القسم السري في جامعة “زيبا كنار” لتدريب الأجانب على العمليات البحرية
* “الحرس الثوري” أقام شبكة تهريب أسلحة للحوثيين عبر موانئ إيرانية سرية
التدريب البحري في جزيرة قشم
كشفت منظمة “مجاهدي خلق” الايرانية المعارضة عن أن “فيلق القدس”، باعتباره الذراع الخارجية لقوات حرس الملالي للإرهاب، يقوم بتجنيد وحدات مرتزقة تم إنشاؤها حديثًا وتسليحها وتدريبها، لمهاجمة السفن والأهداف البحرية في المنطقة.
واعلنت المنظمة في تقرير جديدة نشرته اول من امس على أحد أحدث “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري في تشكيل وحدات إرهابية بحرية من المرتزقة الأجانب، تعمل بالوكالة، وذلك بدأ بعد” القضاء على قائدة “فيلق القدس” السابق قاسم سليماني، ضعفت قدرة الفيلق على التعدي المباشر على دول المنطقة، وتراجعت قدرة قوات حرس الملالي على التدخل في العراق ولبنان وسورية، ولتعويض هذا الفشل، لجأ الحرس إلى التدخل في اليمن، وبخاصة تصعيد الأنشطة الإرهابية البحرية وتهديد الملاحة الدولية على شواطئه”.
وعملت قيادة “فيلق القدس” في اليمن على تجنيد الحوثيين وإرسالهم إلى إيران للتدريب، حيث يجري “الحرس الثوري” تدريبات في دورات بحرية متخصصة لمرتزقته اليمنيين والعراقيين والسوريين واللبنانيين والأفارقة، الذين يتم إرسالهم بعد ذلك إلى بلدانهم الأصلية لتشكيل وحدات بحرية عميلة بالوكالة.
ويُطلق على الموقع الأساسي لتدريب الـ”كوماندوز” البحري لهذه الوحدات “أكاديمية خامنئي للعلوم والتكنولوجيا البحرية” في “زيبا كنار” على ساحل بحر قزوين في مقاطعة جيلان، حيث يوجد قسم في جامعة “زيبا كنار” التابعة لحرس الملالي مخصص لدورة تدريبية لستة أشهر للمرتزقة الأجانب المنتسبين إلى “فيلق القدس”، وفي يناير 2020 على سبيل المثال، تم إطلاق دورة واحدة في العلوم والتكنولوجيا البحرية لنحو 200 مرتزق يمني، فيما يتم استخدام العديد من جزر الخليج للتدريب البحري لمرتزقة قوات “فيلق القدس”، بما في ذلك جزر فارور وقشم.
وتمتلك القوات البحرية لـ”حرس الملالي” مراكز عدة في أجزاء مختلفة من جزيرة قشم، والتي تعتبر واحدة من مجمعات التدريب الرئيسية للفيلق، بالإضافة إلى تدريب القوات البحرية التابعة لقوات الحرس الثوري والقوات الأجنبية الإرهابية، عمل الحرس على تخزين الأسلحة والصواريخ في منشآت تحت الأرض في تلك الجزر، كما اقام الفيلق شبكة تهريب لتزويد وكلائه بالأسلحة والمعدات لشن هجمات بحرية.
ومن طرق نقل الأسلحة إلى اليمن استخدام دول ثالثة، مثل الصومال، وتوجد وسيلة أخرى هي استخدام القوارب الصغيرة على طول سواحل خليج عمان، ومن أهم المنافذ المستخدمة لهذا الغرض ميناء جاسك.
وزود “فيلق القدس” الحوثيين بالزوارق السريعة والصواريخ والألغام وغيرها من الأسلحة، وفيما عصابة الحوثيين الارهابية تستخدم التكتيكات التي تعتمد على استخدام الزوارق السريعة والحرب غير المتكافئة، على غرار تلك المستخدمة من البحرية التابعة لقوات “حرس الملالي” في الخليج، لتوسيع الصراعات إلى بحر العرب وباب المندب والبحر الأحمر.
