في اعقاب ارتفاع معدل وفيات الأطفال والرضع
توثيق التعاون بين بطيرم وأقسام الولادة في المستشفيات لتعزيز أمان الأطفال حديثي الولادة وتهيئة بيئة منزلية آمنة لهم
-
خلال السنوات الأخيرة تم رصد ارتفاع بنسبة 22% بمعدل وفيات الأطفال العرب من جيل الولادة حتى جيل 4 سنوات نتيجة الإصابات المنزلية خلال السنوات الاخيرة
تخبطات قبيل الولادة؟ التحضيرات في اوجها؟ ولادة طبيعية ام قيسريه؟ كلها مواضيع تشغل بال المرأة الحامل التي توشك على وضع مولودها، ولكن قد يغفل عن الكثيرات منهن الموضوع الأهم وهو تهيئة البيئة المنزلية لاستقبال المولود الجديد حفاظا على سلامته وامانه الشخصي.
ان أهمية هذا الموضوع تكمن في المساعي الحثيثة والعمل والمجهود المستمر منذ سنوات لمؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد بالتعاون مع المستشفيات واقسام الولادة فيها لتقديم الشروحات والارشادات للمرأة حديثة الولادة عشية تسريحها للمنزل لتعزيز مفاهيم الأمان وسلامة الطفل في المنزل، وأهمية تهيئة بيئة منزلية تحافظ عليه من مخاطر الإصابة، إضافة الى تذويت السلوك الآمن لدى الاهل.
من هذا المنطلق تقوم يوميا العديد من الممرضات في هذه المستشفيات بتقديم الارشادات والنصائح المنبثقة عن مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد والطرق والأساليب الآمنة حول كيفية التعامل مع الطفل وتهيئة بيئة آمنة لطفل حديث في البيت خاصة خلال السنة الأولى بعد ولادته لمنع الإصابة سواء في المنزل والبيئة الخارجية، خاصة ان غالبية الإصابات تحصل عادة في البيت ومحيطه نتيجة الغرق في حوض استحمام، سقوط من ارتفاع، اختناق خلال النوم، التسمم من مواد تنظيف ومبيدات وغيرها.
وتشير معطيات تقرير الامة التابع "لبطيرم" في هذا السياق ان هنالك ارتفاع بمعدل وفيات الأطفال العرب من جيل الولادة حتى جيل 4 سنوات بنسبة 22% نتيجة الإصابات المنزلية، كما ان هذه الفئة من الأطفال في هذا الجيل تتصدر المرتبة الأولى من حيث إصابات الأطفال والأولاد عامة.
وعن هذا التعاون المثمر لما فيه مصلحة المرأة الحامل وضمان سلامة المولود بين "بطيرم" واقسام الولادة في المستشفيات المتعددة قالت ميري حيمو الممرضة المسؤولة في قسم الولادة في المركز الطبي بني تسيون في حيفا:" خلال فترة الحمل تمر الام الحامل بسلسلة تحضيرات تمهيدا لعملية الولادة، الا ان هذه التحضيرات قد تستثني الأمور المتعلقة بالوالدية بما في ذلك الحفاظ على امان الطفل وسلامته واتباع وتبني سلوك وتصرف آمن مع الطفل. الأم حديثة الولادة قد تفتقر للمعلومات الكافية في هذه المرحلة حول كيفية الاهتمام بالمولود والحفاظ عل سلامته. ان قسم الولادة بالتعاون مع مؤسسة بطيرم رفعت راية ارشاد الأمهات والتشديد على امان المولود حتى بعد وصوله البيت. ارشاد لكيفية الحفاظ على امانه خلال التحفيض، عملية اللبس والاستحمام، الرضاعة، السفر في المركبة، وكيفية اختيار كرسي امان واختيار حمالة آمنة. التعاون مع بطيرم يشمل توزيع مواد ارشادية ومشاركة في مؤتمرات مهنية لإثراء طاقم الممرضات بالمعرفة والمحافظة على العلاقة المستمرة مع ممثلي بطيرم والمسؤولين في المنطقة يعتبر غاية في الأهمية".
