شهدت البلدات والمدن العربية من الشمال إلى الجنوب ليلة من التظاهرات التضامنية مع القدس والأقصى وحي الشيخ جراح المهدد بتهجير أهله، وخلال التظاهرات اندلعت مواجهات واشتباكات بين المتاظهرين وقوات الشرطة وانتهت باعتقال نحو 100متظاهرًا.، علما ان حملة الاعتقالات من قبل الشرطة مستمرة.
وانطلقت مظاهرات حاشدة دعمًا للقدس المحتلّة في الناصرة، وشفاعمرو، ويافا، وأم الفحم، وعين ماهل، وطمرة، وباقة الغربية، ومجد الكروم، وعرّابة، وشقيب السلام بالنقب جنوبيّ البلاد، والزازير، واللد، والرملة، وكفر كنّا، وجلجولية، وكفر مندا، وجديدة - المكر، وكفر قرع واكسال وفي بلدات أخرى، مساء الإثنين، كما أُصيب متظاهرون آخرون، إثر استنشاق الغاز المدمع، وبالرصاص المغلّف بالمطاط.
وأعلنت الشرطة انها اعتقلت 67 متظاهرا في منطقة الشمال وحدها، بشبهة " الاخلال بالنظام، إطلاق ألعاب نارية والقاء حجارة باتجاه افراد الشرطة"، وفق ما ورد في بيان صادر عن الشرطة. وسيتم اليوم عرضهم على المحكمة للنظر في تمديد اعتقالهم. وذكرت الشرطة ان حملة الاعتقالات مستمرة.
وجاء في بيان صادر عن المتحدّث باسم شرطة إسرائيل للإعلام العربيّ - لواء الشمال: "استمرارًا لنشاط أفراد الشرطة بالأمس ضدّ أعمال الشغب والإخلال بالنظام التي حدثت في لواء الشمال، والتي تمّ خلالها إطلاق المفرقعات وإشعال الإطارات وإلقاء الحجارة على أفراد الشرطة، وإضرام النار في مركبات خصوصية تابعة لأفراد الشرطة، قام أفراد الشرطة في نشاط ميدانيّ في جميع المناطق بما في ذلك فتح الطرقات وإنقاذ الأرواح. القوا القبض على 67 مشتبهًا بإضرام النار المتعمّد ورشق الحجارة، واليوم ستتمّ إحالتهم إلى المحكمة للنظر في طلب الشرطة لتمديد توقيفهم على ذمّة التحقيق. كما يُتوقّع توقيف مشتبهين آخرين.شرطة إسرائيل على استعداد تامّ لكلّ حدث وستردّ بحزم على أيّة محاولة لانتهاك النظام العامّ ولا سيّما تقديم المخالفين إلى العدالة.
شرطة إسرائيل تناشد مرةً أخرى كافة القيادات بما فيهم رؤساء السلطات المحلّيّة والقيادة الدينية وأولياء الأمور لكبح جماح الشباب والاحتجاج بروح الديمقراطيّة والعمل على منع الإخلال بالنظام والعنف. هذه الحوادث العنيفة يمكن أن تسبّب أضرارًا جسيمة ويمكن أن تلحق الضرر بنسيج العلاقة بين أطياف المجتمع لفترة طويلة". بحسب ما ورد في بيان الشرطة.
ونفذت الشرطة عشرات الاعتقالات الليلة الماضية في منطقة النقب، بحيث وصل العدد الى ما لا يقل عن 30 شخصا، خرجوا للاحتجاج على احداث القدس. فقد اعتقلت شرطة رهط 10 أشخاص بشبهة " الوصول لإلحاق الأذى بمحطة الشرطة". وفي تل السبع اعتقلت الشرطة 5 اشخاص من بين عشرات قالت انهم هاجموا نقطة الشرطة هناك.
اما في شقيب السلام فقد تم اعتقال ما لا يقل عن 15 شخصا بشبهة القاء حجارة.
وجاء في بيان صادر عن المتحدث باسم شرطه اسرائيل للاعلام العربي: " الشرطة تحيل صباح اليوم الى المحكمة 31 مشتبها الذين القي القبض عليهم هذه الليلة وفجر اليوم بشبهة الاخلال بالنظام العام والقاء الحجارة واعمال الشغب على الطريق رقم 6 بالقرب من مفرق شوكت ورهط وشقيب السلام. عمل افراد الشرطة وحرس الحدود هذه الليلة لإعادة النظام والقاء القبض على المشتبهين بأعمال الشغب والاخلال بالنظام في منطقة الجنوب. خلال النشاط القى افراد الشرطة القبض على 31 مشتبها ومن ضمنهم أربعة قاصرين الذين ستتم احالتهم صباح اليوم الى المحكمة للنظر في طلب الشرطة لتمديد توقيفهم على ذمة التحقيق.كما وتواصل الشرطة التحقيق ومن المتوقع القاء القبض على مشتبهين آخرين".
