قال ليبرمان إنّ حزبه سيعمل في الكنيست القادمة، على إقرار إنزال عقوبة الإعدام ضد الفلسطينيين الذين ينفذون عمليات ضد الاحتلال الإسرائيليّ، مُضيفًا أنّ الإفراج عن إرهابيين في عمليات تبادل أسرى يعطي المجموعات الإرهابية الأمل بأنّ إسرائيل ستستسلم.
وتابع: علينا أنْ نحدد ما هي مشكلتنا الكبرى، إنّ مشكلتنا الكبرى هي الإرهاب، مشيرًا إلى أنّ المجموعات الإرهابية تحاول أن تصبح دولاً إرهابية وعلينا منع ذلك، ولفت إلى أنّ أن معظم الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ليس لديها ربع عدد الصواريخ المتوفرة لدى حزب الله، وأنّه أقوى المجموعات الإرهابية القائمة من حيث قدراته العسكرية وكميات الأسلحة المتوفرة له، إنه أقوى من تنظيم الدولة الإسلاميّة والقاعدة معًا.
كما توقع ليبرمان، عدوانًا رابعًا على غزة، وقال: حماس تعمل دائمًا على تطوير قدراتها الصاروخية، علينا أنْ نفكر في كيفية منع جولة خامسة، فالجولة الرابعة مضمونة، مضيفًا أنّ كل جولة يجب أنْ تنتهي بنصرٍ حاسمٍ، وإلا فإننا سنفقد عنصر الردع وبدون نصر حاسم فإنه سيكون مضيعة للوقت.
علاوة على ذلك، شنّ هجومًا شديدًا على الرئيس محمود عباس والرئيس التركيّ رجب طيب اردوغان، وقال: حتى لو أعطينا الفلسطينيين تل أبيب وانسحبنا إلى حدود العام 1947 سيختلقون أعذارًا للامتناع عن توقيع اتفاقية سلام.
كذلك هاجم ليبرمان بشكل شخصي رئيس السلطة الفلسطينية عبّاس واصفًا إدارته بأنّها غير شرعيّة، لأنّها لم تصل عبر انتخابات، ولذلك لا يجب التوقيع معهم على أيّ اتفاق. وقال مؤخرًا إنّ عبّاس يُساند الإرهاب في الأراضي الفلسطينية، ويقوم بمكافأة المخربين ماديًا، ويقود حملات إعلامية تحريضية ضد إسرائيل في مختلف المنابر الدولية، بما في ذلك مؤسسات الأمم المتحدة ومؤتمر ديربن.
ورأى أنّ الرئيس يمارس الإرهاب السياسيّ، مُشدّدًا على أنّه أخطر من الإرهاب المسلح الذي تًمارسه حركة حماس وغيرها من التنظيمات الفلسطينية.
وواصل ليبرمان هجومه على عبّاس بالقول إنّه لا يسيطر على قطاع غزّة، وهو ليس قادرًا على إجراء انتخابات في مناطق السلطة الفلسطينية، وهو الأمر الذي يضع علامة استفهام بالنسبة إلى مدى اهتمامه بالتوصل إلى السلام حقًا، لافتًا إلى أنّ عبّاس أطلق اسم يحيى عياش على إحدى الساحات المركزية في مدينة رام الله، كما أنه نعت المخربين الذين أفرج عنهم في إطار صفقة شاليط بمناضلين من أجل الحرية.
كما انتهز ليبرمان هذه المناسبة للهجوم على تركيا واصفًا أردوغان بالكذّاب، إذْ قال: لا يُمكنني أنْ احتمل أكثر الأكاذيب التي يطلقها أردوغان، ويهدد إسرائيل من لبنان. وأكّد على أنّه ما زال يرفض الاعتذار الذي قدّمه رئيس الوزراء نتنياهو لتركيّا حول مقتل الأتراك فيس أسطول الحريّة، عام 2010.
