تحيي الجماهير العربية في البلاد، اليوم الثلاثاء الذكرى الـ 45 ليوم الأرض الخالد، هذه الذكرى التاريخية الكفاحية دلالة البقاء والصمود في الوطن وذلك من خلال مسيرات في بلدات ومدن مختلفة في الداخل الفلسطيني والضفة الغربية وقطاع غزة.
أما في الداخل فالمسيرة المركزية ستكون في احدى بلدات مثلث يوم الأرض مدينة عرابة. وستبدأ مراسيم هذا اليوم ذات الدلالات الخاصة لدى ابناء الشعب الفلسطيني بزيارات لأضرحة الشهداء في سخنين وعرابة وكفركنا والطيبة.
ارشيفية
-
ما هو يوم الأرض وكيف وُلد؟
في مطلع العام 1975 بدأت هجمة جديدة على الأراضي العربيّة عبر مخططات عنصرية كمشروع "تطوير الجليل" والذي هدف إلى تحقيق سيطرة ديموغرافيّة يهودية في الجليل الذي كانت غالبية مواطنيه (70 بالمئة) من العرب، حيث حاولت السلطة مصادرة 20 ألف دونم منهم أكثر من 6 آلاف دونم من الأراضي العربيّة، وأكثر من 8 آلاف دونم من "أرض الدّولة" التي هي أصلاً منتزعة من الفلاحين العرب، بينما كان حصة الأراضي اليهوديّة حوالي 4 آلاف دونم فقط في منطقة صفد، أي أن المصادرة استهدفت الأراضي العربيّة في الأساس.
ورداً على هذه الهجمة، بادرت القوى والشخصيات الوطنية إلى اجتماعات تحضيرية لعقد "مؤتمر شعبي للدفاع عن الأراضي العربيّة"، وعقد المؤتمر في الناصرة يوم 1975/10/18 ورافقه زخم شعبيّ كبير في كل القرى والمدن العربيّة، وانبثقت عنه "اللجنة القطريّة للدفاع عن الأراضي" التي كان هدفها التصدّي لمخططات نهب الأرض العربيّة.
وفي 1976/3/6 عقدت اللجنة اجتماعًا موسعًا في الناصرة، ودعت اللجنة إلى الإضراب في الثلاثين من آذار وتحويل هذا اليوم إلى يوم للأرض والمطالبة بوضع حد لسياسة المصادرة التي صارت تهدد وجود ومستقبل الجماهير العربيّة في وطنها الذي لا وطن لها سواه.
-
"الشعب قرّر الإضراب"
واثر الإعلان عن الإضراب شنَّت السلطة الحاكمة حملة تهديد وترهيب بهدف منع الإضراب، وفي اجتماع رؤساء السّلطات المحليّة في مدينة شفاعمرو يوم 1976/3/25، أصرّ الرؤساء الوطنيون، وعلى رأسهم القائد خالد الذكر توفيق زيّاد، على موقفهم، وأكد زيّاد: "الشعب قرّر الإضراب".
وكان إضراب الثلاثين من آذار، يوم الأرض، حيث هبَّ شعبٌ بأسره في إضراب لم يسبق له مثيل شمل كل المدن والقرى العربيّة، فأنزلت السّلطة قواتها المدججة بالدبابات والمُصفَّحات من جيش وشرطة وحرس حدود، واندلعت مواجهات وصدامات سقط خلالها ستة شهداء رووا أرضنا الطيّبة بدمائهم الزكيّة، وهم:
خير ياسين (عرّابة)، رجا أبو ريا وخضر خلايلة وخديجة شواهنة (سخنين)، محسن طه ( كفر كنا) ورأفت زهيرى (مخيم نور شمس، سقط في طيبة المثلث).
برنامج احياء الذكرى، بيان لجنة المتابعة:
وضعت اللجان الشعبية وبلدات مثلث يوم الأرض، برامج مسيراتها التي ستجري في الذكرى الـ 45 ليوم الأرض، الثلاثاء، في الثلاثين من آذار، وتتضمن مسيرات سخنين وعرابة ودير حنا، حتى المسيرة المركزية في عرابة، التي ستختتم في الساعة الرابعة والنصف بمهرجان مركزي في سوق المدينة.
وقد أعلنت بلدية سخنين واللجنة الشعبية فيها، عن أن مسيرة سخنين ستنطلق من شارع الشهداء الساعة الثانية والنصف عصرا، الى الناحية الشمالية الغربية للمدينة، وتعود الى النصب التذكاري لشهداء يوم الارض لقراءة الفاتحة، وتكمل الى عرابة للالتحام بالمسيرة هناك.
وأعلن مجلس دير حنا المحلي واللجنة الشعبية في القرية، أنه في الساعة الحادية سيزور وفد من القرية مدينة سخنين لوضع أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء، ثم وضع أكاليل الزهور على أضرحة شهداء مدينة عرابة.
في حين ستنطلق مسيرة من دير حنا عند الساعة الثالثة والنصف عصرا، نحو مدينة عرابة، لتلتحم مع المسيرة المركزية.
وستجوب المسيرة المركزية الشارع الرئيسي في عرابة، نحو السوق، لتختتم عند الساعة الرابعة والنصف عصرا، بمهرجان وطني سياسي.
وتهيب لجنة المتابعة العليا جماهير شعبنا بالمشاركة الواسعة، والالتزام بقرارات المتابعة بمنع كل المظاهر الحزبية، ورفع العلم الفلسطيني وحده، والشعارات التي تحددها لجنة المتابعة، لتكون ذكرى يوم الأرض لتعزيز بناء الوحدة الوطنية، ورصها وترسيخها.
[email protected]