وقد نفذت هذه الوحدات البحرية العميلة عمليات إرهابية عدة في هذه المنطقة التي استهدفت السفن الأجنبية والعربية، وبهذه الطريقة يتستر النظام الإيراني على مساراته، ويتابع أجندته في ظل حرب الحوثيين في المنطقة.
ومنذ أغسطس 2021، عندما تولى إبراهيم رئيسي منصب الرئيس الجديد للنظام، صعدت طهران عملياتها الإرهابية البحرية باستخدام مرتزقتها الأجانب، وبخاصة الحوثيين في اليمن.
وفي الواقع، اشتد التدخل المدمر لـ”فيلق القدس” في المنطقة، وكذلك الهجمات الصاروخية والطائرات من دون طيار لطهران. هذا التصعيد في العنف البحري من قبل النظام الإيراني يتماشى مع تصعيد هجمات الطائرات من دون طيار في دول المنطقة، فضلاً عن تحديها النووي.
وتهدف اللعبة الأخيرة لطهران لتعزيز أجندتها الإرهابية من خلال إعطاء الأولوية للمرتزقة وتصعيد الفوضى الإقليمية إلى إظهار القوة وتغطية ضعفها الأساسي داخل إيران.
فقد انطلق النظام لتوسيع برنامجه للحصول على الأسلحة النووية، وسارع بإثارة الحروب في مختلف البلدان، وزود ميليشيات المرتزقة بمجموعة متنوعة من الأسلحة، بما في ذلك الطائرات من دون طيار.
بالإضافة إلى ذلك، يرفض النظام بوقاحة الاستثمار في تحسين معيشة الشعب ورفاهيته وصحته وتعليمه وتوظيفه أو إسكانه، مما يزيد من استياء الرأي العام، ومع ذلك، فقد ضاعف خامنئي ميزانية قوات “حرس الملالي” بأكثر من الضعف لتعزيز آلته الشرطية – العسكرية.
اذ من خلال الحصول على السلاح النووي، يبحث النظام عن مخرج من هذه الأزمات، إن تعزيز أجندته الإرهابية من خلال إعطاء الأولوية للمرتزقة وتصعيد الفوضى الإقليمية يهدف إلى إظهار القوة وتغطية ضعفه الأساسي داخل إيران، وتأمل طهران أن توفر هذه الصورة نفوذاً إضافياً دولياً ومحلياً.
وهذا يفسر سبب استثمار النظام مبالغ طائلة من الأموال والموارد لتدريب وكلائه وتمويلهم وتسليحهم.
في السنوات القليلة الماضية، بالتزامن مع توسع الأنشطة الإرهابية لقوات حرس الملالي في الخليج وخليج عمان والبحر الأحمر، زاد فيلق القدس التابع لقوات حرس الملالي أنشطتها البحرية.
ووفق المعلومات الواردة من شبكة داخل إيران للمعارضة الإيرانية الرئيسية، منظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية، فإن “فيلق القدس” يقوم بتجنيد مرتزقة للوحدات الإرهابية المنشأة حديثًا والمسلحة والمدربة لمهاجمة السفن والبحرية والأهداف في المنطقة.
ويجري قوات حرس الملالي – فيلق القدس تدريبات في دورات بحرية متخصصة في إيران لمرتزقته اليمنيين والعراقيين والسوريين واللبنانيين والأفارقة ويرسلهم إلى بلدانهم الأصلية لتشكيل وحدات بحرية.وتقوم تلك الوحدات التي أنشأها فيلق القدس في اليمن على وجه الخصوص بتنفيذ عمليات بحرية إرهابية.
يتم الكشف لأول مرة عن تفاصيل تشكيل قوات حرس الملالي – فيلق القدس للوحدات البحرية الإرهابية، بما في ذلك دورة التجنيد والتدريب للعمليات الإرهابية من قبل القوات العميلة، فضلاً عن دورة إرسال الأسلحة وغيرها من الدعم اللوجستي لها.
وتمنح الستراتيجية النظام الإيراني الضعيف والضعيف سياسياً درجة واهية من الإنكار المعقول لحربه بالوكالة في المنطقة، حيث يسعى إلى زيادة تصدير الإرهاب الذي يعتمد عليه.