وأعلنت الشرطة صباح اليوم الثلاثاء، انها اعتقلت 13 متظاهرا على خليفة المظاهرات التي شهدتها منطقة وادي عارة امس. وبحسب بيان الشرطة فإن عناصرها "عملت طيلة ساعات الليل من أجل الحفاظ على النظام وحرية الحركة في وادي عارة. وتم خلال الليلة الماضية اعتقال 13 شخصا من سكان المنطقة بشبهة محاولة دهس شرطي، القاء حجارة، اشعال حاويات واطارات ومهاجمة عناصر شرطة. وبناء على مواد الأدلة التي ستنبثق عن التحقيقيات سيتقرر اذا ما كان سيتم صباح اليوم عرضهم على المحكمة".
فيما استشهد شاب وأصيب آخر بجراح وصفت بالمتوسطة، بنيران مستوطن في مدينة اللد، وذلك خلال قمع الشرطة للاحتجاجات.
وخرجت المظاهرات التي شارك فيها آلاف؛ احتجاجا على اقتحام المسجد الأقصى في القدس، واحتجاجا على اعتداء قوات الجيش الاسرائيلي على المصلين والمعتصمين في الشيخ جرّاح وباب العامود في المدينة .
وندّد المشاركون في المظاهرات بالاعتداءات الإسرائيلية، على القدس، وأهلها، وطالبوا بإنهائها.
وأُغلقت بسبب المظاهرات شوارع في البلدات، وشهدت بلدات مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية التي عمدت إلى تفريق المتظاهرين، مستخدمةً قنابل الصوت، وقنابل الغاز المُدمِع في بعض البلدات.
وفي جلجولية، أُصيب 3 متظاهرين على الأقل، بالرصاص المطاطيّ الذي أطلقه عناصر الشرطة.
واندلعت مواجهات في بلدة شقيب السلام، إذ أغلق شبان الشارع الرئيسي بالحجارة، فيما أغلقت الشرطة المدخل الرئيسي ورفضت إدخال المواطنين العائدين إلى البلدة.
وقالت الشرطة في بيان أصدرته، فجر الثلاثاء، أنها اعتقلت 10 متظاهرين في رهط، و5 في تل السبع، و15 في شقيب السلام، بادّعاء مشاركتهم برشقِ حجارة، ومحاولة الإضرار بمركز للشرطة في رهط بالنقب.
وشهدت بلدات مجد الكروم وكفر كنا، وكفر مندا مشاركات حاشدة وغاضبة، إذ خرج الآلاف منددين بالاعتداءات الإسرائيلية في القدس.
وأُحرِقَت سياة لمستوطن في كفر كنا، وحُطِّمت سيارة ثانية على الأقل، وشهدت البلدة، بالإضافة إلى كفر مندا، مواجهات عنيفة مع الشرطة.
وفي اللد، التي شهدت مشاركة واسعة في مظاهرة، عمد شاب إلى إنزال العلم الإسرائيليّ، ورفع علم فلسطين على عامود للإنارة في المدينة.
وأظهر مقطع مصوّر، اشتعال النيران في محطّة للشرطة في المدينة كذلك.
وعُلِم أن 16 متظاهرا، قد اعتُقلو في اللد والرملة على الأقلّ.
واعتقلت الشرطة، شابين من سكان وادي عارة بزعم دهس شرطيّ عند مفرق مصمص.
وقالت الشرطة في بيان بشأن ذلك، إن عناصرها "نصبوا حاجزا على مفرق مصمص في منطقة وادي عارة وذلك في إطار تجهيزات الشرطة للمظاهرة التي تجري في مفرق أم الفحم".
وأضافت: "خلال النشاط وصل إلى المكان مركبة رباعية الدفع ’تراكتورون’ يستقلها مشتبَهان وقاما بدهس أحد أفراد الشرطة الذين تواجدوا في المكان"، على حدّ زعمها.
وأشار البيان إلى أن شرطيًّا "أصيب بجروح طفيفة ونقل على إثرها لتلقي العلاج الطبي، كما ألقي القبض على المشتبَهين".
وفي باقة الغربيّة، انطلقت مظاهرة حاشدة ضدّ اعتداءات الجيش الاسرائيلي في القدس.
وتجمّع المتظاهرون أمام مسجد أبو بكر في المدينة، وهتفوا ونددوا بإجراءات الجيش والشرطة الاسرائيليه بحقّ القدس وأهلها.
وفي حيفا، شارك شبان في احتجاج ضدّ اعتداءات الجيش الاسرائيلي في القدس، وأغلقوا شارع "بن غوريون".
وبحسب التفاصيل المتوفّرة، فإن أعمار الشبان الذين شاركوا بالاحتجاج، تتراوح بين الـ18 و21 عاما تقريبا.
وشارك محتجّون في شفاعمرو في مظاهرة نُظِّمت في المدينة؛ "تنديدا بالعدوان الغاشم على غزة وتضامنا مع الأهالي في القدس وحي الشيخ جراح".
ولاحقا، انطلق المتظاهرون في مسيرة من دوار البلدية حتّى دوار الشهداء في المدينة.
