لم تحمل زيارة الرئيس الإسرائيلي اسحاق هرتصوغ لتركيا للفلسطينيين الا المزيد من الإحباط من الرئيس التركي طيب رجب اردوغان الذين يعتبرونه حليفهم الأبرز في مواجهة الاحتلال والدول والأنظمة المتعاونة معه.
وسيطر الحزن واليأس على جموع الفلسطينيين وهم يشاهدون مشاهد استقبال الرئيس الإسرائيلي في تركيا التي دأبت في العقدين الماضيين تحت ظل حكم اردوغان الإسلامي على مهاجمة إسرائيل وقادتها ووصفهم بالارهابيين.
ويرى الفلسطينيون في استقبال اردوغان لهرتصوغ بالسقطة والذنب الذي لا يغفر بسهولة.
وبدا الكثير ممن كانوا معجبين باردوغان بتشبيهه لبعض الأنظمة العربية المطبعة مع إسرائيل والمعادية الى حد كبير لفصائل المقاومة الفلسطينية.
ولم يخف الشارع والمواطنون تذمرهم وادانتهم الشديدة لما اقدم عليه اردوغان من استقبال قادة إسرائيليين في وقت يواصلون ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني ويحتلون ارضه ومقدساته.
وتساءل هؤلاء في احاديث منفصلة مع "الحمرا" وفي منشورات لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن المواقف والثوابت التركية والاردوغانية والتي علق عليها الفلسطينيون امالاً كبيرة في مواجهة الاحتلال وجرائمه.
ولم يسلم ارودغان من انتقادات الفصائل التي لم تتأخر في ادانة استقبال اردوغان للرئيس الإسرائيلي، واستنكرت حركة الجهاد الإسلامي بشدة، استقبال هرتصوغ في تركيا، مؤكدةً أن هذه الزيارة تأتي على وقع التصعيد العدواني الصهيوني ضد أهالي القدس، ومخططات العدو لتهويد المقدسات، واقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك.
واعتبرت الحركة، في بيان لها، زيارة رئيس الاحتلال إلى تركيا، أنها "تمثل انحيازاً للعدو في مواجهة جهاد الشعب الفلسطيني".
وشدّدت على أن السعي لاستعادة العلاقات مع العدو بذريعة مصلحة هذه الدولة، أو تلك، هو "خذلان للقدس وفلسطين".
اما حركة حماس الحليفة لتركيا واردوغان فعبرت عن قلقها مما اسمته زيارة المسؤولين الاسرائيليبن لدول عربية وإسلامية.
وقالت حماس في بيان لها انها تابعت بقلق بالغ زيارات مسؤولي وقادة الاحتلال ومنهم هرتسوغ لعدد من الدول العربية والإسلامية دون ذكر اسم تركيا صراحة، معبرةً عن أسفها من تلك الزيارات، خاصة لبعض الدول التي تعدها عمقًا استراتيجيًا للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة.
بدورها دانت لجان المقاومة الفلسطينية، في تصريحٍ صحافيٍّ صادرٍ عن مكتبها الإعلامي، "استقبال هرتصوغ في تركيا".
وقالت لجان المقاومة إنَّ "استقبال الرئيس الصهيوني في تركيا، في ظلِّ تصاعد العدوان والإرهاب الصهيونيين بحق كل مكونات الشعب الفلسطيني ومقدّساته، هو أمرٌ مرفوضٌ ومُدانٌ".
وأكّدت لجان المقاومة رفضها "لكل أشكال التطبيع والتواصل والعلاقة مع العدو الصهيوني المجرم"، كما ثمّنت "مواقف شعوب الأمة الرافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي يحتلّ ويدنّس الأرض الفلسطينية ومقدساتها المباركة".
ووصل هرتصوغ إلى العاصمة التركية أنقرة، في زيارة هي الأولى لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى منذ العام 2008، وكان في استقباله الرئيس التركي ارودغان وكبار المسؤولين الاترك.
وقُبيل مغادرته، قال هرتصوغ: "ان العلاقات الإسرائيلية التركية مهمة لكلا الطرفين وللمنطقة بأسرها"، مضيفاً: "العلاقة بين إسرائيل وتركيا شهدت تقلبات غير بسيطة في السنوات الأخيرة، وقد لا يتم التوافق على كل القضايا بينهما، لكن ينبغي العمل على استئناف العلاقات بشكل مدروس وحذر مع احترام متبادل بين الدول".
من جانبها دانت حملة المقاطعة الدولية استقبال تركيا للرئيس الإسرائيلي هرتسوغ في زيارة هي الأولى رسمياً منذ نحو 15 عاماً.
وقال بيان للحملة إن دعوة تركيا للرئيس الإسرائيلي لزيارة أنقرة واستقباله بهذه الحفاوة، في الوقت الذي تتصاعد فيه الاعتداءات بحق القدس والمقدسات ومخططات الاحتلال لطرد شعبنا من أرضه وإقامة المستوطنات عليها، وتزداد فيه أعداد الشهداء والجرحى في كل المدن والقرى الفلسطينية على أيدي العصابات الصهيونية، هي طعنة واضحة وصريحة للشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة وللعلاقة التاريخية الراسخة للدولة التركية مع فلسطين ومقدساتها.
ووصف البيان أن الزيارة تشكل مكافأة للكيان بعد وصفه بكيان "الفصل العنصري" من قبل المنظمات الدولية.
[email protected]