أوقفت السلطات اليونانية شخصان أجنبيان بتهمة الانتماء لعصابة متخصصة بتزوير وثائق السفر والأوراق الثبوتية. مصادر متابعة للتحقيق قالت لوسائل إعلامية يونانية محلية أن العصابة زودت شبكات تهريب المهاجرين بتلك الوثائق، كما أن هناك شكوك حول إمكانية ضلوع أعضائها بأنشطة إرهابية.
أعلنت الشرطة اليونانية أنها قامت بتفكيك منظمة إجرامية متخصصة في تزوير وثائق السفر والهويات والإتجار بالمهاجرين، في عملية حصلت يومي الأربعاء والخميس الماضيين في وسط العاصمة أثينا.
وتم توقيف شخصين أجنبيين، يعتقد أنهما عضوان رئيسيان في المنظمة، بينما يجري البحث عن اثنين آخرين.
ووفقا لوسائل إعلامية محلية يونانية، فإن الموقوفين، مصري وعراقي، يعتبران "العقل المدبر" للعصابة.
شرطة مديرية الأجانب وجدت في مخبئ الموقوفين أكثر من 900 وثيقة سفر، تجاوزت قيمتها الـ400 ألف يورو.
مئات الهويات ووثائق السفر
مصادر متابعة أكدت أن الهدف الرئيسي لقوات الأمن حاليا يتمثل بمعرفة الجهات التي استفادت من أعمال تلك المنظمة. التحقيقات تشير إلى إمكانية وجود صلة بين الموقوفين وشخص آخر تم اعتقاله قبل بضعة أشهر شمال البلاد، متهم بممارسة نفس الأعمال الإجرامية، ويعتقد أنه منتم إلى تنظيم جهادي.
كما عثرت الشرطة أثناء المداهمة على 627 بطاقة هوية و111 جواز سفر و77 تأشيرة و48 شهادة أكاديمية، كان قد تم الإبلاغ عن فقدان معظمها في دول مختلفة في الاتحاد الأوروبي.
ومن بين المضبوطات التي تم العثور عليها في المخبأ، هواتف محمولة وأجهزة لوحية ونظام تحديد المواقع، تم إرسالها جميعها إلى مختبرات جنائية لتحليلها واسترداد أي معلومات قد توفر إجابات حول الجهة التي انتهت إليها الوثائق المزيفة.
ثمن الوثيقة بين 300 و1200 يورو
وكان الموقوفان مسؤولان عن جمع وإخفاء وتسويق وثائق السفر. في البداية، قاموا بتأمين كمية كبيرة من هذه الوثائق، ثم وزعوها على شبكات تهريب المهاجرين. وتراوح سعر كل وثيقة بين 300 إلى 1200 يورو، حسب نوعها وبلد المنشأ الخاص بها. وكانت معظم الوثائق الـ900 التي عثر عليها في مخبأ العصابة ذات منشئ أوروبي.
وكان جهاز مكافحة الإرهاب يراقب الموقوف العراقي (39 عاما) عن كثب. ومازال عناصر الجهاز يبحثون عن قائمة متلقي الوثائق المزورة. ومن بين الاحتمالات التي تنظر فيها السلطات، أن يكون عناصر العصابة قد زودوا أشخاصا من "داعش" بالجوازات المزيفة.
كما أوقفت السلطات مصريا يبلغ من العمر 36 عاما من مصر، وتبحث عن شخصين آخرين من أفريقيا.
العصابة كانت تبحث عن مشترين محتملين للوثائق المزورة عبر تطبيق "فايبر"، من خلال استهداف من يشبهون أصحاب الوثائق الأصليين.
وكانت السلطات قد أوقفت عشرات الكوبيين في مطار زاكينثوس في أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أثناء محاولتهم ركوب طائرة متجهة إلى ميلانو، دون امتلاك وثائق قانونية. ومن بين إجمالي 84 شخصا، قام شخصان بتزوير وثائق إسبانية، بينما لم يكن لدى نحو 60 آخرين وثائق دخول وإقامة قانونية في اليونان.
[email protected]