بعد القضاء على قاسم سليماني في يناير 2020، ضعفت قدرة فيلق القدس على التعدي المباشر على دول المنطقة، كانت قدرة قوات حرس الملالي على التدخل في العراق ولبنان وسوريا في تراجع.
ولتعويض هذا الفشل، لجأ قوات حرس الملالي إلى التدخل في اليمن، خاصة تصعيد الأنشطة الإرهابية البحرية وتهديد الملاحة الدولية على شواطئه. لقد جاءت مغامرات النظام في المنطقة وخليج عمان بثمن سياسي باهظ. لذلك، عزز قوات حرس الملالي من تهديداته البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب باستخدام الحوثيين اليمنيين، لتمكينه من تهميش وإخفاء دوره المباشر في هذه الأعمال.
ويشرف مركز قيادة قوات حرس الملالي – فيلق القدس على العمليات الإرهابية البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، لكنها تنفذها وحدات بحرية منشأة مع قوات الحوثي.
مضيق باب المندب والبحر الأحمر، حيث تركز الوحدات البحرية في قوات حرس الملالي على العمليات الإرهابية
تصعيد العمليات الإرهابية البحرية في عهد رئيسي.
بعد صعود رئيسي إلى السلطة كرئيس، صعد النظام الإيراني من سياسته الخاصة بتصدير الإرهاب، بما في ذلك تصعيد العمليات التي تقوم بها القوات العميلة لقوات حرس الملالي، خاصة في اليمن، وفي 4 أغسطس 2021، التقى رئيسي في طهران بممثل الحوثيين اليمنيين محمد عبد السلام، للتأكيد على دعمه.
عمليات ارهابية نفذها الكوماندوز
فيما يلي بعض العمليات الإرهابية البحرية التي نفذتها المليشيات التابعة لـ”فيلق القدس” في البحر الأحمر والساحل اليمني منذ تولي رئيسي الرئاسة في أغسطس 2021:
•هجوم زورقين يحملان قنابل في 20سبتمبر 2021 على ميناء الصليف بمحافظة الحديدة الساحلية.
• أربع هجمات انتحارية بالزوارق في 23 أكتوبر 2021 استهدفت مخيم شاطئ الجبانة في الحديدة.
• هجوم زورق انتحاري في 8 نوفمبر2021 على شاطئ الحديدة.
• 14 عملية زرع ألغام بحرية جنوب البحر الأحمر نفذت في الأسبوع الثاني من شهر نوفمبر 2021، مما يشكل تهديدا للملاحة الدولية.
• في 7 ديسمبر 2021، أعلنت وزارة العدل مصادرة ناجحة لمخبأين كبيرين لأسلحة النظام الإيراني، من بينها 171 صاروخ أرض جو وثمانية صواريخ مضادة للدبابات، كانت موجهة لمقاتلي الحوثي في اليمن. استولت البحرية الأميركية على أسلحة من سفينتين في بحر العرب.
• في 20 ديسمبر، صادر الأسطول الخامس للبحرية الأميركية ما يزيد عن 1400 بندقية هجومية من طراز” AK-47″ و 226600 طلقة ذخيرة من سفينة إيرانية لها تاريخ بتهريب الأسلحة بشكل غير قانوني إلى الحوثيين في اليمن.
• في 3 يناير 2022، خطف الحوثيون سفينة الشحن “روابي” التي ترفع علم الإمارات العربية المتحدة، وندد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة باحتجاز الحوثيين للسفينة الإماراتية، وطالب الحوثيين بالإفراج عن السفينة وطاقمها.
•من المحتمل أن تكون آلاف قاذفات الصواريخ والمدافع الرشاشة وبنادق القنص وغيرها من الأسلحة التي صادرتها البحرية الأميركية في بحر العرب في الأشهر الأخيرة من ميناء واحد في إيران (جاسك)، وفقًا لتقرير سري للأمم المتحدة يقدم بعضًا من أكثر الأدلة تفصيلاً على أن طهران تصدر أسلحة إلى اليمن وأماكن أخرى.
