قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مقابلة خص بها صحيفة "واشنطن بوست" إن جماعة الإخوان المسلمين هي المنظمة الأم للفكر المتطرف، والأب الروحي لكافة المنظمات الإرهابية.
وتابع أن جميع المتطرفين، بمن فيهم تنظيم "داعش" يستمدون أفكارهم من بئر واحد.
واعتبر السيسي أن الإخوان "حولوا مصر إلى جحيم". وتساءل بقوله: "هل تتصور بلدا مثل مصر يصبح شبيها لحركة طالبان ويدمر الأهرامات؟". وأعرب عن ثقته بأنه لو بقي الإخوان في السلطة، لحاولوا تدمير المعابد الفرعونية.
وذكر أنه لم يستغرب على الإطلاق عندما بدأ "داعش" بقطع رؤوس الرهائن الذين في قبضته، ذلك أنه يعرف المتطرفين جيدا.
وأردف الرئيس المصري قائلا: "يبلغ عدد سكان مصر 90 مليون نسمة. وإذا فشل هذا البلد، ستنزلق المنطقة بالكامل في دوامة من الفوضى التي من شأنها أن تمثل خطرا كبيرا على جميع البلدان في المنطقة، بما فيها إسرائيل، وستمتد إلى أوروبا".
وتابع أن خطر انهيار بلده هو الشيء الوحيد الذي يقلقه، ولا يفكر بحياته الشخصية.
واعتبر السيسي أن هناك "سوء فهم" بين القاهرة وواشنطن. ودعا الولايات المتحدة إلى "دعم مصر، ودعم الإرادة الشعبية للمصريين. السيسي يعكس الإرادة الشعبية للمصريين".
وأعرب السيسي عن استغرابه من قرار الرئيس أوباما في عام 2013 قطع المساعدات العسكرية عن مصر، وتساءل من هو الطرف الذي يلجأ إلى العنف في مصر. وأجاب أنه أولئك الذين لم يرغبوا في المشاركة بطريقة بناءة في مسار الديمقراطية في أعقاب 30 يونيو. ومن ثم قال تعليقا على العلاقات مع روسيا في مجال التعاون العسكري: "حوالي 50% من معدات القوات المسلحة المصرية هي بالفعل معدات روسية، نحتاج من الولايات المتحدة أن تفهم بوضوح أن هناك فراغا استراتيجيا في هذه المنطقة، هناك دول تعاني من التفكك والانهيار الأمني..؟ كيف يمكنني أن أحمي بلادي؟"
وبشأن القضية النووية الإيرانية قال الرئيس إنه يجب منح الرئيس أوباما مزيدا من الوقت لكي يعالج هذه القضية بالوسائل الدبلوماسية. ودعا إلى تفهم القلق الإسرائيلي في هذا السياق أيضا. وتطرق إلى العلاقات المصرية-الاسرائيلية قائلا: "نحترم معاهدة السلام مع إسرائيل منذ يوم توقيعها... وأحد الأمثلة التي تعكس متانة الثقة بين الجانبين هو أن (المعاهدة) لا تسمح بتواجد العسكريين المصريين في الأجزاء الوسطى والشرقية من سيناء، المنطقة التي تطل على الحدود. لكن الإسرائيليين رحبوا بتواجد القوات المصرية في تلك المناطق. وهذا يعني أن حالة العداء والتشكيك تناقصت بالسلام مع إسرائيل، هذا يمكن أن يحدث مع الدول العربية الأخرى وإسرائيل، إذا تم التوصل إلى حل الدولتين".
وأشار إلى أنه يتحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كثيرا، مضيفا: "أريد فقط أن أطمئنه بأن تحقيق السلام (مع الفلسطينيين) سيكون اتفاقا تاريخيا بالنسبة له وبالنسبة لإسرائيل، وأننا على استعداد للمساعدة في التوصل إلى هذا السلام".
[email protected]