ورقة مقترحات لمؤسسة بطيرم:
التوصية بزيادة برك السباحة في المناطق السكانية الضعيفة خاصّة البدويّة في الجنوب للحد من السباحة في مصادر المياه غير الآمنة
-
توسيع دائرة الأنظمة والقوانين التي تمنع استعمال برك السباحة غير المراقبة في بيوت الضيافة والاستجمام والبيوت الخاصة والفنادق وتشديد تطبيق القوانين فيها
-
ارتفاع عدد حالات الغرق في السنوات الاخيرة بنسبة 50% وفئتي الاولاد حتى جيل 4 سنوات والفتيان ما بين 15 – 17 عام ذات الاحتمال الاكبر للتعرض للغرق
اصدرت مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد ورقة مقترحات (ورقة موقف) تتعلق بالحد وتقليص حالات الغرق في البلاد. ويتضح من هذه المقترحات ان فئات الجيل الأكثر عرضة للغرق هي فئة الاطفال والرضع من جيل صفر حتى 4 سنوات وفئة الجيل ما بين الـ 15 عام حتى 17 والاولاد البدو والاولاد ذات المكانة الاجتماعية الاقتصادية الضعيفة. وناشدت "بطيرم" متخذي القرار العمل للحد من حالات الغرق.
ويعتبر الغرق من أبرز العوامل التي تؤدي الى وفيات الاولاد والفتيان، اذ ان حالات الغرق من الممكن ان تحدث في مياه البحر، في برك السباحة العامة والبيتية وايضا من الممكن ان تحدث ايضا في المنزل نفسه وفي منشأة الاستحمام وحوض الاستحمام ايضا. ويدور الحديث عن ظاهرة بالإمكان منعها من خلال رفع الوعي لدى الاهل وبين الاولاد والفتيان، وتعزيز البنى التحتية الداعمة، وسن القوانين وتطبيق الانظمة المتعلقة بهذا الشأن.
وبحسب معطيات "بطيرم" فانه ما بين السنوات 2008 حتى 2020 فقد وقعت 222 حالة غرق في البلاد انتهت بالوفاة بين الاولاد والفتيان حتى جيل 17 عام.
وتشير المعطيات المذكورة ايضا ان حجم الوفيات نتيجة الغرق ارتفع مع مرور السنوات، اذ ان نسبة الوفيات جراء الغرق ما بين سنوات 2017 – 2019 كانت اعلى بـ 1.5 مقارنة مع السنوات 2008 – 2010.
ويتضح ايضا من المعطيات ان حوالي 40% من حالات الغرق وقعت لأطفال ما بين جيل صفر حتى 4 سنوات، أكثر من 30% من حالات الغرق وقعت لأولاد وفتيان ما بين 15 – 17 عام. كما ان معظم حالات الغرق وقعت في فصل الربيع والصيف، 29% و53% على التوالي. كما تشير المعطيات ان حالات الغرق تقع معظمها ايام الخميس الجمعة والسبت وان كل واحد من هذه الايام تضمن ما بين 18% حتى 19% من حالات الغرق.
واستنادا للمعطيات فان 47.7% من حالات الغرق وقعت في مصادر المياه الطبيعية خاصة في مياه البحر، البحيرات والمجمعات المائية والوديان، وان ثلث حالات الغرق تقريبا (32.4%) وقعت في برك السباحة. 13% من حالات الغرق وقعت بدلو ماء او حوض الاستحمام و6% من حالات الغرق وقعت في الآبار ومجمعات المياه او في حفر مائية.
وفي نظرة الى المعطيات المتعلقة بحالات الغرق للأطفال والرضع حتى جيل 4 سنوات يتضح ان حوالي نصف الحالات وقعت في برك السباحة، وان 30% من حالات وقعت في دلو ماء او في حوض استحمام. كما وان حوالي نصف حالات الغرق التي وقعت في برك السباحة كانت من نصيب برك السباحة البيتية. ويتضح ايضا ان حجم الوفيات جراء الغرق ارتفع بشكل حاد اذ ان نسبة الوفيات ما بين السنوات 2018 – 2020 كانت أكثر بـ 5.2 من نسبة الوفيات ما بين الاعوام 2008 – 2010.