• اتهم المتحدث باسم التحالف العربي تركي المالكي الحوثيين باستخدام موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى لأغراض عسكرية – كورش لتجميع الصواريخ البالستية وزوارق الطائرات بدون طيار المحملة بالمتفجرات.
تجنيد إرهابيين
تنشئ قيادة “فيلق القدس” قواعد في دول مختلفة من المنطقة، وتعمل على تجنيد الإرهابيين المحتملين وإرسالهم إلى مراكز الفيلق في إيران لدورات تدريبية للإرهابيين، وفي الماضي، كان لدى مديرية تدريب الفيلق مجموعة تدريب بحرية توفر التدريب الأساسي، مثل الغوص والإبحار، للمرتزقة.
ومع ذلك، قام قوات حرس الملالي اخيرا بتشكيل الوحدة البحرية للفيلق في سياق توسع أنشطته الإرهابية من قبل القوات التي تعمل بالوكالة في العراق واليمن وسورية وفلسطين ولبنان والعديد من الدول الأفريقية. وتوفر هذه الوحدة تدريبًا متخصصًا، وتشكل وحدات عملياتية للقيام بالحرب البحرية.
أكاديمية خامنئي
الموقع الأساسي لتدريب الـ”كوماندوز” البحري في أكاديمية بحرية تسمى أكاديمية خامنئي للعلوم والتكنولوجيا البحرية في زيبا كنار على ساحل بحر قزوين في محافظة جيلان.
تأسست هذه الجامعة في أغسطس 2013، وفي غضون أربع سنوات، تم توسيعها، ونقل جميع التدريبات البحرية لقوات حرس الملالي، بما في ذلك تدريب وكلاء قوات حرس الملالي إلى هذا المركز، ويُعاد المرتزقة الذين تم إحضارهم إلى إيران للتدريب البحري إلى بلدانهم بعد تلقيهم دورة مدتها ستة أشهر. وكان أول قائد للوحدة البحرية لفيلق القدس في زيبا كنار هو العميد الحرسي حسن علي زماني، الذي كان أيضًا رئيسًا للجامعة البحرية لقوات حرس الملالي المشار، بينما كان يشغل في الوقت نفسه منصبه في “فيلق القدس”، حتى أغسطس 2019، عندما تم تعيين العميد عبد الرضا دبستاني كرئيس. ويتولى زماني باجوه مسؤولية التدريب البحري للمرتزقة الأجانب في “فيلق القدس”، وهو حاليا قائد ثكنة للفيلق تسمى “بازوكي”، وهي ساحة تدريب للمرتزقة الإقليميين.
تقع هذه الثكنة في جليل اباد جنوب طهران وشرق مدينة بيشوا، ويستخدم مكتبه في حامية بازوكي للتنسيق وحل القضايا والتحديات التي يواجهها المرتزقة الأجانب المجندين لأكاديمية خامنئي البحرية.
يتم فصل سكن هؤلاء المجندين الإرهابيين عن سكن الطلاب الآخرين، ولا يُسمح لأحد بالاتصال بهم لمنع التسرب المعلومات.
في يناير 2020 على سبيل المثال، انطلقت دورة تدريبية لمدة ستة أشهر لنحو 200 مرتزق يمني تم تدريبهم في العلوم والتكنولوجيا البحرية. وتألفت المجموعة التالية من مرتزقة عراقيين بدأ تدريبهم في يوليو 2020.
وبعد انتهاء تدريبهم الإرهابي أرسل العراقيون إلى شبه جزيرة الفاو والبصرة لتشكيل “وحدة بحرية” بقيادة “فيلق القدس”.
ويرأس قسم التدريب في أكاديمية خامنئي موظف في قوات حرس الملالي يدعى خادم زاده، أما مدرب المرتزقة الأجانب فهو النقيب سيد مهدي حسيني من قوات حرس الملالي من أهالي محافظة مازندران.
وتعتبر مديرية تدريب “فيلق القدس” من أهم أقسام الفيلق، ويقع المقر الرئيسي لهذه المديرية في “حامية الإمام علي”، التي تقع على بعد 20 كيلومترًا من طريق طهران – كرج السريع، شارع أردستاني، باتجاه نهاية شارع سروان.
