قال رئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة، في كلمته المركزية التي ختمت مظاهرة عشرات الألوف في مدينة سخنين ، التي جرّت امس السبت، إن عشرات الألوف الحاضرة هنا، جاءت لتطلق صرخة الغضب ضد جرائم الاحتلال وعصابات المستوطنين ضد شعبنا وجماهيرنا، معلنا ان وجهة لجنة المتابعة هي الإعلان عن الاضراب العام، أمام استفحال الجرائم الإسرائيلية، وهو تصريح استقبلته الحشود بالتصفيق والهتافات.
وقال بركة هذه عشرات الألوف جاءت الى سخنين لتقول كلمتها، وأقول للقدس والاقصى اطمئني واطمئن، هذا شعبك ولن يهون بك، ولن يفرط في دفاعه عن القدس والاقصى. وتوقف بركة عند جرائم الاحتلال في قطاع غزة، ومشهد المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل فجر السبت في القطاع، واودت بثمانية أطفال وسيدتين شهداء.
وقال، اليوم الخامس عشر من أيار 2021، اليوم 73 عاما على نكبة شعبنا، حينما شردوا غالبية شعبنا وتحولوا الى لاجئين، وهدموا 530 قرية من قرانا وبلداتنا، ونحن نقول لهم، إن العودة آجلة أم عاجلة، وتعمير القرى المهجرة قادم، مهما طال الزمن أو قصر.
وسأل ما هذا القمع المستمر، إن كان من القوات العسكرية الإسرائيلية، أو من قطعان المتطرفين. فهل تعتقد إسرائيل أنها تريد أن تتسبب لنا بنكبة ثانية؟ نحن نقول لهم باسم مليون و600 ألف فلسطيني في الداخل، لن نسمح بنكبة ثانية. نحن هنا باقون متجذّرون صامدون، وهذا وطننا ولا وطن لنا سواه.
وقال، إن العدوان المنظم على عكا و حيفا ويافا واللد والرملة وعلى جماهيرنا، لأنهم يعتقدون أنهم يريدون استكمال ما لم يستكملوه في النكبة من ملامح فلسطين. ولكن في اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا شعب يحميها.
وتابع، أنه حتى الآن بلغ عدد المعتقلين 800 معتقل، ووجه لهم التحيات الكفاحية، وقال، أنتم أبناءنا، ودعا للوقوف الى جانبهم. وتوقف عند ما جرى في كفركنا مساء الجمعة، حينما أقدموا على اعتقال الشيخ كمال خطيب، موجها له التحية باسم الجماهير.
وقال إن ما جرى في كفر كنا كان استفزازا منظما، لأن الشيخ أبو معاذ تم استدعائه مرارا للتحقيقات، وكان يذهب ويتلقى أوامر كهذه أو تلك، مثل عدم دخول الضفة أو القدس. ولكن في الأمس هدفهم كان أكبر، واعترفت الشرطة بأنها استخدمت الرصاص الحي. هم جاءوا لشن عدوان مبيت لكفركنا، ووجه بركة التحية لكفركنا على وقفة أهلها.
وقال إن من بين المعتقلين شخصيات من ثلاث تيارات أخرى في لجنة المتابعة، مع وقوفنا الى جانب كافة المعتقلين. الأخ زهير كركبي عضو بلدية شفاعمرو عن الجبهة الديمقراطية، الأخ مراد حداد عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني، والأخ جميل صفوري عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد. فهم لا يستهدفون هذا اللون أو ذاك، بل شعبا بأكمله، لذا فإن وقفتنا يجب أن تكون وقفة شعب بأكمله موحد.
وقال بركة، نحن لسنا وقودا لاستمرار نتنياهو على رأس السلطة، وسفك دم شعبنا ليس من أجل تملص نتنياهو من المحاكمة. وسفك دماء شعبنا، ليس لابراز بطولات يائير لبيد ونفتالي بينيت، واشكالهما، فالطيور على اشكالها تقع. نحن أصحاب البلاد، ولا وطن لنا غير هذا الوطن، لنا حقوق قومية وحقوق مدنية، ومن سن قانون القومية ليلغي حقوقنا القومية والمدنية، "يبلوا ويشرب ميّته".
وشدد على أن نضالنا نضال عادل، نمارسه بوسائل عادلة، فالموقف السياسي والوطني الصحيح إذ افتقد للقيم الإنسانية والأخلاقية، فهو ناقص. والسلطة الحاكمة تتحمل المسؤولية الكاملة عن الجرائم التي تقع. وواجبنا كقيادات، رؤساء سلطات محلية وقادة أحزاب ومنظمات وحراكات وجمعيات، واجبنا ان نحمي أبنائنا، وأن نطمئن الأمهات بأننا نحرص على حياة أولادهن، فهذه مسؤوليتنا وعلينا القيام بهذه المسؤولية، مع كامل الاحتضان والمحبة والافتخار والاعتزاز بشبابنا الرائعين، الذين يملؤوا الشوارع الغضاب بالمظاهرات.
وحذّر بركة من مخططات السلطة لتفتيتنا، وهذه مخططات لا تتوقف، ولكن في العقدين الأخيرين، تعاظمت هذه المخططات، إن كان بمحاولات التجنيد على أشكالها، ودس العنف، والتحريض على الأحزاب العربية ولجنة المتابعة، لنكون شعبا من دون رأس، ونحن نريد لأحزابنا ان تكون اقوى وهيئاتنا الشعبية أن تكون أقوى، فكلما كانت أطرنا أقوى، شعر شعبنا بضهر يحميه.
وأيضا الآن يصعدون نثر النعرات على خلفيات مختلفة، ومن هنا أقول إن وحدتنا هي ذخرنا وذخيرتنا وعلينا أن نتمسك بها، وحدتنا تحتمل الاختلاف والاجتهاد، ولكنها لا تحتمل أن نلقي على بعضنا باللائمة، بدلا من توجيهها لإسرائيل. نحن في قارب واحد وفي خندق واحد، نمارس وحدتنا بعزة، ونمارس اختلافنا بعزة واحترام، هكذا هي المجتمعات التي ترنو للمستقبل.
وتوجه بركة بنداء المحبة والأخوة والألم والأمل الى أهلنا في طرعان: أوقفوا ما يحدث هناك، القلوب تدمع على ما يحدث، شعبنا يواجه عدوانا شاملا والدم مسفوك، فهل نضيف الما على ألم.
وختم بركة قائلا، اليوم لا ننهي مسيرتنا، فستقوم المتابعة بجولة في مدن الساحل من اللد ويافا الى عكا، ثم قريتي الجديدة وكفركنا، وهناك ستجتمع المتابعة، لتبحث في الاضراب الشامل، فقوبل تصرحه بعاصفة من التصفيق والهتافات، وقال نريد لكل شعبنا ان يلتزموا به.
[email protected]