تَلتَئِمُ حَولَ الأُمِّ الأُممُ هيَ المَلِكةُ وتاجُها الغارُ
بيتٌ بِلا أُمٍّ كالعُشِّ المهجورِ بَيتُ الأُمِّ يَلُمُّ وأمّا العُشِّ طيّارُ
يَنطُفُ الخيرُ مِن وَجَناتها وأينما حَطَّت نَوَّرَ النُوّارُ
تَغيثُ كَما الغَيثُ يغيثُ وَسَنابِلُ الحقلِ والثِمارُ والأشجارُ
تَفني حياتَها من أجلِ أطفالِها مثلُ شَمعةٍ تُذيبُها الأنوارُ
تَجني مثلَما النَّحلةُ العسَلَ لها تشهَدُ ورودِ البرِّ والأزهارُ
أُلأُمُّ رقيقةٌ لطيفةٌ وكريمةٌ وكاللبؤَةِ لو هَدَّدَت أشبالَها الأخطارُ
ولَو مَرِضَ وليدُها مَرِضَت وما أقنعتها الحظوظُ والأقدارُ
لا تذوقُ النَّومَ حتى يَشفى وما صَدَّتها سيوفٌ وأسوارُ
تاريخُ الأُمِّ تاريخُ تضحِيَةٍ سَرَدَت تضحِياتَها الأخبارُ وآلأسفارُ
لولا الأُمَّهاتُ ما كانَ عالَمٌ بَل سادَ ظلامٌ سَرمَدِيٌّ ودَمارُ
كم ذَرَفَتْ الدَّمعَ بآلليالي وكم بَكَتْ وهاجَها استعبَارُ
نُغنِّي للأُمِّ بعطفٍ وحنان وكلُّ آدمِ وكلُّ حواءٍ أنصارُ
نسجدُ لها نحنُ البَشرِ كما سَجَدَت ليوسِف الأقمارُ
حَيثُ لا توجدُ أمهاتٌ قَفرٌ وأينما كُنَّ زَهَّرَ الجُلَّنارُ
مكانٌ خَلَت الأمَّهاتُ منهُ أفناهُ المحلُ وانحَبَسَت الأمطارُ
من يُقصِّرُ في حقِّ أمِّهِ ما لهُ في القاموسِ أعذارُ
ومن يُنكرُ فَضلَ أُمِّهِ يَحرِقُ جَسَدَهُ الكبريتُ والنارُ
تهِزُّ السَّريرَ والكونَ بيدٍ وما هزَّها زلزالٌ وإعصارُ
للأمَّهاتِ هيبةٌ مجْدٌ ووقارٌ وهُنَّ لآلئٌ يحضُنها المَحارُ
تبتسِمُ لهُنَّ الشَّمسُ بعزِّ الشتاءِ وتلبِسُ لهُنَّ ثوبَها آلزَّهرِيَّ القِفارُ
تحتفِلُ آلظِّباءُ آلشُّقرُ بعيدِهِنَّ ويحتَفي بهُنَّ آلشَّحرورُ وآلكَنارُ
مثالي آلأعلى في النِّساءِ أُمي وهل غريبٌ من أنتقي وأختارُ ؟!
يا ليتَ دُعائي لأُمِّي يُستجابُ ودُعائي لأُمَّهاتِ آلكونِ يُجارُ
[email protected]