على خَلفية تَوتُّر الأجْواء، وتصاعُد حِدّة الخلافات الداخلية، عشية انتخابات الكنيست:
اللجنة القطرية تُوَجِّه نداءً للتَّهدِئة السياسية ولتحمُّل المسؤوليات الوطنية والتاريخية
-
رؤساء السلطات المحلية العربية يُحذّرون من أي تصعيد في حِدَّة الخلافات الداخلية!؟
قبل نحو أُسبوعين من انتخابات الكنيست، تجلَّت خلال الأسابيع الأخيرة، وتصاعدت عبر الأيام الماضية، حِدَّة الخلافات الداخلية وتواترت الأجواء تصعيدياً، بين المتنافسين داخل ساحة الجماهير العربية الفلسطينية في البلاد، ما انعكس على طبيعة العلاقات، بالشكل والجوهر، بين أبناء وأفراد هذه الجماهير، وتجاوزت أدوات النقاشات والخلافات والاختلافات السياسية والحزبية والفِئوية، كل الحدود وجميع وسائل الحوار الحضاري، مما زاد من توتُّر الأجواء العامة داخل مجتمعنا وتأْزيمها أكثر، ما قد يُهَدّد مجتمعنا برمّته، على مختلف المستويات والأبعاد، لا سيّما في مواجهة التحدّيات الحقيقية والمصيرية الكُبرى، التي تواجهنا جميعاُ ومعاً دون استثناء..!؟
وبعيداً عن التفاصيل والأحداث الأخيرة، وعلى هذه الخلفية وبسببها، ومن دافع المسؤولية الوطنية والوحدوية والتاريخية، فإن اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية في البلاد تَتوجَّه، بشكل خاص، الى جميع المشاركين والمُتنافسين في انتخابات الكنيست القريبة، وتحديداً الى القيادات والكوادر والجمهور، وكذلك ايضاً، الى المعارضين لهذه الانتخابات والداعين لعدم المشاركة فيها، عبر هذا النداء العام، الى ضرورة تَحمُّل أقصى درجات المسؤولية الوطنية والتاريخية، والعمل الجدي والفاعل نحو التهدِئة السياسية فيما بينهم، وإدارة الاختلافات وحتى الخلافات بوسائل حوارية عقلية وحضارية، والامتناع عن كل أشكال التحريض والعنف والاتهامات، مهما بلغت الاختلافات والخِلافات، بالشكل والجوهر، وعدم استخدام وبثّ سموم التشنُّج والفتن والنعرات والاستقطابات العصبية من أجل الوصول الى " قلب " الجماهير بأي ثمن، نحو الارتقاء الى مستوى التحديات الحقيقية..!؟
إن رؤساء السلطات المحلية العربية، ورغم اختلاف مَشاربهم السياسية والحزبية والعقائدية والمناطقية، ومن باب مسؤولياتهم وعلاقاتهم المباشرة، المحلية والقطرية، مع الجماهير، ومن منطلق تلمُّسهم لخطورة الأجواء المتوتّرة بسبب هذه الانتخابات، وحرصهم على وحدة أبناء بلدهم، فإنهم يُحَذّرون من أي تصعيد في حِدَّة الخلافات الداخلية، ويُؤكّدون على ضرورة وأهمية رؤية ما بعد الإنتخابات، والقواسم المشتركة التي تجمع الجميع في مواجهة التحدّيات الكبرى والمصيرية، وفي تحدّي سياسات التمييز العنصري الرسمية والحكومية، ومن أجل رِفعة وتقدم مجتمعنا وجماهيرنا عُموماً، ونحو تعزيز معركة ومسيرة بقائهم وتطورهم في وطنهم، وتحقيق الإنجازات وانتزاع الحقوق..
وكذلك، فإن اللجنة القطرية تُؤكّد، في هذا السّياق، أن المعركة في مواجهة مجمل مظاهر وظواهر العنف والجريمة في مجتمعنا، ومواجهة السياسة الحكومية والممارسات البوليسية، في هذا الخصوص، هي في جوهرها بمثابة معركة وطنية وحدوية جماعية، تقتضي منّا أقصى وأقسى الجهود والطاقات، من جميع مُكوّنات مجتمعنا، والى التحلّي بالمسؤولية والحكمة والشجاعة، في الوقت عينه، لأن تجاوز هذا الهمّ والألم الجماعي ، والعودة الى أولوياتنا الوطنية والسياسية، ضمن التعدّدية الثقافية والسياسية والاجتماعية، اكثر أهمية وأرقى من " مكسب " محدود هنا أو هناك..!؟
[email protected]