وتقدم هذه المديرية تدريبات عسكرية – إرهابية متنوعة للمرتزقة، وتقدم مجموعة مستقلة دورات بحرية عامة مثل الغوص والتدريب البحري في مدن الأهواز وأبادان وقشم.
قاعدة جزيرة فارور
جزيرة فارور، وهي جزيرة صغيرة غير مأهولة في وسط الخليج، تخضع لسيطرة البحرية التابعة لقوات حرس الملالي، وهي إحدى قنواتها الرئيسية لتهريب الأسلحة إلى الدول العربية، وتقع جزيرة فارور شمال جزيرة سيري وجنوب غرب ميناء بندر لنكة بالقرب من جزيرة أبو موسى.
المسافة من هذه الجزيرة إلى أقرب نقطة ساحلية في محافظة هرمزكان نحو20 كم؛ تبعد عن جزيرة كيش 55 كم، ويتمركز لواء الكوماندوز البحري التابع لقوات حرس الملالي، المسمى “أبا عبد الله”، في جزيرة فارور.
ونفذ هذا اللواء عملية في 23 مارس 2017 ضد ناقلة نفط بريطانية، حيث يوفر تدريب “كوماندوز” بحري لمرتزقة إرهابيين تابعين لقوات حرس الملالي من اليمن والبحرين.
وكان القائد الأول لهذا اللواء إرهابيًا في قوات حرس الملالي يُدعى العميد محمد ناصري، قُتل في الخليج العربي عام 2017، والقائد الحالي هو العميد الركن صادق عموئي.
مراكز التدريب في قشم
تمتلك القوات البحرية لقوات حرس الملالي مراكز عدة في أجزاء مختلفة من جزيرة قشم، وتعتبر إحدى مجمعات تدريب “فيلق القدس”، وبالإضافة إلى تدريب القوات البحرية لقوات حرس الملالي، تُستخدم هذه المراكز أيضًا لتدريب القوات الإرهابية الأجنبية، وتهريب الأسلحة إلى دول المطقة، وتهريب البضائع والمنتجات بشكل غير قانوني.
وبحسب المعلومات التي تم الحصول عليها، فقد قام قوات حرس الملالي بتخزين أسلحة وصواريخ في منشآت تحت الأرض بالجزيرة، ويقع مقر قيادة اللواء 112 ذو الفقار البحري التابع لقوات حرس الملالي بالقرب من قرية ميسن بجزيرة قشم.
دورة تدريب في اليمن
شن الحوثيون اليمنيون تحت إشراف “فيلق القدس” التابع لقوات حرس الملالي حربًا كاملة بالوكالة بدعم لوجستي وتدريبي وأسلحة قدمه الفيلق، وترسل قيادته في اليمن مرتزقتها الحوثيين إلى إيران للقيام بعمليات إرهابية بحرية وتدريب كوماندوز، وتنظيمهم لأغراض عملياتية لتحقيق الأهداف الإرهابية.
ويتم تنظيم القوات المدربة في كتائب “كوماندوز” بحرية، منتشرة في بحر العرب وباب المندب والبحر الأحمر لتعطيل الملاحة البحرية للسفن التجارية، ومهاجمة الموانئ، والقيام بعمليات خطف السفن، وزراعة الألغام، من بين أمور أخرى.
شبكة تهريب السلاح
أقام الفيلق شبكة تهريب لتزويد وكلائه بالأسلحة والمعدات لشن هجمات بحرية. ومن طرق نقل الأسلحة إلى اليمن استخدام دول ثالثة مثل الصومال. يتم تحميل الأسلحة أولاً في قوارب تنتقل إلى سواحل الصومال، حيث يتم تفريغها.
