شهدت أجواء قطاع غزة خلال الأيام الاخيرة التي أعقبت اطلاق المقاومة الفلسطينية صاروخاً مضادً للطائرات باتجاه الطائرات الحربية الإسرائيلية المغيرة على القطاع تراجعاً حاداً في كثافة تحليق الطائرات الحربية الإسرائيلية المسيرة والمقاتلة.
واختفت هذه الطائرات بشكل شبه كامل خلال الستة أيام الماضية من أجواء القطاع بعد ان كانت تستبيح الاجواء بشكل دائم وعلى ارتفاعات متفاوتة واصوات مزعجة.
وعلى ما يبدو، فإن الاحتلال قرر سحب طائراته من أجواء القطاع حرصاً على سلامتها وخوفاً من استهدافها بصواريخ ومضادات أرضية تأكد الاحتلال قطعياً ان المقاومة تمتلكها.
وارتاح سكان القطاع مؤقتاً من أصوات الطائرات المسيرة المرتفعة والمزعجة التي كانت يحدثها تحليق المئات منها في سماء المنطقة طوال الوقت في الليل والنهار.
ويعزوا مقاومون اقدام الاحتلال على هذه الخطوة ليقينه بان لدى المقاومة الأسلحة الدفاعية القادرة على اسقاط العديد منها، خصوصاً بعد جولتي التصعيد الأخيرتين والتي تخللها استخدام المقاومة لاكثر من نوع من هذه الأسلحة، الامر الذي يشكل ارهاقاً وهاجساً كبيراً له، خصوصاً وان العديد من طائرات التجسس التي تحلق في سماء القطاع مأهولة بعناصر بشرية تتبع لأجهزة المخابرات.
ويؤكد هؤلاء خلال احاديث منفصلة لـ"للحمرا"، أن المقاومة جادة في مقاومة طائرات الاحتلال بكل اشكالها وعدم تركها تتحرك بحرية في سماء القطاع.
وأضافت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، ان المقاومة ستتمكن قريباً من تحييد العديد من أنواع الطائرات المسيرة ومنعها من دخول الأجواء القطاع بعد ان تمكنت من تحييد الطائرات المروحية منذ اكثر من عشر سنوات ومنعها من دخول أجواء القطاع.
وأوضحت ان الطائرات المروحية الإسرائيلية بما فيها الاباتشي الأكثر تطوراً لا تدخل أجواء القطاع الا بشكل نادر جداً وعندما تهاجم القطاع تهاجمه من مناطق مرتفعة وبعيدة عن حدود القطاع وبشكل خاص من فوق البحر تجنباً لاصابتها بصواريخ المقاومة ومضاداتها الأرضية.
وتمثل الأسلحة المضادة للطائرات التي تمتلكها المقاومة، وخصوصاً صاروخ ستريلا الذي استخدمته المقاومة لأول مرة ضد الطائرات الإسرائيلية مساء الاثنين الماضي خطراً كبيراً وفتاكاً ضد الطائرات المروحية وبطيئة الحركة وذات الاجنحة الثابتة كالطائرات المسيرة كما يقول الخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي.
وتوقع الشرقاوي خلال حديث لـ"الحمرا"، ان يغير سلاح الجو الإسرائيلي من استراتيجية تعامله مع الأهداف في قطاع غزة مستقبلاً واللجوء الى عدة سيناريوهات ابرزها، الطيران والضرب من ارتفاعات شاهقة او من مناطق بعيدة خارج النطاق الجغرافي لقطاع غزة، بالإضافة إلى تفعيل نظام اطلاق البالونات الحرارية المضللة للصواريخ.
وقال ان تأثير الصواريخ المضادة للطائرات ذات المدى القصير يكون افضل واقوى ضد الطائرات المروحية والمسيرة ذات الاجنحة الثابتة والسرعة البطيئة والطيران المنخفض و"لكنه يحدث تأثير معنوي على الطيار الإسرائيلي الذي بدأ يشعر بالخطر من اسقاط طائرته ومن ثم وقوعه بالاسر"
وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، منتصف الأسبوع الماضي، أن دفاعاتها الجوية تصدت للطيران الحربي الإسرائيلي المعادي في سماء قطاع غزة، بصواريخ أرض-جو، وقال مصدر في المقاومة إن الصاروخ الذي استهدف طائرات الاحتلال المغيرة، من طراز "ستريلا" الروسي.
و صاروخ "ستريلا" هو نظام دفاع جوي صاروخي محمول على الكتف من نوع أرض جو سوفيتي قصير المدى يعمل على التوجيه الحراري للصاروخ، ويبلغ مداه 3700متر بارتفاع يصل إلى 1500 متر بسرعة 430 متر بالثانية، ويزن الرأس الحربي للصاروخ نحو اثنين كيلو جرام، ويهدف الى تدمير الأهداف الجوية دون الصوتية، والخالية من الصوت (الطائرات الثابتة الجناحين، المروحيات، الطائرات بدون طيار) في الارتفاعات الأرضية، والمنخفضة.
[email protected]