أعلنت عضو الكنيست عيديت سيلمان (يمينا) صباح الأربعاء أنها قررت الاستقالة من الائتلاف الحكومي الذي ترأسه - مما يتسبب في فقدان الحكومة للأغلبية في الكنيست .
وتقول مصادر سياسية إن "تحركها نابع من إتفاق - كما يبدو - مع الليكود" .
هذا ويشار إلى أنّه على ما يبدو ما سرّع سيلمان من اتّخاذ قرارها بالانسحاب من الائتلاف، هو توجه وزير الصحة الإسرائيلي، نيتسان هوروفيتس، نحو السماح بإدخال المأكولات الحاميتس (غير الحلال وفقًا للشريعة اليهودية) إلى المستشفيات في البلاد خلال عيد "الفصح العبري
وانسحبت عيديت سيلمان، من الائتلاف الحكومي برئاسة نفتالي بينيت، ما يعني عدم وجود أغلبية للائتلاف في الكنيست.
وهنأ زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو ، سيلمان ، قائلا: "لقد كنت منفعلا للغاية لسماع تصريح عضو الكنيست عيديت سليمان ، وأهنئها نيابة عن جماهير الشعب الإسرائيلي الذي تمنّى هذه اللحظة. انت اثبت أن ما يوجهك هو الاهتمام بالهوية اليهودية لدولة إسرائيل ، والقلق على أرض إسرائيل ، وأرحب بعودتك في المعسكر الوطني ".
وقررت سيلمان الانسحاب من الائتلاف، بسبب خلافات وصفتها بـ"الأيديولوجية" مع شركاء بالحكومة من أحزاب اليسار الصهيوني، حيث ستقدم استقالتها رسميا في وقت لاحق اليوم. إلا أنه لا يتوقع أن تستقيل من عضوية الكنيست.
ويرجح أن ما سرع قرارها الاستقالة من الائتلاف، هو توجه وزير الصحة الإسرائيلي، نيتسان هوروفيتس، نحو السماح بإدخال المأكولات الـ"حاميتس" (ليست حلالا بموجب الشريعة اليهودية) إلى المستشفيات في البلاد خلال عيد "الفصح العبري".
وسيلمان هي عضو الكنيست الثانية من حزب "يمينا" التي تنسحب من الائتلاف، بعد عضو الكنيست عاميحاي شيكل. وبذلك يصبح عدد أعضاء الكنيست في الائتلاف 60، ما يعني أن الائتلاف لن يتمكن من تشريع قوانين، وخاصة قوانين أساس، كما أنه قد لا ينجح بتمرير ميزانية الدولة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن سيلمان قولها "حاولت تحقيق الوحدة وعملت من أجل الائتلاف الحالي، لكني أرفض المشاركة في إلحاق أضرار بالهوية اليهودية لإسرائيل وشعب إسرائيل".
وأضافت أن "الهوية اليهودية لدول إسرائيل، هي جوهر وجودنا هنا، والمساس بذلك دون أي اعتبار للجمهور الذي أمثله، والقيم التي أؤمن بها، بمثابة خط أحمر بالنسبة لي".
وتابعت "أنتم لا تعرفون كل شي، كوني حاولت العمل بهدوء. سأجمد عضويتي في الائتلاف وسأواصل محاولة إقناع أصدقائي بالعودة إلى معسكر اليمين وتشكيل حكومة يمينية. أعرف أنني لست الوحيدة في هذا السياق. يمكن تشكيل حكومة أخرى خلال ولاية الكنيست الحالية".
وكانت سيلمان قد أعلنت، في أعقاب قرار هوروفيتس بشأن الـ"حاميتس" أنه لن يكون بمقدورها البقاء في الائتلاف إذا شجع وسمح وزير الصحة إدخال المأكولات الـ"حاميتس" إلى المستشفيات خلال أسبوع عيد الفصح اليهودي.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن رئيس الحكومة بينيت لم يكن على دراية بقرار سيلمان الاستقالة من منصبها، وعلم بذلك من خلال ما نشرته وسائل الإعلام، التي نقلت عن مصدر مطلع في الائتلاف قوله إنه "على الرغم من عدم وجود أغلبية للائتلاف، فإن ولاية الحكومة قد تستمر حتى آذار/مارس 2023".