وكان ليبرمان بعث مؤخرًا وثيقة إلى نتنياهو قال فيها إنّ مصر أخطر على إسرائيل من إيران بسبب الثورة المصرية في 25 يناير/ كانون الثاني 2011، وتغيير الحكم، وأنّه يجب حشد المزيد من قوات الجيش الإسرائيليّ عند الحدود معها. ونقلت صحيفة (معاريف) العبريّة عن ليبرمان قوله في رسالته إنّ الموضوع المصري مقلق أكثر بكثير من القضية الإيرانية، لكون مصر هي الدولة العربيّة الأكبر التي لديها حدود مشتركة مع إسرائيل، وعلى الرغم من اتفاقية سلام بين الدولتين منذ أكثر من ثلاثين عامًا.
وأضاف ليبرمان أنه على أثر التطورات بمصر يتعيّن على إسرائيل اتخاذ قرار سياسيّ شجاع وإعادة بناء الجبهة الجنوبية للجيش الإسرائيلي بواسطة إعادة إقامة الفيلق الجنوبي الذي تمّ تفكيكه في أعقاب اتفاقية السلام، وإقامة أربع فرق عسكرية لنشرها عند الحدود الجنوبية، ورصد الميزانيات المطلوبة وتجهيز رد الفعل الإسرائيلي لاحتمالات قد تحدث في المستقبل، على حدّ قوله.
توقّعات باندلاع مواجهة قريبا في غزة
قال المُحلل السياسيّ في صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة، الأربعاء، عاموس هارئيل، قال إنّ قرار حركة حماس فتح عدّة جبهات ضدّ إسرائيل من غزّة ومن لبنان ومن سوريّة، يُعتبر استخلاصًا للنتائج التي أفرزتها الحرب الأخيرة مع إسرائيل في صيف العام 2014، إذْ أنّ قادة حماس، أضاف هارئيل، يؤمنون بأنّ فتح جبهات أخرى في المُواجهة القادمة، من شأنها أنْ تُربك إسرائيل، وتمنح الحركة رافعة قويّةٍ جدًا للضغط على إسرائيل في الحرب القادمة، والتي توقّع وزير الخارجيّة الإسرائيليّ، أفيغدور ليبرمان، أنْ تندلع قريبًا.
في السياق ذاته، استعرض موقع (NRG) الإسرائيليّ المخاطر الـ10 التي تُحدّق بإسرائيل خلال العام الجاري 2015، ورأى أنّ التهديد الرابع هو اندلاع حرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينيّة في قطاع غزّة، وقال تحت عنوان مواجهة أخرى في غزة: يبدو أنّ حربًا أخرى ضدّ حماس في غزة ليست بالقريبة، لأنّ حماس التي تلقت ضربة قوية جدًا الصيف الماضي ستجد صعوبة كبيرة في الخروج لمعركة أخرى انتظارًا لترميم قدراتها العسكرية، حسب تعبير الموقع الإسرائيليّ، الذي استدرك قائلاً، نقلاً عن مصادر أمنيّة وصفها بأنّها رفيعة المستوى: لكنّ الحرب الأخيرة أثبتت بأنّ اعتبارات حماس ليست عقلانية دائمًا، وقد يجرها عدم الاستقرار الذي تعيشه المنطقة والضغوط الإسرائيلية والمصرية إلى معركة أخرى من باب (لا يوجد ما اخسره)، لذلك يُمكن أن تندلع عمليات تبادل إطلاق نار بمستويات مختلفة وربما تتطور هذه الحالة إلى جولة أخرى من عملية (الجرف الصامد)، أيْ الحرب العدوانيّة الأخيرة التي شنّتها إسرائيل ضدّ قطاع غزّة في الصيف الماضي، كما قال الموقع الإسرائيليّ.
علاوة على ذلك، قال الموقع الإسرائيليّ، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ هناك إجماعًا فلسطينيًا عامًّا يشمل كافة شرائح المجتمع الفلسطيني بأنّ عمليات خطف جنود أوْ مدنيين إسرائيليين بهدف إجراء عمليات تبادل أسرى هي عمليات محقة وعادلة ولها ما يبررها، مُشدّدًا على أنّ هذا الخطر ما زال كبيرًا جدًا.
[email protected]