غادر الرئيس الأميركي جو بايدن السعودية، اليوم السبت، مختتما أول جولة شرق أوسطية له بعد توليه الرئاسة، سعى خلالها لطرح رؤية جديدة للدور الأميركي في هذه المنطقة الإستراتيجية التي تعصف بها الصراعات والغنية بموارد الطاقة.
وأعلنت السعودية اليوم اختتام "قمة جدة للأمن والتنمية" التي شهدت مشاركة الرئيس الأميركي وزعماء دول الخليج العربي، بالإضافة إلى الملك الأردني والرئيس المصري ورئيس الوزراء العراقي.
وكان الزعماء قد استهلوا بداية القمة بالتقاط صورة تذكارية للحدث. وقد نقل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تحيات العاهل السعودي الملك سلمان وتمنياته بنجاح قمة جدة.
وأشار إلى أن قمة جدة تُعقد في وقت يشهد العالم تحديات كبيرة، مضيفا: "نأمل أن تواجه قمة جدة التحديات العالمية"، ومؤكدا أن الاقتصاد العالمي مرتبط باستقرار أسعار الطاقة، و"يجب الاستمرار بضخ الاستثمارات في الطاقة النظيفة". وأضاف أن المملكة سبق أن أعلنت عن زيادة في طاقتها الإنتاجية إلى 13 مليون برميل.
وشدد بالقول: "ندعو إيران للتعاون وعدم التدخل في شؤون دول المنطقة"، كما أكد أن "العراق يشهد تحسناً في أمنه ما ينعكس على أمن المنطقة". كما أكد ولي العهد أن "استقرار المنطقة يتطلب حلولا سياسية في سوريا وليبيا".
والتقى الرئيس الأميركي قادة دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى مصر والأردن والعراق، خلال القمة في جدة، المحطة الأخيرة في جولته الشرق أوسطية التي قادته أيضاً إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وناقش الرئيس الأميركي أسعار النفط المتقلبة، وطرق زيادة إنتاج النفط لخفض أسعار المحروقات المرتفعة على خلفية الحرب الأوكرانية. وقد ضم لقاء القمة هذا قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست، بالإضافة إلى مصر والأردن والعراق.
وفي وقت سابق، اكتمل وصول الزعماء العرب إلى جدة، حيث كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في استقبالهم.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن الرئيس بايدن سيبحث القدرات الصاروخية والدفاعية المتكاملة في قمة جدة، كما سيعلن عن تمويل بمليار دولار للأمن الغذائي بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين أمام قمة جدة للأمن والتنمية، السبت، أنه "لا استقرار في المنطقة دون التوصل لحل للقضية الفلسطينية".
وأشار إلى أهمية "الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية".
وشدد على "أهمية التعاون والشراكات مع الخليج والعراق في مواجهة الأزمات".
ودعا العاهل الأردني إلى "البناء على العلاقات الراسخة في المنطقة من أجل خدمة مصالح الشعب".
من جانبه، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن أنشطة إيران تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط. وفي قملة جدة، توجه بايدن بالشكر للسعودية "لدعوتنا لهذه المنطقة المهمة".
وأضاف في لقاء قمة مع قادة مجلس التعاون الخليجي والعراق والأردن ومصر في ختام زيارة إلى الشرق الأوسط : "لدينا العزيمة لمواجهة التهديدات الإرهابية في المنطقة، وسنوفر الدعم لحلفائنا في المنطقة لمواجهة الإرهاب".
وتابع: "الولايات المتحدة ستبقى شريكا نشطا في الشرق الأوسط.. سنعمل في منطقة الشرق الأوسط ونؤسس لعلاقات اقتصادية مستدامة.. المصالح الأميركية مرتبطة مع النجاحات في الشرق الأوسط".
وأكّد الرئيس الأميركي جو بايدن لقادة الخليج ودول عربية أخرى في جدة السبت أن واشنطن "لن تتخلى" عن الشرق الأوسط حيث تلعب منذ عقود دورا سياسيا وعسكريا محوريا، ولن تسمح بوجود فراغ تملؤه قوى أخرى. وقال بايدن "لن نتخلى (عن الشرق الأوسط) ولن نترك فراغًا تملؤه الصين أو روسيا أو إيران".
جدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، السبت، عزم بلاده على تطوير الشراكة بين الدول العربية والولايات المتحدة.
وقال الرئيس المصري :" إن الأزمات العالمية ازدادت وتهدد بمخاطر انتشار الإرهاب، ويجب أن تكون لدولنا إسهامات حقيقية في مواجهة الأزمات" .
وأضاف أنه " يجب وضع حد للصراعات والحروب الأهلية في المنطقة" ، مشيراً إلى أن "مصر منفتحة على انتهاج سياسات السلام لحل كل الصراعات"، مقترحاً خطة من 5 نقاط لمواجهة أزمات المنطقة.
وتطرق السيسي إلى القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أنه " يجب إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967"، مشيراً إلى " أن إحياء عملية السلام لا يكفي بل يجب التوصل لحل نهائي لا رجعة فيه" .
وقال السيسي إنه " يجب الاستمرار في مواجهة قوى الإرهاب التي تحظى بدعم من قوى خارجية، لا مكان للميليشيات ولا لداعميها الذين يوفرون لها المال والسلاح" .
كما شدد على " أن الأمن العربي كل لا يتجزأ للتصدي لأية مخاطر" ، مضيفاً "ندعم أن تكون المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل".
ونوه السيسي بأنه " يجب إعادة صياغة القوانين التي تحافظ على الأمن المائي، مشيراً إلى أن المنطقة العربية وإفريقيا الأكثر تضررا من تغير المناخ " .
أكد العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، أن " ما عانته منطقة الشرق الأوسط، على مدى سنوات، من ظروف سياسية وأمنية واقتصادية صعبة وتحديات بالغة الخطورة، يتطلب منا تفكيرا متزنا وعميقا لكيفية الخروج من الأزمات والصراعات الدائرة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية" .
وشدد العاهل البحريني خلال كلمته على هامش قمة جدة، على " ضرورة حل القضية الفلسطينية بتسوية عادلة ودائمة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقا لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية" .
وأكد " ضرورة خلق الفرص الاقتصادية الواعدة والمستدامة للشعب الفلسطيني الشقيق ومشاركته الفعلية في تنمية شاملة الأبعاد" .
أكد أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، أن "ميثاق الأمم المتحدة يوفر فرصا لحل النزاعات ويجنب العالم الحروب".
وأضاف "لا أمن ولا استقرار دون إنهاء النزاعات وتحقيق التنمية، ولن ندخر جهدا لضمان التدفق المستمر لإمدادات الطاقة".
وأوضح أن "المخاطر في منطقة الشرق الأوسط تتطلب إيجاد حل للقضية الفلسطينية".
وإلى ذلك، قال ولي عهد الكويت الشيخ مشعل أحمد الصباح في كلمته أمام القمة، إن "علاقات تاريخية ومصالح استراتيجية تجمعنا مع واشنطن".
وذكر أن "الأوضاع في المنطقة تتطلب منا المزيد من التنسيق والتشاور". وأشار ولي عهد الكويت إلى "وحدة مصير تربط الخليج مع الأردن ومصر والعراق".
ودعا إيران إلى التعامل بشفافية مع الوكالة الذرية ودول الخليج.
وكان بايدن وصل الجمعة إلى السعودية، واجتمع بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان ومسؤولين سعوديين كبار.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، أثناء حديثه مع الصحافيين على متن طائرة الرئاسة من إسرائيل إلى جدة، إنّه خلال اجتماع القمة سيمكّن بايدن من "طرح رؤيته واستراتيجيته بوضوح وبشكل موضوعي" والمتعلقة بالانخراط الأميركي في الشرق الأوسط، مضيفًا "إنه عازم على ضمان عدم حدوث فراغ في الشرق الأوسط" تملأه الصين وروسيا.
وبعد مباحثات أمس الجمعة، وقّع الجانبان 18 اتفاقية ومذكرات للتعاون المشترك في مجالات الطاقة والاستثمار والاتصالات والفضاء والصحة، بينها تعزيز تطبيق الجيل الخامس من الإنترنت، وفقا للإعلام الرسمي السعودي.
