بعد مرور أربعة أيام على اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، تلتزم كل من القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وهي الطرف السياسي الثاني المؤثر في الساحة الفلسطينية الصمت حيال الحرب.
وعلى ما يبدو يتعمد الطرفان الحرص الشديد على عدم البوح بموقف واضح حتى لا تتأثر القضية الفلسطينية سلباً.
وعلى الرغم من ارتباطهما بعلاقات قوية وممتازة مع روسيا، الا انهما لا يريدان المغامرة والمقامرة بالافصاح عن موقف علني لتجنب الوقوع في الحرج الدولي، خصوصاً وان الشعب الفلسطيني من اكثر شعوب العالم معاناة من العدوان والحروب والاحتلال، وفي الوقت ذاته تربطهما علاقات متينة مع روسيا ولذلك قرررا عدم الخوض علناً بالمواقف.
وبحسب احد المقربين من الدوائر السياسية الفلسطينية فان القيادة الفلسطينية ليست بصدد الإعلان عن موقف واضح وصريح من الحرب الروسية الأوكرانية على الأقل في الوقت الحالي لتجنب الاحراج، خصوصاً وان أوكرانيا تعترف بالسلطة الفلسطينية ولها سفارة في رام الله.
وقال المسؤول الذي حرص على عدم ذكر اسمه خلال تصريح لـ"الحمرا"، ان اتخاذ موقف واضح الان لا يفيد القضية الفلسطينية وربما يتسبب في حرج القيادة في غنى عنه.
فيما اكتفى موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس واحد أبرز قياداتها، ومسؤول العلاقات الدولية فيها، بالقول في تعقيبه على الحرب: إن من أهم دروس الحرب الروسية – الأوكرانية، بأن عهد أميركا “القطب المتفرد بالعالم” قد انتهى.
وأشار أبو مرزوق في تغريدة له عبر تويتر، إلى عدم قدرة الولايات المتحدة على اتخاذ قرار الحرب في مواجهة روسيا، قائلًا “من لا يتخذ قرار الحرب، لن يكون مقرر السياسة الدولية”.
وسرعان ما نفت حركة "حماس"، امس، تصريحات منسوبة إلى رئيس الحركة في إقليم الخارج، خالد مشعل، بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا.
وأكّد عضو قيادة إقليم الخارج في "حماس"، هشام قاسم، في تصريح مقتضب حصل "الحمرا" على نسخة منه أن مشعل لم يدلِ بأي تصريحٍ لأي وسيلة إعلامية بشأن الأزمة الأوكرانية.
وكانت وسائل إعلام عربية زعمت أن مشعل أدلى بتصريح مفاده أن على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوقف عن غزوه لأوكرانيا وقتله المدنيين..."، وهو ما نفته حماس جملة وتفصيلاً.
ويكن الفلسطينيون كرهاً شديداً للرئيس الاوكراني فولود يمير زيلنسكي بسبب موقفه العدائي لهم والمؤيد لاسرائيل خلال عدوانها الأخير على غزة.
[email protected]