أعلنت شرطة إسرائيل عن جاهزيتها وتأهبها لتأمين وتنظيم ما يُسمى بـ"مسيرة الأعلام الإسرائيلية" في مدينة القدس، والتي ستقام عند الساعة الخامسة من مساء اليوم الثلاثاء، بحيث سيتمّ نصب حواجز عديدة في المدينة ومنطقة البلدة القديمة على وجه الخصوص إلى جانب نشر المئات من عناصر الشرطة وإغلاق عدد من الشوارع.
وبحسب المخطط، فإنّ إغلاق الشوارع سيبدأ عند الساعة الرابعة عصراً لغاية الساعة التاسعة مساءً، بحيث سيتمّ إغلاق الشوارع والطرق التالية:
- شارع القدس الخليل (تلبيوت)
- نفق المصرارة
- المصرارة - باب العمود محطة الباصات (باصات الجنوب)
- جورة العناب باب الخليل باب الجديد
- شارع السلطان سليمان محطة الباصات وباب الساهرة
- شارع الملك داود مأمن الله .
وسيتضمن مسار "مسيرة الأعلام" شوارع البلدة القديمة بالقدس مرورا بحي النصارى والحي اليهودي وصولا لحائط البراق.
الجدير ذكره أنّ وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الجديد، عومر بارليف، صادق بشكل نهائي على المسيرة مساء أمس الاثنين بعد اجتماع مع مفوض عام الشرطة كوبي شبتاي، حيث أكّد الأخير أنّ الشرطة جاهزة لتأمين المسيرة التي ستتم كما هو مخطط لها، وفقًا لما أوردته وسائل إعلام عبرية.
ويأتي كل ذلك في الوقت الذي هددت فيه حركة حماس في غزة بردّ قويّ في حال جرت مسيرة الأعلام الإسرائيلية بالقدس، وعليه قام الجيش الإسرائيلي مساء الاثنين بتكثيف نشر منظومة القبة الحديدية في منطقة الجنوب تحسبًا لأي تصعيد. وتوعّدت إسرائيل مؤكدة أنّ:"من يضرم النار في القدس سيحترق بها، وتدعو التنظيمات العسكرية لأخذ زمام المبادرة بالرد على أي عدوان".
هذا، وأعلنت كتائب الأقصى عن استنفار مقاتليها وتعلن حالة التأهب القصوى استعداداََ "للرد في حال دخول مسيرة الأعلام الصهيونية الى باحات الاقصى الثلاثاء". ومن جانبها، أكّدت فصائل المقاومة الفلسطينية أنّه:"لن نسمح للاحتلال بتهويد القدس أو استمرار العدوان عليها، وعليه تحمل تداعيات تنفيذ مسيرة الأعلام". وشددت الفصائل:"ندعو أهلنا في القدس لاستمرار الرباط في ساحات المسجد الأقصى، وخاصة الثلاثاء للتصدي لعدوان واقتحامات الاحتلال، ولمسيرة الأعلام المخطط أن تمر من أمام بوابات المسجد الأقصى"، بحسب الفصائل الفلسطينية.
من جانبها، عممت القائمة المشتركة بيانا جاء فيه : " طالبت القائمة المشتركة في رسالة مستعجلة وجهتها لرئيس الحكومة نفتالي بينيت ووزير "الأمن" الداخلي عومر بار ليف، مطالبين من خلالها إلغاء ما يُعرف "بمسيرة الأعلام"، والتي من المزمع اقامتها على يد غلاة اليمين الاستيطاني احتفالًا باحتلال القدس.
هذا ويُذكر أنّ مسار المسيرة المشينة المتوقع سيمر من باب العامود وبمحاذاة الأحياء العربية، الأمر الذي سيصعّد الأوضاع ويشعل فتيل الحرب مجدّدًا.
وشدّدت المشتركة على ضرورة وقف التصعيد وتأجيج الوضع في القدس ووقف حملة الاعتقالات الاستفزازية في أحياء القدس الشرقية مثل الشيخ جراح وسلوان، والمظاهر الاحتفالية لاحتلال شعب لشعب آخر".
واختتم البيان أنّ "مسيرة الأعلام التي يخطط لها اليمين الاستيطاني في القدس هي خطة أخرى لإشعال الفتنة، ونحن بدورنا نحذر بشدّة من هذا ونحمّل الحكومة مسؤولية أي تطور خطير سيحدث".
في وقت سابق، اعتبرت حركة "حماس" أن مسيرة الأعلام الإسرائيلية المنوي تنفيذها اليوم الثلاثاء، تعتبر "صاعق انفجار لمعركة جديدة للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى".
وفي تصريح صحفي، قال الناطق باسم "حماس"، عبد اللطيف القانوع: "ما يسمى مسيرة الأعلام المنوي تنفيذها من قبل قطعان المستوطنين، بمثابة صاعق انفجار لمعركة جديدة للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى".
وأضاف: "وهو ما يتطلب استنفار أهلنا في القدس والداخل المحتل، وتصديهم لقطعان المستوطنين بمختلف الوسائل والأدوات، وشعبنا معكم وخلفكم بمقاومته لإفشال مخططات الاحتلال".
من جهته، أوضح حازم قاسم، وهو ناطق باسم "حماس" أيضا، أن "المقاومة الشاملة على مستوى الأدوات والساحات ضمن استراتيجية نضال موحدة تتبناها مؤسسة وطنية تجمع الكل، هي القادرة على مواجهة التغيرات السياسة في ساحة الاحتلال، ولمجابهة أي تحولات تخص القضية الفلسطينية، وأن يكون الرهان دائما على شعبنا ومقاومته الباسلة".
ودعت الفصائل الفلسطينية، التي وصفت المسيرة بأنها استفزاز إلى "يوم غضب" في غزة والضفة الغربية . وحذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من تجدد الأعمال العدائية إذا مضت المسيرة قدما.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية "نحذر من التداعيات الخطيرة التي قد تنتج عن نية قوة الاحتلال السماح للمستوطنين الإسرائيليين المتطرفين بالمضي قدما في مسيرة الأعلام في القدس المحتلة".
[email protected]