وكان بايدن قد وصل الجمعة إلى السعودية، واجتمع بالملك السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان ومسؤولين سعوديين كبار آخرين.
وتعهدت واشنطن والرياض بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، وبالحفاظ على استقرار أسواق الطاقة العالمية، وذلك بعد محادثات أجراها الرئيس الأميركي جو بايدن مع المسؤولين السعوديين في جدة، حيث وصل إليها قادما من تل أبيب في أول رحلة رسمية مباشرة تربط بين السعودية وإسرائيل.
وأكدت واشنطن والرياض في بيان مشترك فجر اليوم السبت أهمية التعاون الإستراتيجي الاقتصادي والاستثماري، لا سيما في ضوء الأزمة في أوكرانيا وتداعياتها.
كما شدد الجانبان على أهمية منع إيران من الحصول على سلاح نووي، وعلى ضرورة وقف دعم إيران "للإرهاب" من خلال المجموعات المسلحة التابعة لها، وكذلك ردع التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول.
وأكد البيان المشترك أيضا أهمية الحفاظ على حرية التجارة عبر الممرات البحرية الدولية، لا سيما باب المندب. وبحسب البيان، أكد بايدن التزام بلاده القوي والدائم بدعم أمن السعودية والدفاع عن أراضيها.
كما رحبت واشنطن بتعهد السعودية بدعم سوق نفط عالمية متوازنة من أجل تحقيق نمو اقتصادي مستدام، حيث جدد البلدان تعهدهما باستقرار أسواق الطاقة العالمية.
وأعلن البيت الأبيض أيضا أن السعودية وافقت على الحفاظ على جميع الالتزامات والإجراءات الحالية في جزيرة تيران.
وسبق أن أعلنت وكالة الأنباء السعودية توقيع 18 اتفاقية ومذكرة للتعاون بين الرياض وواشنطن في مجالات الطاقة والاستثمار والاتصالات والفضاء والصحة، وذلك على هامش زيارة بايدن للمملكة.
وشملت الاتفاقيات التعاون في مجالات صناعة الطيران، والصناعات الدفاعية والتدريب والتأهيل والطاقة النظيفة. ومن بين الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين اتفاقية أرتميس مع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) لاستكشاف القمر والمريخ.
واختتم الرئيس الامريكي جو بايدن زيارته للبلاد والتي استمرت لمدة ثلاثة أيّام. وكان في وداعه رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء يائير لابيد ولفيف من المسؤولين. واقلعت الطائرة الرئاسية "فورس 1" من مطار بن غوريون متجها إلى مدينة جدة في السعودية مباشرة.جاء ذلك بعد لقائه برئيس الدولة يتسحاك هرتسوغ ورئيس الوزراء يائير لابيد ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
ورحب رئيس دولة فلسطين محمود عباس بالزيارة الرسمية الهامة التي يقوم بها رئيس الولايات المتحدة الأميركية فخامة الرئيس جوزيف بايدن إلى بيت لحم، مهد السيد المسيح، مدينة السلام والأمل، الغنية بالتراث الحضاري والثقافي للشعب الفلسطيني.
واعتبر الرئيس عباس أن هذه الزيارة واللقاء مع فخامة الرئيس بايدن ستسهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الفلسطيني والأميركي، آملاً أن تسهم أيضاً في تهيئة الأجواء لإعادة إطلاق أفق سياسي قائم على قرارات الشرعية الدولية، وبهذا الصدد، نقدم الشكر للرئيس بايدن على إعادة تأكيده بالتزام إدارته بحل الدولتين على حدود العام 1967، وأن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وقابلة للحياة ومتواصلة تعيش جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل يشكل الحل الأفضل ليعيش الشعبان بأمن وسلام.
كما ورحب الرئيس عباس بالرؤية الأميركية بأن الفلسطينيين والإسرائيليين يستحقون تدابير متساوية من الحرية والأمن والازدهار والديمقراطية، داعيا الرئيس بايدن إلى اتخاذ تدابير سياسية ملموسة لضمان تنفيذ هذه الرؤية على أرض الواقع.
