اعتبر مسؤولون فلسطينيون من فصائل المقاومة انّ سمّاح قوات الإحتلال لليهود بأداء الصلوات الصامتة في المسجد الأقصى سيؤدي بلا شك الى تدهور الأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية وسيظّل صاعق سيُفجر المنطقة.
وأكدَّ هؤلاء انّ الإحتلال تجاوزَ كل الخطوط الحمراء بشرعنته لإقتحام اليهود للمسجد الأقصى والتي أدت في شهر أيار الماضي الى رد فعل فلسطيني قوي تمثل في اطلاق عشرات الصواريخ بإتجاه المدن الإسرائيلية.
ويأتي تحذير المسؤولين الفلسطينيين في وقت اقتحمت مجموعات المستوطنين صباح اليوم الجمعة، ساحات المسجد الأقصى المبارك، بمدينة القدس المحتلة.
وفي تعقيب له على القرار، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الدكتور يوسف الحساينة ان لا أحد يعرف الى أي مدى يمكن انْ تصل تداعيات قرار المحكمة الإسرائيلية بالسماح بالصلاة الصامتة للمستوطنين اليهود في المسجد الأقصى.
وأضاف الحساينة في حديث خاص لـ"الحمرا" ان خطورة القرار ستدفع الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وقواه الى النزول للشوارع وميدان المواجهة لمواجهة هذا القرار الأخطر الذي يعتبر مقدمة لتقسيم المسجد الأقصى مكانياً وزمانياً.
وأوضح ان الشعب الفلسطيني لن يتأخر ولن يتخاذل عن الرد على هذا القرار، مبيناً ان القوى الوطنية والإسلامية بدأت بالتحضير لهذا الرد وستعلن عنه قريباً.
وأوضح الحساينة ان المطلوب استنفار كل القوى المحلية والإسلامية لمواجهة القرار والذي يهدف، ايضاً، الى شرعنة اقتحام المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى.
ونوه الى أن الشعب الفلسطيني ابطل في السابق قرارات يهودية عنصرية وهو قادر على ابطال هذا القرار.
وأكد الحساينة ان دولة الاحتلال تستخدم القضاء كغطاء لتمرير جرائمها وفرض سياسة الامر الواقع.
من جانبه، اعتبر الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، أن القرار القضائي الإسرائيلي يُشكل عدوانا صارخا على المسجد الأقصى، وخطوة على طريق تقسيمه زمانيًا ومكانيًا.
وأضاف قاسم أن القرار "يعدّ انتهاكًا صارخًا لكل القوانين والأعراف الإنسانية، ويؤكد تواطؤ القضاء الصهيوني في العدوان على شعبنا، والمشاركة في تزوير الحقائق والوقائع".
وتابع: "هذه القرارات لن تغير من حقائق التاريخ، ولن تفلح في طمس الهوية الفلسطينية العربية للمدينة المقدسة".
من جهته، أكد مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني ان الوضع في المسجد الأقصى خطير وان "اسرائيل" تتحمل مسؤولية نتائج القرارات التي تتخذها بشأن المسجد الاقصى المبارك .
وناشد الكسواني الملك عبد الله الثاني التدخل فوراً للجم قرارات قوات الاحتلال "الاسرائيلية" ومنع الاعتداءات على المسجد الاقصى ، بالإضافة الى مطالبته لجامعة الدول العربية لاتخاذ قرارات لحماية المسجد الاقصى.
وبين كسواني خلال تصريحات صحافية أن أهل السجد الاقصى وكما يعرفهم القاصي والداني مخلصون للمسجد الاقصى، ويتصدون بكل ما يمتلكون لاعتداءات الاحتلال ، مشدداً على ان اهالي القدس وعندما يشعرون بالخطر الحقيقي يقفون الى جانب مسجدهم بكل ما أوتوا من قوة ،بالرغم من محاصرة الاحتلال للبلدة القديمة ومنع الشباب من الوصول الى المسجد الاقصى.
يشار الي ان قرار غير مسبوق قد صدر بالأمس بعد ان اعتبر قاض إسرائيلي أن "الصلاة الصامتة" لليهود في المسجد الأقصى، ليست "عملاً إجرامياً".
وقالت القناة السابعة الإسرائيلية: "قاضية محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس، بيهلا يهالوم قضت بأن الصلاة الصامتة، في الحرم القدسي (المسجد الأقصى)، لا يمكن تفسيرها على أنها عمل إجرامي".
وأشارت إلى أن القاضية "أمرت الشرطة بإسقاط أمر تقييدي، فُرض على الحاخام أرييه ليبو، الذي كان قد مُنع من دخول الحرم، بسبب أدائه صلاة صامتة"، بالمسجد الأقصى.
وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أن "هذه هي المرة الأولى التي تؤيد فيها محكمة، صلاة اليهود في الموقع المقدس".
ومؤخرا، بدأ مستوطنون إسرائيليون، بأداء "صوات صامتة"، خلال اقتحاماتهم للمسجد الأقصى.
وتغض الشرطة الإسرائيلية الطرف عن بعض المستوطنين حين أداء تلك الصلوات، في حين تُخرج مستوطنين آخرين من المسجد.
[email protected]