صرح وزير خارجية جمهورية بريدنيستروفيه (ترانسنيستريا) غير المعترف بها، فيتالي إيغناتيف، بأن "الناتو" يفاقم الوضع في المنطقة بإمداده مولدوفا بمزيد من السلاح.
وكانت السلطات المولدوفية قد أعلنت، في وقت سابق، عن خططها لتحديث جيش الجمهورية بمساعدة "الشركاء"، على حد تعبيرها، في الوقت الذي صرحت فيه وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، بأن بريطانيا ودول "الناتو" يبحثون إمكانية إمداد مولدوفا بالأسلحة.
وتابع إيغناتيف، في لقاء له مع وكالة "نوفوستي" الروسية، بأن حلف "الناتو" يعمل بالفعل على "تأجيج المواجهة، واثارة (المتهورين)، الذين يتواجدون في جمهورية مولدوفا بما يكفي، وفقا لتصريحات المسؤولين"، مشيرا إلى أن "تيراسبول (عاصمة بريدنيستروفيه) تراقب أنشطة مستشاري (الناتو) على مختلف المستويات، وعمليات التطوير العسكري - السياسي للمنطقة الواقعة بين بروت ودنيستر، بما في ذلك عمل مراكزها الإعلامية الثلاثة، بشكل منهجي مشترك، وكذلك تدريبات الدول الغربية على أراضي مولدوفا وخارجها".
وأكد وزير الخارجية بجمهورية بريدنيستروفيه بأن كل هذه المسارات "سلبية" ولا تسهم في تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة.
كذلك تحدث الوزير عن إمدادات الأسلحة الأمريكية الفتاكة إلى مولدوفا تحت ستار من الغموض والتعتيم، حيث تصل الطائرات إلى مطار كيشيناو محملة بأسلحة فتاكة، في الوقت الذي تعلن فيه رئيسة مولدوفا، مايا ساندو، أن البلاد بحاجة إلى الذخيرة.
يأتي ذلك بالتزامن مع حلول ذكرى مرور 30 عاما على توقيع اتفاقية مبادئ التسوية السلمية للنزاع المسلح في بريدنيستروفيه، 21 يوليو 1992، التي وقع عليها من الجانب الروسي الرئيس السابق، بوريس يلتسين، ومن الجانب المولدوفي الرئيس الأسبق، ميرتشا سنيغور، حيث تم حينها التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وفي 29 يوليو من العام نفسه تم نشر قوة حفظ السلام المشتركة، والتي تضم 402 جنديا روسيا، و492 جنديا من بريدنيستروفيه، و355 جنديا من مولدوفا، بالإضافة إلى 10 مراقبين عسكريين من أوكرانيا، ويخدم جنود حفظ السلام في 15 موقعا ثابتا ونقاط تفتيش في المناطق الرئيسية من المنطقة الأمنية.
ويقول رئيس جمهورية بريدنيستروفيه، غير المعترف بها، فاديم كراسنوسيلسكي، إن ثبات حالة وقف إطلاق النار، على مدار العقود الثلاثة الماضية، يؤكد على أهمية وضرورة الاتفاقية الموقعة، وعلى كفاءة الهيكل المكون لقوات حفظ السلام في المنطقة، ويتابع أن ذلك يطرح أسئلة حول مقترحات قيادة مولدوفا بشأن استضافة منصات دولية لاستبدال قوات حفظ السلام الروسية بمراقبين دوليين.
ويتابع كراسنوسيلسكي، أنه بعد المحاولات الإرهابية التي تمت في منطقة مستودعات الذخيرة، بالقرب من قرية كولباسنا، التي يحرسها الجيش الروسي، عاودت الجمهورية التفكير في مقترحات وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، في عام 2019، بالبدء في التخلص من الذخيرة القديمة، والتي من غير المرجح نقلها. لكن ذلك أمر يعود، في نهاية المطاف لروسيا، حيث تخضع المستودعات لولايتها القضائية، ما يعني أن القرار في حد ذاته وتطوير آلية التنفيذ العملي أمر متروك للجانب الروسي.
وقال رئيس جمهورية بريدنيستروفيه: "أنا من المؤيدين لعملية تصفية المستودعات التي تشكل تهديدا للسكان، ولكن يجب أن نفهم أنه عند تطوير التعليمات الفنية للتخلص منها، يتعين ضمان السلامة التكنولوجية والبيئية للسكان. كيف سيتم تنفيذ النقل، هل ستكون هناك حاجة إلى إنشاء بنى تحتية متخصصة، أو إلى مصنع إعادة تدوير متنقل؟ أسئلة كثيرة قبل اتخاذ قرار نهائي".
وكانت تلك المستودعات، في الحقبة السوفيتية، تابعة لجيش الأسلحة المشترك للحرس الرابع عشر (منطقة أوديسا العسكرية التابعة للقوات المسلحة السوفيتية). وبالإضافة إلى حجم المعدات العسكرية والذخيرة والأسلحة الموجودة بالفعل في تلك المستودعات، بدأت أسلحة وذخيرة المجموعة المركزية للقوات السوفيتية في العودة إلى تلك المستودعات من تشيكوسلوفاكيا ثم من المجر وجمهورية ألمانيا الديمقراطية (الشرقية) وبولندا، ليتراكم بحسب معطيات غير رسمية ما يصل إلى 300 ألف طن من الذخيرة والمتفجرات في أوائل التسعينيات من القرن الماضي. الآن يوجد ما يقرب من 22 ألف طن من البضائع العسكرية هناك تحت حراسة وحدة عسكرية روسية.
المصدر: نوفوستي+
[email protected]