ثم يتم تحميل الأسلحة على قوارب أصغر وإرسالها إلى اليمن، طريقة أخرى، يستخدمها أيضًا تجار المخدرات، هي إخفاء الأسلحة في شحنات أخرى أو على ظهر السفينة نفسها:
• في 13أغسطس 2019 تم ربط بعض المصدات بسفينة في ميناء بوشهر قبل يومين من مغادرة السفينة، كان طول بعض هذه المصدات يصل طولها الى ستة أمتار، وكان “فيلق القدس” قد أخفى بداخلها أسلحة ومعدات عسكرية أخرى. في البداية، غادرت السفينة بوشهر للتحميل في جزيرة لاوان، ولكن في النهاية لم يتم الحصول على معلومات دقيقة حول وجهتها النهائية.
• يستخدم النظام المصدات بطرق أخرى أيضًا، وفي أحد الأمثلة، يتم تثبيت المَصَد وإطلاقه بحبل طويل في الماء لتجنب اكتشافه. تم تجهيز المصدات بإشارات “جي.بي.اس” وحاملات “الستايروفوم” على سطح الماء.
تحمل السفينة ذات المسار المحدد المصدات وتتركها في مكان محدد مسبقًا، بحيث يمكن للسفينة الثانية العثور عليها باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي، والتقاط البضائع ونقلها إلى الوجهة النهائية.
أسلحة سرية إلى الحوثيين
إحدى الوسائل التي يستخدمها قوات حرس الملالي لتهريب الأسلحة إلى اليمن هي القوارب الصغيرة على طول سواحل خليج عمان، ومن أهم الموانئ المستخدمة لهذا الغرض بندر جاسك في خليج عمان. على سبيل المثال، وفقًا لتقارير تم الحصول عليها من الشبكة داخل إيران، في 27 مايو 2020، توقف زورق مليء بالأسلحة الخفيفة على بعد ميلين من رصيف جاسك. الطاقم التشغيلي يمني. كان ضابط في قوات حرس الملالي يسلم الطعام إلى هذا الزورق من الرصيف، وظل القارب لأيام عدة قبل تأمين طريق آمن.
ووفقًا لتقارير عدة وردت في خريف 2021 من مصادر مختلفة في المحافظات الجنوبية لإيران، جند قوات حرس الملالي عددًا من الملاك المحليين لسفن الشحن لتسليم الأسلحة إلى الحوثيين في خليج عدن.
وفقًا لأحد التقارير، كان على أحد البحارة المحليين القيام برحلة ذهابًا وإيابًا لمدة 12 يومًا لتسليم الأسلحة من شواطئ مكران إلى خليج عدن، حيث تم تحميل الأسلحة من قبل الحوثيين على قواربهم الخاصة على بعد نحو 10 أميال من سواحل اليمن.
قدم قوات حرس الملالي إحداثيات “جي بي اس” الخاصة بعملية الإطلاق المحملة للحوثيين باستخدام الهواتف المحمولة.
ومن الوسائل الأخرى التي يستخدمها قوات حرس الملالي لإيصال الأسلحة إلى الحوثيين مصادرة قوارب الصيد الخاصة بالسكان المحليين في محافظات هرمزجان وسيستان وبلوشستان الفقيرة بذرائع مختلفة. يقع مقر القيادة المستقل لقوات البحرية في قوات حرس الملالي، المسمى ثكنة “امامت”، بالإضافة إلى مقر القيادة للمنطقة البحرية الثانية في ميناء جاسك.
تبعد حامية “امامت” كيلومترين إلى الشرق من مدينة جاسك الساحلية ومجاورة لقرية بهل. سيطر قوات حرس الملالي على المنطقة المحيطة على مسافة تصل إلى ثلاث كيلومترات من حامية امامت وأعلن المنطقة محظورة على المواطنين العاديين.
قائد حامية “امامت” هو حاليا العقيد عباس خاك سري في قوات حرس الملالي، الذي حل محل سلفه العقيد تيمور بايداره.
