عن شراء الملابس كي لا يراني الناس ورجلي اليمنى منتفخة. لم أستطع انتعال الحذاء، بل فقط انتعلت الحفّايات الواسعة، كانت فترة صعبة جدا علي. انقطعت عن كل شيء وبقيت في المنزل. حياتي كلها توقفت".
وتحدث د. أسي دروبوت اخصائي جراحة الغدد اللمفاوية قي قسم الجراحة في المركز الطبي بوريا:" يدور الحديث عن مرض مزمن منذ الولادة الذي ظهر فجأة. الانتفاخ في الرجل اليمنى لدى المريضة ظهر بسبب النقص في الجهاز اللمفاوي في كفة القدم، مما يؤدي الى تجمع السوائل والانتفاخ. الحل الطبي المتبع في مثل هذه الحالات هو اجراء عملية لفتح القنوات المسدودة، الا ان المريضة المذكورة خضعت لثلاث عمليات من هذا القبيل وفي كل مرة عاد الانتفاخ الى كفة القدم".
اما الطبيب الجراح د. معاذ فراج مدير قسم الجراحة في المركز الطبي بوريا فقال بدوره:" العمليات التي خضعت اليها المريضة حسّنت ولو بصورة محدودة الحالة الصحية لكن الانتفاخ بقي على ما هو عليه. لذا قررنا للمرة الأولى في البلاد، اجراء عملية جراحية نقوم خلالها باستخراج الغدد الليمفاوية من مكان آخر في الجسم وزرعها في الكاحل. يتم إجراء هذه الجراحة المبتكرة في أماكن قليلة فقط في العالم".
وقد استمرت العملية الجراحية المعقدة طيلة 8 ساعات تكللت بالنجاح حيث تم فعلا خلالها زرع جهاز لمفاوي في القدم وأضاف د. فراج:" يجب علينا ان نشدد هنا على مدى تعقيد هذه العملية الجراحية وصعوبتها، حيث ان طاقمين من الجراحين عملا الواحد بموازاة الآخر، حيث قام الطاقم الأول بإزالة الانسجة الدهنية التي تحتوي على الغدد اللمفاوية من البطن، في حين ان الطاقم الثاني من الجراحين قام بتحضير الاوعية الدموية في منطقة كفة القدم وايصالها مع بعضها البعض وزراعة الانسجة الدهنية".
وصف د. فراج هذه العملية بالمعقدة جدا مشددا على ان المركز الطبي بوريا اقتنى جهاز متقدم لمسح وتصوير القنوات اللمفاوية ومن خلال هذا الجهاز المتطور استطاع الأطباء تخطيط العملية المذكورة بالطريقة الأمثل.
وأضاف د. دروبوت عن العملية قائلا:" انها تعتبر بشرى كبيرة لمرضى الغدد اللمفاوية في إسرائيل، اذ اننا نتحدث عن مرض مزمن يرافق المريض طيلة حياته. حتى الآن اضطر هؤلاء المرضى للتعايش مع هذا المرض لكن في كثير من الحالات هؤلاء المرضى تدهور وضعهم الصحي. العملية الجراحية المتطورة، تتيح فعلا علاج هذا المرض، فبعد اسبوعين فقط من خضوع المريضة الى العملية المذكورة لاحظنا تحسنا كبيرا في كفة القدم وتم تقلص حجم القدم بحوالي 4 سنتيمتر. نحن على يقين ان المريضة المذكورة وفي غضون عام واحد سيكون بإمكانها خلع الجوارب المرنة التي يستخدمها معظم المرضى الذين يعانون من انتفاخ في القدم".
يذكر انه بعد 5 أيام فقط من مكوثها في المركز الطبي تم تحرير المريضة الى المنزل حيث قالت اثناء تواجدها في المركز الطبي للمراجعة الطبية والابتسامة تعلو وجهها:" اشعر بتحسن كبير والاحظ التغيير المستمر في الوضع الصحي، فناهيك عن المنظر الطبيعي للقدم، اشعر بتعب اقل وأصبحت امشي بشكل أفضل بكثير من قبل. اشكر الله وطاقم الأطباء وبالأخص د. دروبوت وكلي يقين انني سأعود الى حياتي الطبيعية قريبا".
واختتم د.دروبوت حديثه :" بالإمكان اليوم ان نلاحظ ان الغدد اللمفاوية التي تمت زراعتها قد استوعبت بشكل جيد في القدم وهي فعالة ونشطة ونتيجة لذلك توقف تجمع السوائل في القدم والذي يؤدي الى الانتفاخ. من ناحيتنا كطاقم أطباء ومن ناحية عائلة المريضة هذا يعتبر انجاز عظيم ".
الصورة: من اليمين: د. برامنيك, د. فراج, المريضة, د.دروبوت (تصوير المركز الطبي بوريا)
[email protected]