وفي الناصرة، شارك الآلاف في وقفة احتجاجية على الاعتداءات في القدس المحتلة، نظّمتها القوى الوطنية في المدينة.
ونُظِّمت الوقفة في ساحة "عين العذراء" بالمدينة، ومن هناك انطلقت مظاهرةٌ باتجاه مركز المدينة.
وبعيد انتصاف ليل الإثنين، شهدت الساحة مواجهات مع الشرطة التي اعتقلت عددا من المشاركين.
وعلم أن قوات كبيرة من الشرطة معززة بوحدات المستعربين لاحقت الشبان، وأفاد بأن هنالك مداهمات لمنازل واعتقال شبان من منازلهم.
وأشار إلى أنه لدى الشرطة قائمة بأسماء "مطلوبين" قد تقوم باعتقالهم لاحقا.
وشاركت جماهير غفيرة من أهالي مدينة أم الفحم ومنطقة وادي عارة في المظاهرة التي نظمت في مدخل المدينة، في حين أعلنت الشرطة الإسرائيلية إغلاق شارع وادي عارة في كلا الاتجاهين بالمقطع الواصل بين مفرق مجيدو والمدخل الجنوبي لمدينة أم الفحم.
وأغلق المتظاهرون في أم الفحم شارع وادي عارة (65) في خطوة احتجاجية. وهتف المتظاهرون ضد السياسات الإسرائيلية وضد الاقتحام قوات الجيش الاسرائيلي للمسجد الأقصى، والاعتداءات على المقدسيين في الشيخ جرّاح وباب العامود.
كما شهدت مدينة طمرة تظاهرة، بجانب دوار القدس في المدينة، وذلك استجابة لدعوة الجنة الشعبية، تنديدًا بالاعتداءات التي نفذتها قوات الشرطة الإسرائيلية وعناصر يمينية متطرفة على المصلين في المسجد الأقصى ونصرة لأهالي حي الشيخ جراح المهددين بالإخلاء والترحيل.
والتحمت المظاهرة مع تظاهرة شبابية نظمتها المجموعة الشبابية الرياضية "مدريدستا".
ورفع المتظاهرون شعارات تؤكد على فلسطينيية وعروبة القدس المحتلّة، ونددوا بجرائم الحكومة الإسرائيلية في المدينة.
وقال رئيس اللجنة الشعبية في طمرة، محمد صبح: "صغار وكبار يتظاهرون غضبا ورفضا للمس بالقدس والمسجد الأقصى، فالقدس هي بوصلة فلسطين، وقد التف جميع أبناء شعبنا بمختلف التوجهات السياسية حول القدس، وليسمع الجميع هذه فقط البداية، وهذا الغضب سيترجم إلى غضب أكبر إذا استمروا بهذه السياسة العنصرية".
وأضاف صبح: "ستكون مظاهرة على مفترق طمرة، ونقول لجميع أهلنا من يريد ان يذهب للقدس ويقف إلى جانب أهلنا في القدس، ومن يريد أن يشارك في التظاهرات، فليفعل ذلك، جميع هذه النشاطات تكمل بعضها".
وذكر نائب رئيس بلدية طمرة، أن "التصعيد الذي ينفّذه الفلسطينيون ما هو إلا (نتيجة) ضد التصعيد الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا ومقدساتنا، وضد المتوافدين من المصلين إلى عاصمة الدولة الفلسطينية من أجل أداء الفرائض الدينية بشهر رمضان المبارك، إذ أن هذا الاعتداء لا يمكن إلا يُقابَل إلا بالتصعيد".
بدوره، قال مسؤول المجموعة الرياضية إنه "لا يمكن أن نتخذ موقف المتفرج أمام ما يحدث في القدس من سياسة عدوان ومحاولات تهجير وإخلاء أهلها منها".
وفي يافا، شارك في وقت سابق الإثنين، أهالٍ في وقفة تضامنيّة مع القدس وأهلها، وأغلق متظاهرون شارع "الحلوة" الرئيسي في المدينة.
واحتج المشاركون على اعتداءات الجيش الاسرائيلي المستمرّة في المسجد الأقصى وحيّ الشيخ جراح، في حين اعتدت الشرطة على المتظاهرين، وفرّقتهم بالقنابل المُدمِعة.
بعد ذلك، جابت مسيرة شوارع المدينة، رفع مشاركون فيها، العلم الفلسطيني، ولافتات كُتبت عليها شعارات من قبيل؛ "لن تمروا"، و"حرية حرية للشيخ جراح".
وفي عين ماهل، شارك أهال في وقفة تضامنيّة مع القدس وأهلها كذلك، والتي نُظِّمَت في البلدة.
وحمل مشاركون في الوقفة، لافتات كُتِبت عليها شعارات من قبيل؛ "اقتحامات المسجد الأقصى جريمة حرب"، و"الحكومة الاسرائيلية ترتكب في القدس جرائم ضدّ الإنسانية"، وغيرها.
[email protected]