على مدى العامين الماضيين، عززت البحرية التابعة لقوات حرس الملالي مقر قيادتها في جاسك وأنشأت ثلاث قواعد بحرية للباسيج، والعقيد في قوات حرس الملالي علي علي نجاد هو قائد القاعدة البحرية. الهجمات على ناقلتي نفط في 13 يونيو 2019 قرب جاسك نفذتها القيادة البحرية لقوات حرس الملالي. نفذت هذا الهجوم وحدات العمليات الخاصة التابعة للبحرية الإيرانية بالتعاون مع ثكنة “امامت”. وفي وقت هذا الهجوم، كان العقيد في قوات حرس الملالي بايداره قائد ثكنة “امامت”،وكان نائبه في ذلك الوقت العقيد جعفري في قوات حرس الملالي. كان قائد المخابرات القتالية للحامية هو ضابط قوات حرس الملالي زارع.
وبالإضافة إلى ذلك، نفذت الوحدة المضادة للطائرات في بندر جاسك الهجوم على طائرة مسيرة أميركية في 20 يونيو 2019 وأسقطت الطائرة المسيرة.
موانئ قوات الحرس السرية
في عام 1981، خلال الحرب الإيرانية- العراقية، وبناءً على أوامر خميني وعلى توصيات المجلس الثوري ومجلس الحرب، تم وضع خطط لعدد من الأرصفة والموانئ التي سيتم بناؤها لقوات حرس الملالي، لتمكينه من الحصول على الأسلحة وغيرها، وتأمين احتياجاته اللوجستية أو الفنية دون أن يتم الكشف عنها إقليمياً، أو حتى من قبل الناس والصحافة داخل إيران.
وفي عام 1982، أعطى الخميني الضوء الأخضر لبناء الأرصفة السرية في بهمن، وكان الهدف منها عدم وجود رقابة حكومية أو جمركية عليها، بالإضافة إلى ذلك، كان من المقرر بناؤها وتشغيلها دون علم المنظمات الدولية.
وبعد انتهاء الحرب وأثناء تولي علي خامنئي منصب المرشد الأعلى للنظام، كان هناك تركيز متجدد على الأرصفة التي تستخدمها قوات حرس الملالي وحامية “خاتم الأنبياء” لمتابعة أنشطتهما الاقتصادية على نطاق واسع، بما في ذلك الالتفاف والتحايل على العقوبات، بالإضافة إلى تهريب النفط والمنتجات البتروكيماوية.
حاليًا، يستخدم “فيلق القدس” التابع لقوات حرس الملالي هذه الأرصفة لإرسال الأسلحة والمعدات العسكرية، بما في ذلك الصواريخ والطائرات من دون طيار، إلى القوات التي تعمل بالوكالة في المنطقة، بما في ذلك الحوثيون في اليمن.
التداعيات
منذ أوائل عام 2021، وأكثر من ذلك منذ أغسطس 2021، عندما تولى إبراهيم رئيسي منصب الرئيس الجديد للنظام الإيراني، صعدت طهران عملياتها الإرهابية البحرية باستخدام مرتزقتها الأجانب، وبخاصة الحوثيين في اليمن. في الواقع، اشتد التدخل المدمر لفيلق القدس في المنطقة، وكذلك الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار لطهران.
هذا التصعيد للعنف البحري من قبل النظام الإيراني يتماشى مع تصعيد هجمات الطائرات من دون طيار في دول الخليج، فضلا عن تحديها النووي.
شجعت عروض التنازلات المستمرة من قبل الدول الغربية وغياب المساءلة عن العمليات الإرهابية للنظام الإيراني وعمليات القتل التي يرتكبها في الداخل طهران على تصعيد سلوكه الجريء، مما أدى إلى حدوث فوضى في المنطقة.
منذ تنصيب المرشد الأعلى علي خامنئي لإبراهيم رئيسي كرئيس للنظام الإيراني، اشتد التدخل المدمر لـ”فيلق القدس” في المنطقة، وكذلك هجمات طهران بطائرات بدون طيار.
هذه المعلومات الجديدة هي دليل إضافي على أنه لا ينبغي رفع أي من العقوبات المفروضة على النظام حتى يوقف كل سلوكه المارق في الخارج وكذلك قمعه للشعب الإيراني في الداخل. بل على العكس من ذلك، هناك ما يبرر فرض عقوبات إضافية نتيجة تصعيد النظام الإيراني للعنف في المنطقة وتصعيد القمع في الداخل
[email protected]