وحاول بينيت الاتصال بسيلمان والتواصل معها، لكن دون أن يتمكن من ذلك، حيث قرر إلغاء برنامجه ومواعيده المقررة مسبقا لليوم، من أجل المشاورات بشأن تداعيات قرار سيلمان على مستقبل الائتلاف الحكومي، ومن المتوقع أن يجتمع مع وزير الخارجية و"رئيس الحكومة البديل"، يائير لبيد.
ووجهت من داخل الائتلاف الحكومي، وخاصة من أحزاب اليسار الصهيوني انتقادات شديدة اللهجة لقرار سيلمان، وقال عضو الكنيست عن حزب ميرتس، يائير غولان، إن خطوة سيلمان هي "قمة الانتهازية السياسية، ومن النوع المنحط، لكن ليس بالضرورة أنه سيفكك الحكومة".
وقال وزير الرفاه الاجتماعي، مئير كوهين، من حزب "ييش عتيد"، تعليقا على قرار سيلمان، إنه "يمكن أن يكون الأمر قد انتهى (بالإشارة إلى الائتلاف الحكومي). لكن الوقت ما زال مبكرا، ونحتاج أن نرى التطورات. وبلا شك أن الوضع أصبح أكثر تعقيدا. وأقترح ألا نبدأ بنعي الحكومة. إعلان سيلمان هو دراماتيكي للغاية، ولم أكن أتوقعه".
وفي المقابل، رحب أعضاء كنيست من اليمين ومن أحزاب المعارضة بقرار سيلمان، وتوجهوا للمزيد من أعضاء الكنيست من الجناح اليميني في الائتلاف، وخاصة في حزب "يمينا"، للانسحاب من الائتلاف وإسقاط حكومة بينيت.
من جانبه ، قال رئيس حزب الصهيونية الدينية ، بتسلئيل سموتريتش ، ردا على قرار سيلمان ، إنه "فجر يوم جديد في دولة إسرائيل. نهاية حكومة بينيت غير الصهيونية والحركة الإسلامية واللحظة التي يمكن وينبغي فيها استبدالها بحكومة يهودية وصهيونية وقومية. أود أن أهنئ عضو الكنيست سيلمان على الخطوة الشجاعة والعادلة التي اتخذتها هذا الصباح ، والتي رسمت فيها خطاً أحمر ضد انتهاك الهوية اليهودية لدولة إسرائيل والقيم الأساسية للصهيونية"
وقالت مصادر سياسيّة ان رئيسة الائتلاف الحكومي عيديت سيلمان استقالت بعد ان اتفقت مع الليكود على ان يتم وضعها في مكان مضمون في قائمة حزب الليكود ، وعلى ان يتم تعيينها وزيرة للصحة اذا نجح نتنياهو في تشكيل حكومة . ومع ذلك ، اذا لم يقم عضو اخر من حزب يمينا بالاستقالة ما سيؤدي بالتالي الى تفك حزب يمينا فان عيديت ستعتبر مستقيلة من الحزب ، وهذا سيؤدي الى عدم نجاح هذه الخطوة مع الليكود ".
وعن استقالة عيديت سيلمان قالت ميري ريغف من الليكود : ان عيديت قامت بالخطوة المطلوبة ، وهي ترك الائتلاف الحكومي الذي يمس مرة تلو الأخرى بالهوية اليهودية لدولة إسرائيل " .
وأضافت ريغف : " أدعو كل من انتخب باصوات اليمين ان يستقيل من هذا الائتلاف الحكومي الخطير ومعا نقيم حكومة يمينية قومية مسؤولة تحافظ على هوية الدولة اليهودية وتعمل من أجل المصالح الأمنية والقومية ".
بدوره ، قال ميكي زوهر من الليكود : " عيديت ، تابعي حتى النهاية وكما قلت لك يوم امس انت تستطيعين ان تخلّصي شعب اسرائيل " .
وبارك اريه درعي خطوة سيلمان وقال : " لقد مدت يدها لإنقاذ الهوية اليهودية لدولة إسرائيل ".
[email protected]