كم منَ آلعواصِمِ إندَثَرَت وخلدْتِ أنتِ يا شآمُ
عاشَ برَدى الرَّافِدُ السَّاقي ومن عشِقَكِ لا يُلامُ
مِن قاسِيُونَ عَيْنُ آللهِ تَرعاكِ فأَنتِ آلسَّلامُ وعَلَيكِ آلسَّلامُ
كَمْ حُوصِرْتِ ولَم تَسْقُطي عانَيتِ وصَمَدْتِ فمَلَّتْ آلسِّهامُ
دِمَشقُ العَروسُ حَمَتكِ رِجالُكِ وزيَّنت سماءكِ بَيَارِقٌ وأَعلامُ
وضَمَّخَ عِطْرُ آلياسَمينَ هَواءَكِ ونَعِسَتْ على وُرودِكِ آلأَحلامُ
لَنْ يَخافَ آلغَنَمُ منَ آلذِّئابِ ولَن يَهابَ آلصُّقورَ آلحمّامُ
وسيصيرُ آلمُرُّ عَسَلاً حُلواً ويَروي آلصَّحْراءَ الجرداءَ آلغَمَامُ
وسَتَعلُو زَغَاريدُ آلنِّساءِ فرَحاً وتمَّحي وتزولُ أَناهيدٌ وآلامٌ
وبَدَلَ شَواهِدِ آلقُبور آلباكِيَةِ يُلمِّعُ حيطانَ آلقُصُورِ آلرُّخَامُ
ويَذوبُ آلسَّمْنُ بآلشَّهْدِ آللذيذِ ويروي أشتالَ آلحُبِّ آلرِّهامُ
ويُخَبِّرُ آلشُّحرورُ آلحسُّونَ مُغرِّداً ها قد هَلَّ آلنُّورُ وهرَبَ آلظَّلامُ
وتطلُّ الشمسُ من خلفِ آلغيومِ ويُكشَفُ عن وَجهِها آللِّثامُ
وآلنَّسْماتُ تُداعِبُ ريشَ آلطُّيورِ وتشمخُ بأشجارِها آلنَّظرةِ آلآجامُ
وتموجُ آلسَّنابلُ مثلُ موجِ آلبحرِ ويُعتِّبُ تحتَ جِفنَتِهِ آلكرَّامُ
ويترَجَّلُ آلفارِسُ عن حِصانِهِ تخرَسُ آلبنادِقُ وتنطُقُ آلأقلامُ
وتصفو آلقُلوبُ منَ آلشرِّ آللَّعوبِ وتتفتَّحُ على أغصانِها آلأكمامُ
خَسارَةُ آلأَرواحِ تجرَحُ آلقُلوبَ وخسارَةُ الذَّهَبِ والمالِ أرقامُ
ما تهّدَّمَ ورُدِمَ يُعَمَّرُ إسألوا لندَن كيفَ كانت رُكامُ
لا مكانَ للخيرِ وآلشرِّ معاً ها قد جاءَ آلنُّورُ وفَرَّ آلظَّلامُ
ألنَّيروزُ قادمٌ يا دمشقَ وإِنِّي أرى أكماماً يا شآمُ
[email protected]