اما ريموندا قدورة ممرضة في قسم الرضع في المستشفى الفرنسي في الناصرة فقالت بدورها:" نحن نهتم جداٍ بإرشاد الامهات كافةً والجدد منهن خاصةً بالأمور التي تتعلق بسلامة الطفل في البيت، وتوعيتهن حول كيفية منع المخاطر والتقليل من الاصابات التي تنتج عن عدم اتخاذ الحيطة والحذر. أهمية هذه الأمور لما فيه ضمان سلامة الأطفال نسعى بالتعاون مع مؤسسة بطيرم لأمان الولاد لتمريرها للمرأة الحامل التي توشك على الولادة وللأمهات حديثات الولادة خلال مكوث المرأة الحامل التي توشك على الولادة او ممن ولدن حديثا".
من جهتها قالت السيدة عبلة عبدو وهي قابلة مؤهلة ومستشارة رضاعة ووالدات في مستشفى العائلة المقدسة في الناصرة:" ان موضوع حماية الأطفال والحفاظ على سلامتهم يهمنا جميعا لذا نحن نقدر نشاطات مؤسسة بطيرم في مجالات الارشاد والورشات التي تقوم بها في كافة انحاء البلاد. كوني قابلة مؤهلة ومستشارة رضاعة ووالدات في المستشفى اعتز بتقديم إرشادات بطيرم وتمريرها للنساء حديثات الولادة وللنساء الحوامل عامة اذ انها تساعد بشكل كبير في تخفيض عدد إصابات الأطفال وتوعية الاهل من مغبة حدوثها خاصة في الفترة الأولى بعد الولادة".
وعقبت السيدة رجاء زعبي؛ الممرّضة المسؤولة للحمل، الولادة وطب النساء في مستشفى الناصرة الإنجليزي
قائلة:" من منطلق اهتمامنا المطلق بصحّة الوالدة والطفل خلال المكوث في القسم وبعد التحرير للمنزل واجبنا ومسؤوليتنا تقديم كل الإرشادات اللازمة في هذا الموضوع حفاظا على سلامة الطفل، فنحن نُعنى أيضا، وبالتعاون مع مؤسّسة بطيرم، بتقديم كافة الإرشادات اللازمة للحفاظ على أمان الطفل وذلك من خلال إرشاد شخصي للأهل قبل التحرير للمنزل بكل ما يتعلّق بموضوع أمان الطفل، بالإضافة إلى توزيع كراسات ومناشير الإرشادات التي تتضمن كافة الامور التي يتوجب على الأهل والام اخذها بعين الاعتبار خلال التعامل مع الطفل وتوفير البيئة الامنة له في المنزل ايمانا منا ان المنزل الآمن يساوي منزل صحّي للطفل".
وحول هذا العمل الذي تستمر مؤسسة "بطيرم" في ريادته منذ سنوات عديدة بالتعاون مع المستشفيات في البلاد قالت عبير بخيت مستشارة أمان ومرشدة متخصصة في أمان وسلامة الأطفال ومُركزة جماهيرية في مؤسسة بطيرم:"نحن في مؤسسة بطيرم بتعاون وشراكة وثيقة مع 26 مستشفى في كافة انحاء البلاد. نحن نعمل منذ سنوات في هذا المجال ونسعى لتوثيق هذا التعاون أكثر فأكثر ونرى بهذا التعاون فرصة ذهبية لتعزيز ثقافة الأمان والتعامل الآمن، وتبني سلوكيات وتصرفات آمنة للأمهات والأهل عامة. هذه الشراكة الرائعة مع الطواقم الطبية في أقسام الوالدات والولادة تُساهم بشكل كبير في تعزيز مفاهيم الأمان وسلامة الطفل والمولود الجديد من خلال الارشادات التي تقوم بها الممرضات في القسم بتقديمها للأمهات الوالدات. فكل الشكر والتقدير للطواقم الطبية في جميع المستشفيات على هذه الشراكة والتعاون الرائع في تعزيز أمان وسلامة الأطفال. كمستشارة امان ومرافقة للمستشفيات أقوم شخصيا بلقاء الطواقم الطبية في اقسام الوالدات ونساهم في ارشاد الطواقم لكيفية تمرير الارشادات للأمهات حديثات الولادة ومتابعة تمرير الطواقم لهذا الارشاد كما اننا نعقد لقاءات شهرية مع المستشفيات لمتابعة المستجدات في المجال".
[email protected]