من لا يعرف الهند يجهلها، ومن يتوقع أنها فقط بلد عادي يكون قد أخطأ الظن، فالهند بلد أبعد بكثير من أن يوصف بأنه فقط جميل، فهو رائع، يحاكي البساطة بكل معانيها، بلد متعدد من حيث الأوجه الجمالية التي جميعها تتصف بالمحميات الطبيعية.

لا يمكن لزائر الهند إلا وأن يعيد الكرة لمرات عدّة لأنها تفتن كل من تطأ قدماه تلك الأرض الزاهية. إنها الهند بلد السياحة المتميزة عن أي بلد آخر.

تقع الهند في جنوب آسيا، وهي سابع أكبر بلد من حيث المساحة الجغرافية، والثانية من حيث عدد السكان. تعتبر مهد الحضارات القديمة، والتي لا زالت الى اليوم تحافظ عليها. وكانت الهند معروفة بثروتها التجارية والثقافية لفترة كبيرة من التاريخ.

تتكون جمهورية الهند من 28 ولاية وسبعة أقاليم إتحادية مع وجود نظام برلماني ديموقراطي. وقد حولتها الإصلاحات الإقتصادية منذ العام 1991 الى واحدة من أكبر الدول الإقتصادية نمواً، ورغم كل هذا لا زالت تعاني من مستويات عالية من الفقر، الأمية، وسوء التغذية.

نبدأ من مدينة أغرا حيث أشهر الأبنية في العالم، ما يعرف بإسم تاج، وهو أيضاً من أحد عجائب الدنيا السبع، وأحد المواقع الأثرية العالمية. هو بناء ضخم جداً بناه الملك شاه جاهان في العام 1653، كقبر لزوجته وسط أجمل الحدائق الطبيعة. تم تزيينه بالرخام ليكون أروع أضرحة الهند على الإطلاق، بسبب إتقان تفاصيله التي استغرق بناؤها 22 سنة، وتطلبت 20000 عاملاً من بنَّائين وصانعي مجوهرات.

 المدينة الوردية

ومن أغرا الى جايبور فهي عاصمة ولاية راجاسثان، مصنفة بالمدينة الوردية المفعمة بأفضل فنادق العالم، وهي وجهة سياحية وثقافية ذائعة الصيت في الهند. حيث يقصدها السياح لمشاهدة الحصون والأضرحة التي تعكس تاريخها العريق.

تشتهر مدينة بشواطئها الجميلة التي لم تفسدها الحضارة، ولم يشوهها التلوث، وهي منطقة بيئية بإمتياز حيث من الجميل جداً التنزه على الأقدم، أو عبر وسيلة التنقل الأكثر إستعمالاً في الهند وهي ركوب الفيلة.

أما كشمير فهي المدينة الملقب بجنة الأرض، وهي إحدى أجمل مدن العالم. وتتميز بتضاريسها الجغرافية الثلاثة المعروفة بالهيمالايا الصغرى، الهيمالايا الداخلية، والهيمالايا الخارجية. وتتميز بمواقع مميزة ومشهورة يزورها الناس من كل بقعة في العالم. كما تتميز كشمير بأجمل اللوحات والتماثيل الدينية والفنية البوذية والعالمية. وفيها أيضاً كهوف تعود الى القرون القديمة، يمكن لأي زائر إكتشافها.




ومن كشمير الى دلهي الفاتنة، التي تضم عدد كبير من المعابد والحصون، والأضرحة التي تجسد التاريخ الهندي. تشتهر المدينة القديمة بالقلعة الحمراء المهيبة، فيما تتركز المباني الحكومية والسفارات في دلهي الجديدة التي تتضمن العديد من المواقع التاريخية. تم تسجيل القلعة الحمراء وضريح هوميان في دلهي ضمن الإرث الحضاري العالمي.

 شعبية كبيرة للشاطىء

يتميز شاطئ تشاوباتى بشعبية كبيرة، إن كان لدى السكان المحليين او للزوار، فمياهه زرقاوية فريدة تتماوج مع لون السماء الصافي. يقع الشاطىء في ولاية ماهارشترا، وهناك يمكن الإستمتاع بكل الأنشطة والرياضات المائية. كما الإستمتاع بالترفيه في المنتجعات، والمطاعم منتشرة حول الشاطىء. والذي يميز هذا الشاطىء هو الاحتفالات والعروض الممتعة المستمرة طيلة أيام سنة.

ننتقل في جولتنا الى الشق الثقافي وتحديدًا إلى معرض جيهانجير الفني الذي يضم مجموعة كبيرة ونادرة لأعمال كبار الفنانين العالمين. يعتبر من أشهر المعارض الفنية في منطقة مومباي فهو يمتاز بأربع صالات للعرض. يكتظ دائماً بالزوار لكونه يحتوي على تحف نادرة الوجود. كما تُقام بداخله عروض فنية، ومسرحيات ثقافية لكل من يحب الأعمال الراقية.

الى احضان الطبيعة

ونتجه في الجولة الأخيرة الى أحضان الطبيعة في محمية بوبيتورا الطبيعية على بعد 50 كم من مدينة جواهاتى بمقاطعة آسام. تتميز بتواجد عدد هائل من الحيوانات حيث أنه في الآونة الأخيرة تبين أن المحمية تستقبل سنوياً ما يزيد عن 2000 فصيلة مختلفة من الطيور المهاجرة . فهي تتميز بالعديد من أنواع الحيوانات البرية المحلية، أهمها وحيد القرن الهندي، بالإضافة الى أعداد كبيرة من الجاموس الأسيوي، والفهود،الدببة البرية،بالإضافة الى أنواع عدّة من الزواحف. فزيارة الى المحمية كفيلة بنقل الزائر الى بلاد الأدغال. 

البلد النموذجي

هذه هي الهند في بضعة سطور، فلا تترددي عندما تتاح لك الفرصة بأن تقومي بزيارة هذا البلد النموذجي، ذات الجمال الطبيعي. ويجب أن تدركي أن هذه الزيارة لن تكلفك الكثير إذ أن الهند بلد تعدّ الحياة فيه غير مكلفة أبدًا إلا أنه نفيس جدًا في ثقافته ومناظره الخلابة.