يكاد لا يمر يوم بدون وقوع حوادث عمل، والتي تكون نهاية معظمها مأساوية، وفي حالات معينة قد ينجو العامل باعجوبة كما حدث مع مُركب الومنيوم من احدى بلدات الجليل الاسفل، في الاربعينات من العمر، والذي سقط عن إرتفاع كبير واصيب نتيجة ذلك بكسور خطيرة مما استدعى تعويضه لاحقًا بمبلغ 375,000 شيكل وكذلك اعتراف مؤسسة التامين الوطني بالحادث كإصابة عمل.
وكان العامل المذكور قد تعرض للحادث اثناء عمله في احد ورشات البناء في مدينة حريش بمنطقة وادي عارة وتم نقله لتلقي العلاج في مستشفى هيلل يافه بالخضيرة حيث تبين انه مصاب بكسور بيده، وبعد تسريحه اضطر للعودة للمستشفى وخضع لعملية جراحية ثانية بعد ان اشتكى ايضًا من الام في الرجلين والعامود الفقري وتبين من نتيجة الفحوصات انه مصاب بكسور اخرى مما استدعى علاجه بشكل مستمر ومن ضمنه علاج بالفيزوترابيا.
وكان العامل المذكور، قد قدم دعوى لمحكمة الصلح في حيفا بواسطة المحامي، سامي ابو وردة، الاختصاصي بقضايا الاضرار الجسدية، ضد الشركات التي شغلته في المبنى الذي وقع فيه حادث العمل، وادعى المحامي سامي ابو وردة، ان الحادث وقع نتيجة لطريقة عمل خطيرة والتي كانت تحت المسؤولية الكاملة للمدعى عليهم، وان السبب بوقوع حادث العمل كان، كما يبدو، نتيجة وضع حمولة زائدة من حيث الوزن على السقالات والذي تجاوز القدرة الاستيعابية للسقالة التي وقف عليها المدعي اثناء اداء عمله. وجاء في اقوال المدعي انه رغم مرور عامين ونصف على وقوع الحادثة التي افقدته قدرته على العمل، الا انه ما زال يعاني من الاوجاع التي تنتابه بشكل مستمر ويومي.
وارفق المحامي سامي ابو ورده مع الدعوى تقريرًا طبيًا يشمل رأي طبيب إختصاصي في جراحة العظام حدد فيه حالة المدعي الطبية والقيود التي يعاني منها.. وتجدر الاشارة الى ان المدعي والمدعي عليهم توصلوا لاتفاقية تسوية والتي صودق عليها من قبل المحكمة كقرار حكم، تقوم الشركات المدعى عليها بدفع، قبل حكم سيادة القانون، تعويضات للمدعي مبلغ 375.000 شيكل بالتساوي فيما بينها، بالاضافة الى مدفوعات مؤسسة التامين الوطني.
[email protected]