استعار المطاردة والهجوم الاسرائيلي على الاسرى يلهب حدود غزة والمقاومة تستنفر قواتها للدرجة القصوى
عيسى سعد الله:
ألهبت المطاردة العسكرية والامنية الإسرائيلية المستعرة لأسرى الهروب العظيم من سجن جلبوع الستة واستمرار اعتداءات على الاسرى في السجون حدود قطاع غزة مع إسرائيل ووترت الأجواء الأمنية داخله الى ابعد الحدود، بما يشبه الأيام التي سبقت العدوان الإسرائيلي الأخير.
ويترقب سكان القطاع الذي يحضن القيادات السياسية والعسكرية لفصائل المقاومة ما ستحمله الأيام وربما الساعات القادمة من تطورات في ملف اسرى الهروب العظيم والذي قد يؤدي الى مواجهة عسكرية مرتقبة مع جيش الاحتلال الذي عزز قواته على طول الحدود ودفع بمزيد من القطع العسكرية الثقيلة ونشر العديد من منظومات القبة الحديدية، وفي المقابل دفعت المقاومة بالالف من عناصرها الى مواقع متقدمة باتجاه الحدود والغت الاجازات وقامت بعمليات اخلاء جزئية لبعض المواقع العسكرية القريبة من الحدود.
وبالتوازي مع ما يجري في الضفة الغربية والداخل والسجون، يشهد القطاع حراكاً فصائلياً مكثفاً على مختلف المستويات والصعد لتقديم اقصى الدعم الممكن لهؤلاء الاسرى وحمايتهم من التصفية والاعدام في حل تمكن الاحتلال من الوصول اليهم.
وتتابع الفصائل ومن خلفها الاذرع العسكرية المسلحة المختلفة عن كثب التطورات في الداخل والضفة الغربية وسط تحركات على الأرض وعلى المستوى المحلي لدعمهم.
وطغى الاهتمام بملف هؤلاء الاسرى على جميع الملفات الأخرى الحيوية كملف إعادة الاعمار والمنحة المالية القطرية ورفع الحصار بشكل عام، حيث تولي الفصائل لحياة هؤلاء الاسرى ونجاح عملية هروبهم أولوية خاصة.
ولعل ابرز ما يعكس هذا الاهتمام ما كشفت عنه مصادر مصرية، وأكدته مصادر شديدة الاطلاع في المقاومة لـ"الحمرا" صباح اليوم، عن تلقي المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية مطلبًا من فصائل فلسطينية بضرورة التدخل لدى الجانب الإسرائيلي بهدف وقف الانتهاكات التي ترتكبها سلطات الاحتلال الاسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الاسرائيلية، في أعقاب واقعة تحرير 6 أسرى أنفسهم من سجن جلبوع مؤخراً.
وبحسب ما نقلته صحيفة "العربي الجديد"، فإن حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" بعثتا برسالة تحذير مع الوسيط المصري، للجانب الإسرائيلي تحذران فيها من مغبة استمرار الممارسات الاسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين.
وأشارت المصادر ذاتها واكدتها مصادر الحمرا إلى أن فصائل المقاومة أبلغت مصر بفرض حالة الطوارئ داخل الأجنحة المسلحة في قطاع غزة تحسبًا للتصعيد، وتضامناً مع الأسرى داخل سجون الاحتلال.
وبحسب المصادر، فقد رهنت حركة حماس عودة الهدوء واستمرار المفاوضات غير المباشرة والتي كانت عودتها وشيكة للغاية، بوقف الانتهاكات بحق الأسرى.
وفي السياق ذاته، كشفت القناة 12 من التلفزيون الاسرائيلي ما وصفته انه تفاصيل جديدة عن الأسرى الستة حيث اتضح أن أحد الأسرى وهو زكريا زبيدي ، دخل محلاً في المنطقة الشمالية بعد ساعات قليلة من خروجه وتحدث مع صاحب المحل وطلب مساعدة.
وبحسب شهادة صاحب المتجر ، طلب منه الزبيدي طعامًا وإجرى مكالمة هاتفية. في وقت لاحق ، طلب أيضًا توصيلة ، لكن عندما لم يحصل عليها غادر المكان .
ووفقا للتقرير فقد دخل الزبيدي المتجر في الصباح ، بعد ساعات من تمكنه من التحرر من زنزانته في سجن جلبوع.
وبناءا على رواية صاحب المتجر صادر محققو الشاباك التسجيلات من الكاميرات ، ونتيجة لهذه الشهادة تركزت جهودهم في البحث في المنطقة الشمالية.
ووفقا لتقييم أجهزة الشاباك فإن الاسرى تفرقوا إلى ثلاث مجموعات وليس إلى مجموعتين كما كان يعتقد سابقًا.
[email protected]