أخلص الممثل المصري محمد عبد الحليم للفن إخلاصا شديدا، إذ ظل يكافح أمام الكاميرا، ويناضل على خشبة المسرح، طمعا في ود الجمهور.
يصنف "عبدالحليم" في عالم الفن بـ"السّنِيد"، ربما بسبب ضيق المساحات التي يتحرك فيها على الشاشة، وربما لأنه عمود مهم في بناء العمل الفني.
تتلمذ عبدالحليم على أيدي نجوم كبار، مثل عبدالمنعم مدبولي، وفؤاد المهندس، وبالرغم من عشقه للكوميديا، لعب الأدوار التراجيدية بمهارة كبيرة.
في نهاية سبعينيات القرن الماضي، التقى الفنان محمد عبدالحليم، المخرج عبدالرحمن الخميسي، أثناء مشاركته في أحد العروض المسرحية بالمسرح القومي، وأعجب بأدائه ولذا رشحه لدور صغير في فيلم" زهرة البنفسج" إنتاج 1977 .
الأعمال
نجح محمد عبدالحليم، في استثمار الفرصة بشكل جيد، وقدم دوره في فيلم "زهرة البنفسج" بصورة رائعة، وعلى إثر ذلك انهالت عليه الأدوار في المسرح والتليفزيون والسينما.
رغم حجم الموهبة التي يمتلكها هذا الفنان، حبسه المنتجون في المساحات الضيقة، والأدوار الثانوية، وظل أسير هذه الأدوار حتى آخر أيام عمره.
ويجمع النقاد أن عبدالحليم نفذ لقلوب الجماهير، من خلال الأدوار الثانوية، وسجل حضورا قويا، بسبب إتقانه لكل أدواره وحجم موهبته.
شارك عبدالحليم عبر شاشة التليفزيون في 75 مسلسلا، أبرزها" الجماعة" تأليف الراحل وحيد حامد، و"شيخ العرب همام" بجانب يحيى الفخراني، و"سلسال الدم" ، كما وقف بجانب الزعيم عادل إمام في مجموعة مهمة من أعماله منها "العراف، وفرقة ناجي عطا الله، ومأمون وشركاه، ودموع في عيون وقحة".
ومن أهم أعماله المسرحية "عفريت لكل مواطن" و"وجهة نظر" بجانب الفنان محمد صبحي.
النهاية
عاش الفنان محمد عبدالحليم أياما صعبة قبل رحيله عن الحياة، كشفت عنها فتاة وجدته جالسا في شارع الملك الصالح بمدينة شبرا، والتقطت معه صورة، ونشرتها عبر موقع فيسبوك وعبرت عن دهشتها من حالة فنان كبير كانت تظن إنه يعيش في سعادة.
وفور انتشار الصورة تحرك الدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين في مصر، وأعلن عن دعمه ومساندته للفنان محمد عبدالحليم.
وأكد عبدالحليم وقتها أنه يجلس في هذا المكان لأنه بجوار منزله، وأن حياته أصبحت صعبة بعد انفصاله عن زوجته.
في 11 ديسمبر 2021، رحل الفنان محمد عبدالحليم عن عالمنا في صمت، انسحب بهدوء مثلما كان يؤدى دوره أمام الكاميرا.
وقال منير مكرم عضو نقابة الممثلين المصريين إن سبب وفاته هو إصابته بسكتة قلبية مفاجئة، ومات "السّنِيد" وحيدا.
هجر عبدالحليم عالم الأحياء، لكنه سيظل حاضرا في عقول ووجدان جمهوره، بملامحه الطيبة، وموهبته الحقيقية التي حبسها المنتجون في مساحات ضيقة.
[email protected]