الكتمان والسرية تحيطان بزيارة السفير القطري لغزة وملفات معقدة بانتظار حلها
كتب عيسى سعد الله:
بعد مرور أربعة أيام على وصول السفير القطري محمد العمادي الى قطاع غزة ليلاً، لم يرشح اعلامياً عن زيارته وتحركاته الا القليل ولا يتعدى قيامه بتعزية رئيس حركة "حماس" في القطاع يحيى السنوار بوفاة والده وشقيقته الذين توفيا قبل نحو أسبوعين. ولكن في مضمون الزيارة وحقيقة الامر هناك العديد من اللقاءات التي عقدها مع قيادة حركة "حماس" التي تدير الغالبية العظمى من الشؤون الحياتية لسكان قطاع غزة وذلك لبحث جملة من القضايا التي تهم السكان والتي تعطيها حماس أهمية قصوى. وقال مصدر مطلع لـ"الحمرا" ان حركة "حماس" تنتظر من "العمادي" الذي يقوم بدور الوسيط بين حماس وإسرائيل منذ سنوات بأن يحمل ردوداً عملية على العديد من القضايا التي يتوجب ان يشرع الاحتلال بتنفيذها فوراً كسماحه بزيادة عدد العمال من غزة العاملين في سوق العمل الإسرائيلية من عشرة الاف حالياً الى عشرين الف عامل، بالإضافة الى ادخال تسهيلات جوهرية على حركة استيراد وتصدير البضائع والمنتجات من والى القطاع عبر المعابر الجانبية ورفع القيود المفروضة على إعادة الاعمار وغيرها من القضايا، بالإضافة الى قيام قطر نفسها بالعدول عن قرارها القاضي بتخفيض قيمة منحتها المالية القطرية المخصصة لموظفي حركة "حماس" في القطاع والشهداء والجرحى من عشرة الى ثلاثة ملايين دولار مطلع الشهر الجاري. وأضاف المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه، ان زيارة العمادي مهمة جداً في معرفة اذا ما كان الاحتلال مستعد لتنفيذ شروط وقف اطلاق النار والتجاوب مع الوساطات المختلفة ام انه سيذهب نحو التصعيد. ولم يستبعد المصادر ذاته أن يقوم العمادي خلال زيارته الحالية بزيارات خاطفة للجانب الإسرائيلي للاجتماع بمسؤوليه ومن ثم العودة للقطاع في محاولة منه للتوصل الى حلول لبعض القضايا المطروحة. وتتزامن زيارة العمادي وسط مخاوف وحذر حمساوي واضح من إمكانية اقدام إسرائيل على ارتكاب جريمة اغتيال بحق قياداتها، خصوصاً في ظل التحليق المكثف والرقابة اللصيقة والدائمة لطائرات التجسس الإسرائيلية لقطاع غزة، والتي جابهتها "حماس" بأخذ الاحتياطات الأمنية حول قياداتها، بالإضافة الى اطلاق الصواريخ التجريبية اليومية نحو البحر.
[email protected]