لا تزال بلجيكا الى يومنا هذا غير معروفة سياحياً من قبل العديد، ولكنها في الحقيقة مكاناً مميزاً ولأسباب عدّة اهمها ثقافية وتراثية. اذاً هي المحور الحقيقي للسياحة. ويتفرد هذا البلد بطابع هندسي خاص يعود الى القرون الوسطى، كما الى حقبة تاريخية أقدم أو حتى أحدث، فكلّ مرحلة قطعت بها هذه البقعة بقية محفورة فيها كتاريخ لذاكرة قاطنيها وزوّارها. وبلجيكا أيضاً موطن للعديد من الفنانين والمبدعين، حيث تضمّ الكثير من المتاحف العاقبة برائحة الإبداعات التاريخية العريقة. هي حلم كلّ من يعشق الفن، فهي ترضي رغبات وطموح كل محبي الفنون التشكيلية وحتى أنه لا يمكن اختصار بلجيكا بهذا الوصف فنحن نتحدث عن بلد كامل متكامل.  

"البلد المسطح" او "Plat Pays " كما غناه المغني الشهير جاك بريل، حافظ على كل تقاليده خصوصاً الحفلات الفلوكلورية، فتعج كل مدينة بلجيكية بالضجيج والحياة الصاخبة على مدار ساعات النهار والليل.

من السهل جداً السفر الى بلجيكا هذا البلد الذي يقع على الحدود الفرنسية، حتى داخلياً تتمتع بلجيكا بخطوط سير متطورة جداً من باصات، قطارات، ومترو سريع بين المناطق، اذاً السفر الى بلجيكا ما هو الى متعة على جميع الناس للترفيه والإستجمام.

مناخ معتدل ومناطق طبيعية

تقع بلجيكا في غرب أوروبا، يحدها كل من ألمانيا واللوكسمبورغ من الشرق، فرنسا من الجنوب، وهولندا من الشمال. عاصمة بلجيكا مدينة بروكسل. ليس هناك من لغة رسمية واحدة هناك فاللغات الرسمية هي الهولندية، الفرنسية والألمانية، وطبعاً الإنكليزية. فمهما كانت لغة الزائر الشعب البلجيكي يمكنه التواصل معه بكل سهولة. 

مناخ بلجيكا معتدل فالشتاء بارد والصيف معتدل، ولدى بلجيكا ثلاث مناطق طبيعية هي : الساحل حيث المدن السكنية والبحار، المنطقة الوسطى وهناك تكثر الزراعة، والغابات. والمنطقة الثالثة  مخصصة للحياة البرية والمحميات الطبيعية. وأهم نهرين في البلاد هم "شيلدت و مويسه"، كما أن أعلى نقطة في بلجيكا هي جبل بوترانج بعلو يبلغ ارتفاعه 694 متراً. 

تعتبر بلجيكا قلب السياحة الأوروبية حيث تقع في موقع استراتيجي هام على الصعيد الجغرافي، السياسي، والاقتصادي. كما تتمتع بتردد السيّاح  من البلدان المجاورة عليها وتكثر فيها العديد من الأماكن السياحية الجميلة، فكل من يزر بلجيكا لمرّة واحدة لا يسعه إلا إعادة الكرّة لمرّات ومرّات، نظراً لجمال البلد الأخاذ وترحيبه بالزوار.

نقطة إنطلاق إستراتيجية

يمكن إذاً لأي سائح أن يجعل بلجيكا وجهته السياحية المفضلة من حيث الذهاب إلى بروكسل، ثم الإتجاه إلى أمستردام، وباريس، ميلانو، والعودة إلى بلجيكا مرة أخرى وإن كانت بلجيكا تشكل نقطة إنطلاق استراتيجية للسياحة في أوروبا فهي أيضاً الوجهة السياحية لدى الأوروبيين الذين يكثرون على زيارتها في مختلف فصول العالم كما تستقطب بلجيكا مؤخراً عدد من الزوار من مختلف أنحاء العالم لما تمنحه من مميزات خاصة من حيث الثقافات الغنية الموجودة بها و المكتبات الألمانية، الأوبرا الإيطالية، القطع الأثرية الدانماركية، مطاعم السوشي اليابانية والسيارات السويدية...  

تضم بلجيكا أكثر من 30 مسرحاً تمارس فيها الأعمال الفنية العريقة لكبار الفنانين والمبدعين حول العالم.  وتتميز بلجيكا بوجود الجبال الشامخة، والمناظر الطبيعية الخلابة، فالتنزه في هذه البلد خاصة في الليل  يضفي متعةً وهدوءًا يسكن قلب كل سائح، فهو فقط ما عليه الا الإستماع الى صوت الطبيعة الذي يأخذه بعيداً عن صخب الحياة اليومية وروتينها.  

الأسواق التجارية الفخمة

لكل من تعرف الأسواق الفرنسية جيداً، لن تتفاجأ اذا زارت بلجيكا  فالمحال التجارية هناك مماثلة جداً، أو حتى متشابهة الى حد كبير، بفارق بسيط هو أن الأسواق تقفل باكراً عن باقي الأسواق العالمي نظراً لغياب الشمس باكراً، والعجلة الإقتصادية التي تنعدم في الليل خصوصاً في فصل الشتاء. ولكن غالباً ما تفتح المتاجر من العاشرة صباحاً لغاية الخامسة مساءً.

محطة أولى لعشاق التسوق في متاجر أكبر مصممي الأزياء، فأروع التشكيلات موجودة هناك، كل الأسماء والماركات، وبأسعار عالمية متعارف عليها في كل البلدان.