مقارنة بذلك، وفي نظرة لمعطيات الغرق المتعلقة بالفتيان فيتضح ان 60% من حالات الغرق التي انتهت بالوفاة وقعت في مياه البحر البحيرات والوديان. وأوضحت "بطيرم" السبب من وراء الاحتمال العالي لتعرض الفتيان للغرق الا وهو ان المراهقين يميلون الى اتباع السلوك الخطر الذي يتميز بمستوى منخفض من السيطرة الذاتية، والحاجة الى لفت الانتباه والبحث عن الاثارة. كما ان الفتيان يتميزون بمستوى منخفض من الادراك بالخطر وثقة زائدة في قدرتهم على السيطرة. بالإضافة الى ذلك فانهم يتأثرون أكثر من غيرهم بالضغط الاجتماعي والحاجة لإثبات الجرأة والشجاعة والقدرة امام جهات مختلفة.
ويعتبر احتمال الوفاة نتيجة الغرق لدى الأولاد الفتيان العرب البدو جنوب البلاد اعلى بـ 3.7 من احتمال وفاة الاولاد والفتيان اليهود. فيما اوضحت المعطيات انه لا توجد فروقات تذكر ما بين وفيات الاطفال العرب من سائر المناطق في البلاد مقارنة مع الاطفال اليهود. وان احتمال وفاة الاطفال والرضع البدو نتيجة الغرق مقارنة بالأطفال والرضع اليهود يعتبر اعلى بـ 4.4. في الوقت الذي 64.7% من حالات الغرق التي وقعت في برك السباحة كانت من نصيب الأطفال والرضع اليهود، وان 19.6% من حالات الغرق وقعت في دلو ماء او حوض استحمام، فان 78.6% من حالات الغرق لدى الاطفال والرضع البدو وقعت في دلو ماء او حوض استحمام. اما فيما يتعلق بسائر الاطفال العرب غير البدو مما يعيشون في سائر المناطق في البلاد عدا الجنوب فقد وقع ما يقارب 55.6% من حالات الغرق في برك السباحة و22.2% في دلو مياه او حوض استحمام.
واشار معطى مثير اخر من معطيات "بطيرم" الى ان نسبة الوفيات نتيجة الغرق في المناطق السكانية الضعيفة ذات المكانة الاجتماعية الاقتصادية الضعيفة التي تميز المناطق البدوية اعلى بـ 1.9 مقارنة مع المناطق السكانية الأقوى اجتماعيا واقتصاديا.
وتناشد مؤسسة "بطيرم" لأمان الاولاد الدولة بتوسيع النشاط للحد من حالات غرق الاولاد من خلال تكثيف حملات التوعية للأهل الأولاد. العديد من الاهل ليسوا على دراية كافية بالمخاطر المتعلقة بحالات الغرق التي من الممكن ان تحدث في المنزل. كما توصي "بطيرم" توسيع دائرة دروس السباحة للأولاد ضمن اطارة وزارة التعليم لكافة الأولاد، مع التشديد على الشرائح السكانية التي تعتبر في دائرة الخطر والبدء بتقديم الدروس لهم بجيل مبكر في الصفوف الدنيا.
كما توصي "بطيرم" بزيادة برك السباحة في المناطق السكانية الضعيفة خاصة البدوية في الجنوب للحد من السباحة في مصادر المياه غير الآمنة، وتوسيع دائرة الأنظمة والقوانين التي تمنع استعمال برك السباحة غير المراقبة في بيوت الضيافة والاستجمام والبيوت الخاصة والفنادق وتشديد تطبيق القوانين فيها
[email protected]