يحلّ علينا الثّامن من آذار هذا العام أيضًا، وشعبنا لا يزال يقبع تحت الاحتلال والقمع وسياسات الاستعمار. ولا تزال نساء شعبنا يناضلن من أجل حقوقهنّ، الوطنيّة والإنسانيّة.
مع إشراقة شمس الثّامن من آذار، لا يسعنا إلّا أن نُحيّي أولًا النساء المناضلات في غزّة وبرقة والشيخ جرّاح وبيتا والخليل وعلى طول البلاد وعرضها.
نُحيّي جميع النساء، المناضلات من أجل الكرامة والعدالة والحريّة، ومن أجل مجتمع آمنٍ وخالٍ من العنف.
يطالعنا يوم المرأة العالمي ليذكّرنا كما في كل عام أن حقوق المرأة هي حقوق إنسان، وبأننا نناضل من أجل مجتمع أفضل للجميع. وأن الحريّات لا تتجزأ ولا تقبل المساومات، وأن مسؤوليتنا الانتفاض ضد القمع بكل أشكاله؛ ضد الاحتلال، ضد الاستيطان، ضد محاولات تقليص الحريّات، وضد الذكوريّة والأصوليّة.
قد نتعب أحيانًا، وقد نشعر باليأس لبضع لحظات، وهذا إنساني وطبيعي. ولكن إيماننا العميق بالحق والعدالة أقوى. وهذا ما يلهمنا ويدفعنا للنضال حتى لو اضطررنا للعودة لنقطة الإنطلاق مجددًا في كل يوم.
بمناسبة هذا اليوم النضالي، وإيمانًا منّا أن دوائر النضال تتقاطع ولا تتجزأ، فإننا نستنكر سيطرة حيتان رأس المال وتأثيرهم على السّياسات في البلاد وفي العالم. كما نستنكر وندين سياسات الحكومة الإسرائيليّة، التي تهمل القضايا الإنسانيّة وتميّز ضد الشرائح المستضعفة، لا سيّما النساء، وخاصة الفلسطينيّات. هذه الحكومة التي تعمل حتى الآن على توسيع الفجوات بدل سدّها، والتي تسببت بموجة غلاء نحن النساء أكثر المتضررات منها.
نحيي هذا اليوم، بينما تناضل النساء في عدد من الدول للحفاظ على حياتهن، في ظل حروب وصراعات قوّة تسلب الشّعوب حقها بالأمن والأمان.
تحيّة لجميع النساء، في كافة أماكن تواجدهن. للمناضلات ضد الهيمنة الذكوريّة، والمدافعات عن حقوق الإنسان في كل مكان.
كل عام وأنتن بخير
كل عام ونحن نبني مجتمعاتنا العادلة
كل عام وكرامة الإنسان نبراس لعملنا
كل عام ونحن جميعًا، نساءً ورجال، نسير على درب الحق والحريّة والعدالة.
[email protected]