بعد أن بتر الأطباء رجل المريض؛
دعوى إهمال طبي ضد وزارة الصحة
"المستشفى قدم العلاج في عيادة الجراحة التجميلية بدلًا من جراحة أوعية الدم"
هذا الاسبوع وُضِعَتْ على طاولة محكمة الصلح في حيفا دعوى قضائية تتعلق بحادثة إهمال طبي غير معتاد، حيث اُخضع مريضًا للعلاج بيد أطباء إختصاصيين بالجراحة التجميلية بدلًا من طبيب مختص باوعية الدم، الأمر الذي أدى إلى بتر رجلِ المريض..
هذه القصة المثيرة للحزن والأسى هي محور الدعوى التي قدمها المحامي سامي ابو وردة، الاختصاصي بقضايا الاهمال الطبي، لمحكمة الصلح في حيفا ضد وزارة الصحة، وفيها يروي الماساة التي حدثت مع أحد سكان بلدات شمالي البلاد وهو في الستينات من العمر، الذي اخضع العلاج في مستشفى "زيف" بمدينة صفد، قبل حوالي سبع سنوات بعد أن تعرض لضيق مفاجئ بالتنفس حيث اجتاز عملية قسطرة ولكن الأطباء قرروا أن عليه ألخضوع لعملية جراحية أخرى وهي عملية المجرى التحويلي، الأمر الذي أستدعى نقلها إلى مستشفى رمبام بحيفا، واجرى العملية الجراحية هناك، حيث تم زرع وريد كمجرى تحويلي والذي أُخِذَ من كاحله.
وتم تحرير المريض إلى بيته بعد انتهاء فترة العلاج، ولكنه عاد مرة أخرى بعد مضي خمسة أيام من تحريره، إلى المستشفى وهو يعاني من جرح برجله وكذلك يعاني من نخرٍ في منطقة واحدة. وبعد الفحص أوصى الأطباء المريض بمواصلة العلاج في عبادة طب تجميلي.
وجاء في الدعوى أن المدعي واظب على مراجعة المستشفى بإستمرار حيث كان يصل إلى المستشفى ويعالج تحت رقابة مستمرة من قبل طبيب جراح تجميلي نظرًا لحالته الصحية السيئة سيما وأنه يعاني من مشاكل خطيرة في رجله. واستمر هذا الأمر لمدة أربعة أشهر حتى تم عرضه على طبيب إختصاصي اولية دموية.
وفي الوقت ذاته تواصل تدهور حالته الصحية بسبب انسداد بتدفق الدم حتى لم يتبقى امام الأطباء خيار الا بتر رجله بعد مضي سبعة أشهر على قيامهم بإجراء عملية جراحية مجرى تحويلي للمريض ذاته.
هذا وقد أرفق المحامي سامي ابو وردة مع الدعوى تقريرًا طبيًا أعده طبيب إختصاصي بصراحة الأوعية الدموية والذي أكد على انه لم يكن اهتمام ملائم بعلاج الجرح المزمن بالرجل والذي يعتبر شاهدًا على وجود مرض أوعية دموية محيطية صعبة. وأضاف الاختصاصي في تقريره أن بداية الاهمال الطبي كان بالموضع الذي تم قص الوريد منه من أجل إجراء عملية المجرى التحويلي، واستمر بالتعامل مع علاج الجرح الذي في الرجل. وحسب اقواله أن المدعي قد عولج بشكل خاطئ في عيادة الجراحة التجميلية وكذلك بالمتابعة التي قامت بها عيادة الأوعية الدموية.
وقدَّر الاختصاصي ان العجز الدائم الذي يعاني منه المدعي تصل إلى حوالي -50%.
هذا وقد ترك المحامي، سامي ابو وردة، مبلغ التعويض المطلوب لموكله بيد المحكمة.
[email protected]