ظاهرة الكوليك (Infantile colic) التي تسمّى غالبًا "الغازات"، تصيب الأطفال في الأشهر الأولى من ولادتهم وتسبّب لهم ولعائلاتهم معاناة كبيرة. وفي بعض الأحيان قد تترتّب عليها عواقب اقتصادية بسبب التغيّب عن العمل وشراء الأدوية والمكمّلات الغذائية المخصّصة للتخفيف من هذه الأوجاع.
سبب هذه الظاهرة غير معروف، ويبدو انه يتعلّق بعدم نضوج الجهاز الهضمي.
تعريف الكوليك
يظهر الكوليك عادةً في ساعات المساء، حيث يبدو الطفل كمن يعاني كثيرًا، غير مرتاح ويتلوّى من آلام البطن.
التعريف المتّبع اليوم والذي وضعته لجنة خبراء عالمية بناء على المميّزات التالية (معايير Rome IV):
طفل دون الـ5 شهور يبكي بشكل متواصل دون سبب واضح، مع نوبات من عدم الارتياح المتكرّرة والتي يصعب معالجتها بسهولة وقد تمتدّ لحوالي 3 ساعات في اليوم، 3 مرّات في الأسبوع لمدّة أسبوع على الأقل، فيها يكون الطفل معافى عادة، يكبر ويتطوّر كالمتوقع مع نفي وجود مشكلة صحّية أو أي سبب آخر يؤدّي إلى البكاء (كالجوع مثلًا).
إلى أي مدى تعتبر هذه الظاهرة شائعة؟
تشير المراجع العلمية إلى أن حوالي 20% من الأطفال يعانون من الكوليك، ونسبة مشابهة شائعة بين الأطفال الرضع والذين يتغذّون على تركيبة غذاء للأطفال، لكن لو سألنا أهالي لأطفال حتى عمر نصف السنة، سوف نرى أن غالبيتهم يقولون بأن طفلهم قد عانى فيما سبق- أو ما زال- من الغازات بوتيرة معينة.
رغم أنها ظاهرة فيسيولوجية تطوّرية عابرة، إلا أن التعامل معها ليس سهلًا، فمن الصعب على الأهالي التعامل مع بكاء أو معاناة طفلهم وهم على استعداد لعمل أي شيء للتخفيف عنه.
ما العلاقة بين التغذية وعادات الأكل؟
البكاء هو طريقة الطفل للتواصل، ومن الضروري أن نعرف بأن ليس كل بكاء يدلّ على الجوع، لهذا فقد نفسّر بكاءه على أنه طلب للطعام، مع أننا نعرف انها ليست ساعة الأكل المعتادة أو انه لم يمر وقت كاف على الوجبة الأخيرة التي تناولها وبهذا قد تتفاقم الظاهرة. حاولوا تعلّم وتحديد أنواع البكاء للطفل للتعرف على إشارات الجوع.
حليب الأم هو الغذاء الأفضل للطفل، إذ يحتوي على مركّبات تسهّل عملية الهضم. إذا كان طفلك يرضع، من المهم أن تستمري بذلك قدر الإمكان. وللتخفيف، يمكن التوقف لعدة أيام عن استهلاك طعام "مشبوه" قد يزيد من الغازات مثل منتجات الحليب، البقوليات والملفوف ورؤية النتائج، بحال شوهد تحسّن على الوضع، يمكن مواصلة ذلك لفترة واستشارة خبيرة غذائية بالمقابل، لتساعدكم على تعزيز لائحة الطعام بالكالسيوم.
بحال كان الطفل يتغذّى بالقنينة، انتبهوا إلى وتيرة الأكل كيلا تكون أسرع مما يجب، لهذا، اختاروا حلمة ذات فتحة صغيرة لمنع تدفّق الحليب بوتيرة سريعة تسمح بابتلاع الهواء. أعطوا الطفل استراحة من الأكل لإخراج الهواء(تجشّؤ)، خلال الأكل وبعده.
أما إذا كان الطفل يتغذّى على تركيبة غذاء للأطفال فيُنصح بإعطائه تركيبة من نوع كومفورت.
براءة اختراع متيرنا كومفورت
يستخدم العديد من الأهالي البروبيوتيكا للتخفيف من أوجاع البطن والكوليك لدى أطفالهن.
بروبيوتيك من نوع L.reuteri DSM 17938 هو النوع الأكثر بحثا ودراسة فيما يتعلّق بظاهرة الكوليك لدى الأطفال وهو الأكثر نجاعة في التخفيف من أوجاع الجهاز الهضمي.
في استعراض شامل لأبحاث (ميتا أناليزا) نشرته المجلة العلمية الرائدة في مجال صحة الأطفال Pediatrics وتناول دراسة عدة حالات سريرية لمئات الأطفال وفحصت فاعلية العلاج بهذه البروبيوتيكا الخاصّة، توصل الباحثون إلى استنتاج بأن مدة البكاء وعدم الهدوء لدى أطفال تلقّوا هذا النوع من البروبيوتيكا كانت أقصر بشكل ملموس مقارنة بأطفال من مجموعة المراقبة (بلاسيبو).
متيرنا كومفورت طوّرت خصيصًا لأطفال يعانون من الكوليك وتحتوي على البروبيوتيكا ذات براءة الاختراع من نوع اللاكتوباسيلوس روتاري L.reuteri. هذا الصنف من البروبيوتيك، بالجرعة الصحيحة، موجود داخل تركيبة متيرنا وهي براءة اختراع مسجّلة لا داعي لشرائها بشكل منفرد كمضاف غذائي.
نصائح إضافية لتخفيف الآلام
أفضل شيء يمكن فعله هو التواجد معهم، احتضانهم ومداعبتهم، بالإضافة إلى أن حبّ ودفء الأب والأم هي الأهم. لا تتردّدوا من حملهم أو "تدليلهم أكثر من اللازم". تذكّروا أن هناك فترة تأقلم للحياة الجديدة عليكم المرور بها.
وضعيات المهد- ضعوا طفلكم على اليدين أو بالحمّالة التي تسمح برفعه بوضعية المهد. جرّبوا وضعية النمر المتسلق على شجرة، فيها يستلقي الطفل على ذراعكم بحيث يكون بطنه ملتصقا بالذراع، وقدماه متدليّتين للأسفل. قربكم الفعلي والضغط الخفيف على البطن سوف يخفّف من الألم.
تدليك البطن أو حمّام مهدّئ- ضعوا الطفل على ظهره في مكان هادئ ولطيف، اخلعوا ملابسه وقوموا بتدليك بطنه بحركات دائرية باتجاه عقارب الساعة وباستخدام زيت للأطفال أو زيت اللوز. اثنوا قدميه باتجاه بطنه بلطف. كذلك يمكن عمل حمّام دافئ للتخفيف من آلامه.
اطلبوا المساعدة- يصعب احتواء بكاء الطفل دائمًا، قد تبدو الدقيقة خلاله ساعة.. لا تتردّدوا في طلب المساعدة والاهتمام بتخصيص وقت لكم، مشاركة الأوقات الصعبة قدر الإمكان، الأكل والشرب كما يجب، لتفادي تفاقم الوضع لديكم كأهالِ والأهم أن تتذكّروا أن الكوليك يختفي في نهاية المطاف، ويتيح المكان للتحدّي القادم!
كتبت: راڨيت داچان، أخصّائية تغذية سريرية، متيرنا
[email protected]