لم تخف قيادة المقاومة والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة مؤخراً قلقها الشديد من تفعيل قوات الاحتلال لخطة تنوفا القائمة على مبدأ "الحرب المباغتة"، خصوصاً وانها ترافقت مؤخراً مع نشاط عسكري إسرائيلي ملحوظ ومكثف في أجواء قطاع غزة وعلى طول الحدود البرية الشرقية والشمالية للقطاع وكذلك في عرض البحر.
ولجأت "المقاومة"، وخصوصاً كتائب الشهيد عز الدين القسام الأقوى عسكرياً والأكثر تسليحاً خلال الأيام الماضية الى تنظيم مناورات عسكرية مفاجئة وقوية وواسعة بالذخيرة الحية في مختلف مناطق القطاع وبشكل محدد في منتصف الليل لإحباط أي عملية عسكرية إسرائيلية مباغتة قد تستهدف القطاع او قياداتها او قيادات المقاومة او محاولة منه لاستعادة اسراها.
كما كثفت كتائب القسام مؤخراً من اطلاق الصواريخ التجريبية في عرض البحر، بحيث لا يمضي يوماً الا ويشهد القطاع اطلاق دفعات من الصواريخ باتجاه البحر رغم المراقبة الإسرائيلية الجوية الدائمة لسماء القطاع.
وقال احد مسؤولي المقاومة في القطاع لـ"الحمرا" ان المقاومة والفصائل بشكل عام غيرت من خططها واولوياتها مع تفعيل قوات الاحتلال لخطة تنوفا وما رافقها من تكثيف النشاط العسكري الإسرائيلي في أجواء القطاع وعلى الحدود البرية والبحرية.
وأضاف المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان الظروف الأمنية في القطاع معقدة، خصوصاً بعد رصد أجهزة استخبارات المقاومة لطائرات تجسسية اسرائيلية نوعية مأهولة تحلق بشكل مكثف وطوال الوقت في سماء القطاع عدا عن تحليق الطائرات المسيرة غير المأهولة.
وقال ان قيادة جيش الاحتلال تسعى من خلال تفعيل خطة تنوفا من اجل استعادة روح المُبادرة التي فقدها جيشه وخاصة شعبته شعبة الاستخبارات التي ضربت مصداقيتها عشية العدوان الأخير على القطاع قبل ستة شهور "معركة سيف القدس"
وأضاف المسؤول نفسه ان المقاومة ترى بالمناورات ورفع حالة التأهب بأفضل السبل والطرق العسكرية لاجهاض خطة تنوفا التي تعتمد على عنصر المفاجأة، خصوصاً وأن قيادة المقاومة تقدر بانه لا يوجد شيء عبثي عند الاحتلال من كثافة الطيران في سماء غزة.
وأضاف ان "تنوفا" قائمة على جمع أكبر كم من المعلومات اللازمة لأي مواجهة قادمة مع إيران أو لبنان أو غزة، وذلك يحتاج لمناورات كثيفة جداً في دولة الاحتلال بحيث لم يبق أحد من الاحتياط ومن الجنود العاديين في بيته، لأن رئيس الأركان كوخافي يُريد أن يُعوض ما فات من تدريب وإعداد وتنفيذ خطته.
وتوارت معظم القيادات الوازنة في حركات المقاومة وخصوصاً حركتي حماس والجهاد عن الأنظار تحسباً من عمليات إسرائيلية غادرة.
[email protected]