وأكد الرئيس عباس على ضرورة إنهاء الخطوات أحادية الجانب التي تنتهك القانون الدولي وتقوض حل الدولتين، بما في ذلك وقف التهجير القسري للفلسطينيين، ووقف عمليات هدم المنازل والقتل اليومي ومحاسبة قتلة الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة، ووقف النشاطات الاستيطانية، لأن جميع الاستيطان الإسرائيلي غير شرعي، وأن وقف هذه الإجراءات والخطوات الأحادية أمر مطلوب لتهيئة الظروف للعودة للمسار السياسي، وحل جميع قضايا الوضع الدائم بما فيها قضية اللاجئين الفلسطينيين، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية والاتفاقيات الموقعة. وأكد الرئيس عباس أن القدس الشرقية المحتلة منذ العام 1967 هي عاصمة دولة فلسطين، مشددا على ضرورة وقف اقتحامات المجموعات المتطرفة للمسجد الأقصى المبارك، والحفاظ على الوضع التاريخي في الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية في القدس الشرقية، وفق الوصاية الهاشمية عليها.
اتفقنا مع فخامة الرئيس بايدن للعمل مع إدارته في العديد من القضايا الحاسمة لدفع السلام والأمن والاستقرار والنهوض بالاقتصاد الفلسطيني إلى الأمام. وشدد الرئيس عباس على الاستعداد الكامل للتعاون مع إدارة الرئيس بايدن لإزالة جميع العقبات التي تعترض علاقات ثنائية قوية بين الجانبين الفلسطيني والأميركي، بما في ذلك رفع اسم منظمة التحرير الفلسطينية من القوائم الأميركية للإرهاب، وإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، وإعادة فتح مكتب المنظمة في واشنطن. وفي الختام، ثمن الرئيس عباس، قرار الرئيس بايدن باستئناف المساعدات الأميركية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك تقديم الدعم للأونروا ومستشفيات القدس الشرقية".
وقال رئيس الوزراء لابيد:
• "أعلنت سلطة الطيران السعودية عن فتح المجال الجوي السعودي أمام شركات الطيران الإسرائيلية"
• "إنها الخطوة الرسمية الأولى من التطبيع مع المملكة العربية السعودية"
ودع رئيس الدولة يتسحاك هرتسوغ ورئيس الوزراء يائير لابيد (الجمعة)، الموافق 15 يوليو 2022، الرئيس الأمريكي جو بايدن، مع ختام زيارته الناجحة إلى إسرائيل وقُبيل مغادرته البلاد متجهًا نحو المملكة العربية السعودية.
وقال رئيس الوزراء يائير لابيد في مراسم الوداع:
"أود أن أشكر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على زيارته التي كانت مؤثرة بالنسبة لدولة كاملة وعلى التزامه بعظمة إسرائيل العسكرية والدبلوماسية. وأتمنى له النجاح في قمة جدة. نستيقظ هذا الصباح على وقع بشرى سارة حيث أعلنت سلطة الطيران السعودية عن فتح المجال الجوي السعودي أمام شركات الطيران الإسرائيلية. مما يشكل الخطوة الرسمية الأولى من التطبيع مع المملكة العربية السعودية. وسيسمح هذا القرار لشركات الطيران الإسرائيلية بأن تحلق في مسار مباشر نحو آسيا وأستراليا. ويرتبط ذلك بتوفير هائل للوقود والوقت والتكاليف، والذي سيلمسه مواطنو إسرائيل بشكل مباشر في جيوبهم كونه سيخفض أسعار تذاكر الرحلات الجوية. أحيي القيادة السعودية على فتح المجال الجولي. إنها الخطوة الأولى. وسنواصل العمل على ذلك بالحذر اللازم، من أجل الاقتصاد الإسرائيلي وأمن إسرائيل ومواطني إسرائيل.
وقد سبق هذا القرار إبرام "إعلان القدس" وترسيخ الالتزام الأمريكي بأمن إسرائيل، وبمكافحة البرنامج النووي الإيراني، وبتعميق التطبيع وبالعمليات المصاحبة لاتفاقيات ابراهيم وقمة النقب. وحققت هذه الزيارة إنجازات أخرى لن يُسمح بالحديث عنها إلا بعد سنين"
[email protected]