أثارت فتوى أصدرها مرشد الثورة الإيرانية، علي خامنئي، جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن أمر بتحجيب الشخصيات النسائية في الأفلام الكرتونية المعروضة في إيران، وفقًا لما أورده موقع "إيران إنترناشيونال".
وجاء في نص الفتوى "على الرغم من أن الحجاب ليس ضروريا في ذاته (بالنسبة للشخصيات الكرتونية)، لكن، من حيث عواقبه، فإنه من الضروري مراعاة الحجاب في الرسوم المتحركة".
ولاقت هذه الفتوى سخرية كبيرة في أوساط الإيرانيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نشر بعضهم صورا لشخصيات ديزني مرتدين الحجاب.
يذكر أن إيران تُلزم النساء بارتداء الحجاب في الشوارع، حيث تتعرض الكاشفات عن شعورهن إلى الضرب والاعتقال من قبل قوات الأمن، بسبب مخالفتهن قواعد الحجاب الإلزامي.
وعملية فرض الحجاب في إيران قد تمت على مرحلتين. الأولى كانت في نفس عام الثورة عام 1979، عندما فرض على النساء ارتداء الحجاب عند خروجهن إلى الشوارع، وارتدائه في المؤسسات الحكومية.
وقد قوبل القرار بالرفض، ففي الثامن من مارس 1979، خرجت آلاف النساء إلى شوارع طهران احتجاجا على القرار وانضم إليهن رجال من جميع الأعمار والمجالات، سواء من فئة الطلبة أو الأطباء أو المحامين، وأضرب كثيرون في طهران عن العمل احتجاجا على القرار.
أما المرحلة الثانية فكانت في عام 1983، عندما أقر قانون تجريم عدم ارتداء الحجاب، ووصلت العقوبة إلى الحبس مدة شهرين و74 جلدة، وقد احتجت الإيرانيات حينها بالنزول إلى الشوارع وارتدين ملابس سوداء.
وتحاول الإيرانيات مقاومة فرض الحجاب من خلال وضع غطاء لا يغطي الرأس كاملا والذي أسمته وسائل الإعلام الإيرانية الموالية للحكومة باسم "باد حجاب" أو "الحجاب السيء"، فيما تقوم أخريات بتظاهرات مناهضة للحجاب الإجباري تنتهي غالبا باعتقالهن.
وكان المركز الإيراني للدراسات الاستراتيجية التابع لمكتب الرئيس الإيراني، حسن روحاني، قد نشر دراسة سابقا، جاء فيها أن 49.8 من الرجال والنساء في إيران يعتبرون الحجاب أمرا شخصيا لا يجب على السلطات التدخل فيه.
[email protected]